الاثنين، 19 يوليو 2010

هل كانت أم المؤمنين لتقبل بما يحصل؟

عندما ارتكب الجزار الصهيوني باروخ غولدشتاين مذبحة المسجد الإبراهيمي عام 1994م استهجنها العالم واستكبرها الجميع، كيف لا وهو الذي أطلق النار غدراً وغيلة على مئات المصلين من خلف ظهورهم وهم ساجدون بين يدي المولى عز وجل. وباتت فعلته الشنيعة رمزاً للدرك الأسفل الذي يمكن أن يصل إليه البشر في حقدهم وبغضهم.

لكن للأسف تلى هذه الجريمة بأعوام قليلة التفجير تلو التفجير في مساجد المسلمين وفي بيوت عزاء، مرة في العراق ومرة في الباكستان ومرة ومرة، وللأسف كلها على أيدي مسلمين، ليسابقوا باروخ غولدشتاين في جريمته، ألم يحرم الله دم الإنسان إلا بالحق؟ بأي جريمة أو ذنب يقتل المسلمون بالمئات أو العشرات وبشكل عشوائي في مسجد أو بيت عزاء؟ هل استهداف شخص أو اثنين يبيح دماء كل هؤلاء الناس؟

كيف ننتظر من الغرب احترامنا كمسلمين واحترام مساجدنا واحترام نقابنا واحترام حجابنا ونحن لا نحترم بعضنا البعض؟ هل كون الشيعة من أهل البدع يبيح دمهم بالطريقة العشوائية هذه؟ البعض يبرر هذه الأفعال بأن الشيعة ليسوا مسلمين أو أن المتصوفة الذين قتلوا في باكستان من أهل الضلال والابتداع، لا أريد الدخول في نقاش صحة هذا القول، لكن هل هذا يبرر قتلهم؟ من افتى بقتلهم وبشكل عشوائي؟

أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتنا عندما رفض قتل رؤوس النفاق بالرغم من استحقاقهم لذلك حتى لا يقال "أن محمداً يقتل أصحابه". وغير المسلم لا يميز بين شيعي وسني، وهو لن يفهم من هذه المجازر سوى أن المسلمين أناس دمويون إجراميون، وكم من وافد جديد على الإسلام ردعه هذا الإجرام؟

يبررون هذه التفجيرات العشوائية بنصرة صحابة رسول الله وأمهات المؤمنين، ويقولون لا حرمة لدم من يشتم أم المؤمنين عائشة، وأسألهم بالله عليكم لو كانت أم المؤمنين أو الخليفة العادل عمر بن الخطاب أو غيرهم من الصحابة (رضي الله عنهم جميعاً) بيننا هل كانوا سيرضون بسفك هذه الدماء نصرة لهم؟ هل كانوا سيقبلون بهذه المذابح الدموية؟ وكأني بأم المؤمنين تقول لهم "إني أتصدق بعرضي على من انتهكه لكن لا تسفكوا الدماء باسمي".

ليست هناك تعليقات: