الاثنين، 31 ديسمبر 2012

إلغاء زيارة وزراء الخارجية العرب إلى رام الله: حتى لا تمر الأكاذيب مرور الكرام



بعد قبول عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة، وإعلان الاحتلال سلسلة من العقوبات على رأسها وقف تحويل الضرائب المقتطعة إلى السلطة، والتي بدأت بالصراخ والولولة مطالبةً الدول العربية بدعم صمودها في معركتها أمام الاحتلال الصهيوني، علمًا بأنه عمليًا لم يحصل شيء، وتحويل دفعة الشهر الحالي لم تحن بعد، لنختبر جدية الاحتلال باحتجاز أموال السلطة.

بدأت السلطة منذ اليوم بالمطالبة بالمظلة المالية وزيادة مخصصاتها لتصبح 100 مليون دولار تمنحها الدول العربية شهريًا للسلطة لدعم موازنتها بشكل مباشر، كما طلبت السلطة زيارة وزراء الخارجية العرب إلى رام الله من أجل دعم السلطة في قضية العضوية بالأمم المتحدة.

إلا أن زيارة وزراء الخارجية العرب تأجلت لأسباب تبدو غير واضحة، واكتفى نبيل العربي ووزير خارجية مصر بزيارة رام الله، وحسب وزير خارجية السلطة رياض المالكي فإن زيارة وزراء الخارجية العرب ستتم فور الترتيب لها، كما أكد نبيل العربي أنها ستتم خلال الفترة القادمة، ويبدو أن سبب التأجيل جاء لأنه لم يكن هنالك ترتيب أصلًا فالدعوة صدرت قبل أيام فقط ومثل هذه الزيارات لا تتم بيوم وليلة.

الأحد، 30 ديسمبر 2012

تسليم محمود عباس مهامه إلى نتنياهو



في لقاء مع صحيفة هآرتس يوم الخميس الماضي (27/12/2012م) قال محمود عباس أنه إن لم يحصل تطور على صعيد مفاوضات السلام ولم يتم وقف الاستيطان بعد الانتخابات الصهيونية، فإنه "سأتصل بنتنياهو، وأقول له تعال اجلس مكاني، وخذ المفاتيح وأنت ستكون مسؤولًا عن السلطة الفلسطينية"، وهذا النص الذي نشرته الصحيفة باللغة الإنجليزية:
 
If there is no progress even after the election I will take the phone and call [Prime Minister Benjamin] Netanyahu,” Abbas said. “I’ll tell him ... Sit in the chair here instead of me, take the keys, and you will be responsible for the Palestinian Authority.

وحاول صائب عريقات تفسير كلمات عباس موضحًا أنه يقصد بها أن السلطة سوف تنهار إن لم يحصل تقدم بمفاوضات السلام، وبالتالي فلا يوجد أي اختلاف بالمضمون بين كلام عباس الحرفي الذي قاله للصحيفة أو تفسير عريقات، فكليهما يقران بأن بقاء السلطة مرهون بما يجود عليها الصهاينة وينعمون عليها بمكافآت مختلفة الأشكال والألوان.

السبت، 29 ديسمبر 2012

فيديو وتعليق: تقرير الجزيرة عن الانتهاكات الممنهجة في سجون السلطة الفلسطينية




يظهر الفيديو أعلاه تقريرًا بثته فضائية الجزيرة عن الانتهاكات الممنهجة في سجون السلطة الفلسطينية بحق المعتقلين السياسيين خلال الفترة التي تلت الانقسام عام 2007م حتى عام 2012م، مستندةً على تقرير للمنظمة العربية لحقوق الإنسان قام بتوثيق هذه الانتهاكات.

وشنت وسائل الإعلام الفتحاوية هجومًا على التقرير بحجة أن الوقت غير مناسب وأنه يشوش على جهود المصالحة بين حماس وفتح، وتساءلوا عن لماذا تجاهل التقرير حالات التعذيب في سجون غزة (كأنهم يقولون أن انتهاك حقوق الإنسان في غزة يعطي سلطة رام الله الحق بانتهاك حقوق الإنسان).

كما شكك البعض بمصداقية ما جاء فيه مثل الحقوقي شعوان جبارين والذي قال أن أغلب جرائم التعذيب داخل سجون السلطة ارتكبت قبل عام 2011م، وأنه جرى تحسن على وضع المعتقلين داخل السجون من ذلك الوقت.

وهنا لدي بعض التعليقات على الفيديو وعلى الردود عليه:

الخميس، 27 ديسمبر 2012

هل يتبنى عباس خيار حل السلطة؟




يخرج علينا الإعلام المقرب من محمود عباس بتسريبات عن تهديداته بالاستقالة أو حتى حل السلطة، كما تكلم أحمد قريع علنًا في أكثر من مناسبة عن احتمال تبني خيار الدولة الواحدة (للفلسطينيين واليهود) بدلًا من خيار الدولتين، محاولًا أن "يبتز الصهاينة" الذين يحرصون على يهودية دولتهم وتقليل عدد الفلسطينيين، وأخيرًا نسمع الكثير من التحليلات المسربة بتوجيه من مسؤولي السلطة والتي تحذر من انهيار السلطة في حال لم يتجاوب معها الاحتلال وصعود حركة حماس بدلًا منها.
 
إلا أن كل هذه التهديدات والتحذيرات تذهب أدراج الرياح، وتستمر الحياة كما هي في الضفة الغربية، ويستمر الاستيطان، ويستمر احتجاز أموال السلطة، وتستمر الاعتقالات، وتستمر عملية تهويد القدس والاستيلاء التدريجي على الأقصى، والسؤال المطروح لماذا لا يهتم الصهاينة بهذه التهديدات والتحذيرات؟

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

قراءة في نتائج الاستفتاء على الدستور المصري



بعد إقرار الدستور المصري بنسبة تزيد عن 63% نريد أن نفهم ماذا تعنيه هذه النتيجة وهل هي نتيجة جيدة أم سيئة، وهل تعني أن الشعب المصري منقسم أم أن هنالك إجماع ما حول شكل إدارة الشعب المصري لنفسه خلال الفترة القادمة؟
 
أولًا، أثبتت القوى العلمانية واليسارية المصرية أنها ما زالت غير ناضجة، وتتصرف بخفة وطيش وما زالت لحد اللحظة غير مستوعبة وجود تيار إسلامي شرعي داخل الساحة المصرية، وخاصة أن النقاط التي أرادوا إشعال الحرب بسببها ليست تلك الكوارث التي لا يمكن احتمالها، وأنه يمكن تصحيحها أو احتمال وجودها على عوارها وخطأها.

الاثنين، 24 ديسمبر 2012

أزمة الرواتب والأزمة المالية للسلطة الفلسطينية: الأسباب والحلول



مع تفاقم الأزمة المالية للسلطة وعجزها عن دفع الرواتب بشكل منتظم لموظفيها، يتساءل البعض عن أسباب هذه الأزمة وهل حقًا أنها بسبب الخطوات العقابية التي أقدم عليها الكيان الصهيوني؟ أم أنّ هنالك أسبابًا أخرى؟ وما هي الحلول العملية لمعالجة هذه الأزمة؟
 
اقتصاد الأرض المحتلة:


حرص الاحتلال الصهيوني منذ احتلال الضفة والقطاع عام 1967م على تدمير أي مقومات لاقتصاد حقيقي ومستقل للشعب الفلسطيني، وألحق الاقتصاد الفلسطيني بهامش الاقتصاد الصهيوني ليعيش على الفتات الذي يتفضل به الصهاينة.

الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

ملكة القلوب تزور العالم العربي




تعتبر رواية "أليس في بلاد العجائب" للكاتب الإنجليزي لويس كارول (واسمه الحقيقي تشارلز لوتفيدج) أحد أروع قصص الأطفال الخيالية، لدرجة أنها تستهوي الكبار بنفس درجة استهواء الأطفال لما فيها من غرائب ومواقف وأحداث تجافي المنطق وتعاكسه.

وربما غاب عن ذهن الكاتب الذي عاش قبل قرن ونصف من الزمان أنه سيأتي زمن ينافسه ويتفوق عليه في مناقضة المنطق السليم واختراع منطق خاص به، وهذا ما نراه في العديد من المواقف في عالمنا العربي وخصوصًا في ظل توالي أحداث الربيع العربي ومحاولة البعض الالتفاف على إرادة الشعوب العربية وإعادة إنتاج أنظمة الاستبداد بما يلائم أهواء البعض.

الاثنين، 17 ديسمبر 2012

متى يحق للسلطة تقييد المقاومة ومتى لا يحق لها ذلك؟


 
يطرح البعض تساؤلًا عن المواجهات التي حصلت في الخليل يوم الجمعة الماضي بين أعداد من المتظاهرين كانوا متوجهين لرشق الحجارة على جنود الاحتلال عند باب الزاوية وبين الأجهزة الأمنية الفلسطينية الذين أرادوا منعهم من الوصول إلى منطقة تواجد جنود الاحتلال، ويردون على من يستهجن فعل الأجهزة الأمنية التي تقمع المقاومة الشعبية (التي دعا لها محمود عباس وسلام فياض بنفسيهما)، ويقولون: منعهم من رشق جنود الاحتلال بالحجارة هو من أجل حمايتهم مثلما تمنع الأجهزة الأمنية في غزة الشبان من اجتياز السلك الفاصل (ومثلما كانت تمنع إطلاق الصواريخ سابقًا)، "فلماذا نقبل بمنع الناس في غزة ولا نرضاه بالضفة؟"

بداية يجب أن نتفق على أمر هام وضروري وهو أن المنع ليس امتيازًا حتى نقول لماذا يسمح لهؤلاء ولا يسمح لهؤلاء، وربما يتفق الجميع على أن مقاومة الاحتلال بكافة أشكالها (المسلحة والشعبية والسياسية والاقتصادية) هي حق وواجب من حيث المبدأ، وإنما منطلق الذين يمنعون بعض أشكالها هو دفع الضرر الناجم عن رد فعل الصهاينة، ولهذا يقول المدافعون عن الأجهزة الأمنية أنهم "يريدون حمايتهم من رصاص جنود الاحتلال."

الجمعة، 14 ديسمبر 2012

أنا وحماس والانتفاضة الأولى




عندما اندلعت الانتفاضة وانطلقت حماس قبل خمسة وعشرون عامًا كنت ما زلت طالبًا على مقاعد الدراسة، وسأحاول خلال الأسطر القادمة أن أكتب انطباعات فتى يانع عن الانتفاضة وعن حركة حماس والوضع السياسي العام وقتها، وكيف كنت أفكر وكيف كان يتحرك المجتمع الفلسطيني. 

نذير الانفجار:

لقد بدأ وعيي بالتفتح على الوضع السياسي الذي نعيشه في السنوات القليلة التي سبقت الانتفاضة، والتي لم تندلع فجأة ولم تكن قفزة بالهواء بل كانت نتيجة طبيعية لتراكمات، حيث كان موسم بداية المدارس هو مناسبة للاضرابات في ذكرى تقسيم فلسطين ومجزرة كفر قاسم ووعد بلفور، وهي مناسبات كان يحفظها التلاميذ جيدًا في حين أن المناسبات التي تقع خارج العام الدراسي أو أواخره مثل ذكرى التقسيم أو نكسة حزيران لم تكن تجد الاهتمام الكافي.

الاثنين، 10 ديسمبر 2012

هل حقق الصهاينة هدفهم من العدوان على غزة؟






يجد المتتبع لتصريحات ومواقف الاحتلال الصهيوني أن هنالك فجوة بين الموقف الرسمي لحكومة الاحتلال، وبين الموقف "الشعبي" للمستوطنين الصهاينة وأحزاب اليمين الصهيوني (باستثناء الليكود وإسرائيل بيتنا عضوي الائتلاف الحاكم)، فبينما يؤكد الموقف الرسمي أن الهدف قد تحقق وهو وقف الهجمات الصاروخية على مستوطنات جنوب الكيان، في الطرف الآخر نجد هنالك غضب وتذمر من إنهاء الحرب قبل تحقيق الأهداف بشكل  كامل.

والأهداف الكاملة التي يرونها هو القضاء على القدرة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية وليس مجرد وقفها، لإدراكهم بأنه وقف مؤقت تمامًا مثلما كان وقف الصواريخ مؤقتًا بعيد حرب عام 2009م والتهدئة التي أعلنت وقتها، بل وأكثر من ذلك فهنالك الشروط الجديدة التي أذعنت لها حكومة الاحتلال (ولم أجد تناولًا لها بشكل موسع في صحافة الاحتلال) وهي إلغاء المنطقة الأمنية، ورفع أغلب إجراءات الحصار، والسماح بالصيد البحري في أماكن كانت ممنوعة منذ سنوات، ووقف سياسة الاغتيالات، ووقف الغارات (البرية والجوية) العابرة لحدود قطاع غزة.

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

مصر: عندما يطالب أهل الاستبداد بالديموقراطية

 
 
عند تشكيل الهيئة التأسيسية المكلفة بصياغة الدستور، كنت أضع أحيانًا اللوم على الإخوان المسلمين وحزب النور كونهم لا يسعون بما فيه الكفاية لاستيعاب التيارات الأخرى، أو هكذا كنت أظن، لكن التطورات الأخيرة أثبتت أن من يسمون أنفسهم بالتيار المدني (وهم أبعد ما يكونوا عن المدنية) لم يكن احتجاجهم نابعًا من شعور بالمظلومية بقدر ما هي نوايا مبيتة لرفض كل شيء.

ولو رجعنا بالزمن إلى عام ونصف من الزمن وبعيد الإطاحة بحسني مبارك يمكننا أن نستشعر ونفهم ماذا يريد هذا التيار الخليط المكون من ناصريين وفلول مبارك (عمرو موسى مثلًا – وما حد يحكيلي أنه مش فلولي) وليبراليين وعملاء سابقون لأمريكا (البرادعي) ويساريين، ولم يجدوا جامعًا يجمعهم سوى مسمى فضفاض وكذاب "التيار والقوى المدنية".

لقد رفض أمثال البرادعي والقوى المدنية انتخابات مجلس الشعب وطالبوا وقتها بأن يتم صياغة الدستور قبل الانتخابات، وكانوا يرفعون شعار "الدستور أولًا"، وعند الانتخابات الرئاسية طالبوا بمجلس رئاسي، وقبل تقرير وقت الانتخابات الرئاسية وعندما كان المجلس العسكري يماطل بتنظيمها كانوا يطالبون بمجلس رئاسي "توافقي"، وإذا تتبعنا مواقفهم في كل المحطات نجدهم يرفضون الاحتكام لصندوق الاقتراع، وكل مرة بذريعة مختلفة.

الجمعة، 30 نوفمبر 2012

عضوية فلسطين في الأمم المتحدة: السلبيات والإيجابيات





بعد نيل فلسطين عضوية مراقب في الأمم المتحدة ثار جدل ولغط كثير حول أثر هذه الخطوة على القضية الفلسطينية، بين من اعتبرها نهاية المطاف وغاية المرام والنصر المؤزر، وبين من اعتبرها كارثة جديدة وتصفية للقضية الفلسطينية غير مفرق بين تنازلات محمود عباس ومواقفه التي لا يرضى عنها أي وطني شريف وبين العضوية في الأمم المتحدة والتي سنناقش فيما يلي جدواها ومحاذيرها.

لا تغيير على أرض الواقع: 

عضوية فلسطين في الأمم المتحدة لا تعني أي تغيير على أرض الواقع لا في قطاع غزة ولا الضفة الغربية ولا فلسطين المحتلة عام 1948م، وحتى لو نص القرار على ذلك فسيرفض الصهاينة وبدعم أمريكي تنفيذ القرار بكل صلافة كما رفضوا من قبل كل قرارات الأمم المتحدة التي في صالح الشعب الفلسطيني.

الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

كلام في الذهاب إلى الأمم المتحدة والهدنة طويلة الأمد




أثار موقف خالد مشعل والمكتب السياسي لحركة حماس والذي قدم دعمًا مشروطًا لذهاب محمود عباس إلى الأمم المتحدة من أجل طلب عضوية مراقب لفلسطين جدلًا في الساحة السياسية الفلسطينية وخاصة بين مؤيدي حركة حماس والتيار المعارض للتسوية السلمية.

والسؤال المطروح ما هو وجه الاعتراض؟ وما مدى مصداقيته؟ وما هي الرؤية الأمثل للتعامل مع الحلول الديبلوماسية أو السياسية (وليس السلمية لأن السلام مبني على القبول بحق وجود الكيان الصهيوني ورفض هذا المسار أمر مفروغ منه ولا نقاش حوله من جانبنا).

السبت، 24 نوفمبر 2012

صورة وتعليق: من هنا بدأ المشروع الصهيوني ومن هنا بدأت نهايته




صورة لقصف ريشون لتسيون في نهاية حرب الليال السبع والأيام الثمانية، والمعنى غير الحرفي لاسم المدينة هو "الصهيونية الأولى"، وهي من بين أول ثلاث مستوطنات بنتها الحركة الصهيونية على أرض فلسطينية (إلى جانب بتاح تكفا وزخرون يعقوب)، وذلك عام 1882م، لقد كان المستوطنون الذين شيدوا ريشون لتسيون (على أراضي قرية عيون قارة الفلسطينية) هم طليعة المشروع الاستيطاني، ورأس حربتها الأولى، والذي مهدوا لمن جاءوا بعدهم.

أما في الحرب الأخيرة فقد وقف مستوطنو ريشون لتسيون عاجزين (أو بالأحرى منبطحين في الملاجئ) أمام صواريخ القسام، بالرغم من أن الكيان الصهيوني قد بلغ من القوة شأنًا عظيمًا يجعله قادرًا على محاربة دول عربية عديدة في نفس الوقت.

وبالرغم من أن القسام والسرايا أطلقوا صواريخ على تل أبيب والقدس، لكن كما يقولون الصورة لها تأثيرها وأن صورة واحد أبلغ من ألف كلمة، وصورة المبنى المهدم في ريشون لتسيون، يعني للفلسطيني أننا قادرون على إلحاق الهزيمة بجالوت وجنوده، أننا قادرون أن نهاجم ونصل إلى عقر دارهم.

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

العدوان على غزة المسار والمآل




كيف انفجرت الأوضاع في قطاع غزة؟ وكيف تطورت إلى المواجهة التي نراها اليوم؟ وإلى أين ستسير بنا التطورات؟ وما هي التداعيات المتوقعة من المواجهة؟ وأين هي نقاط قوة وضعف المقاومة الفلسطينية؟ وكيف من الممكن أن تكون هذه المواجهة خطوة إضافية إلى الأمام في حرب التحرر الوطني؟
 
لماذا اندلعت المواجهة:

لا شك أن حرب عام 2008-2009م لم تنته بشكل حاسم، وأوقفت بدون أن يحقق الصهاينة أيًا من أهدافهم الأساسية وعلى رأسها كسر قدرات المقاومة العسكرية وإصابتها بالشلل لسنوات طويلة ودفع الشعب الفلسطيني للانتفاض والثورة على مشروع المقاومة، وفي نفس الوقت لم تستطع المقاومة كسر إرادة الاحتلال ودفعه للقبول بالأمر الواقع الجديد والاستسلام له.

الأحد، 11 نوفمبر 2012

هل تكرم السلطة الأسير رامي سليمان كما كرمت غيره من الأسرى المحررين؟




سيفرج عن الأسير رامي سليمان يوم غد الإثنين من سجون الاحتلال، وقد أمضى منذ عام 2001م ما يقارب العشرة أعوام في السجون (أغلبها في سجون الاحتلال)، ونتساءل هل ستقوم سلطة التنسيق الأمني بواجب تكريمه كما كرمت الأسير عمر أبو شلال أحد أبطال الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال، والذي اعتقلته بعيد الإفراج عنه من سجون الاحتلال؟

أو مثلما كرمت الأسير سفيان جمجوم والذي أمضى ما يزيد عن 15 عامًا في سجون الاحتلال، والذي تستضيفه الأجهزة الأمنية في زنازينها بين الحين والآخر؟ أم مثل الصحفي والأديب وليد خالد الذي أمضى ما مجموعه 15 عامًا في سجون الاحتلال، لتستضيفه أجهزة السلطة الأمنية بعد أسبوعين من الإفراج عنه في شهر أيلول الماضي، وقدمته للمحاكمة بتهمة سُجِن وحوكم عليها في سجون الاحتلال.

السبت، 10 نوفمبر 2012

ماذا لو كانت هذه الصورة في غزة أو الضفة؟



ربما لم تمر صورة هذا الشاب (مالك محيسن – 17 عامًا) على الكثير من الناس بالرغم من أنها نشرت بوسائل الإعلام المختلفة قبل بضعة أيام، حيث أن الشاب تعرض للضرب المبرح على يد قوات المستعربين الصهيونية في مخيم شعفاط، حيث أن القوة انكشفت وتعرض اثنين من أفرادها للطعن بسكين فيما أصيب آخرون بالحجارة.
 
وانتقامًا مما حصل ألقي القبض على الشاب مالك بتهمة أنه طعن أحد الجنود، ولا أدري مصداقية الصهاينة ولا مزاعمهم، لكن كما نرى في الصورة أعلاه فقد قاموا بالواجب الإنساني (شهوة الانتقام الأعمى)، وحطموا وجهه ويمكن أن نرى صورته أدناه وهو مكبل اليدين وعيناه متورمتين إلى حد لا يستطيع فتحهما (هذا إن لم يصب بأضرار دائمة)، أثناء اقتياده إلى المحكمة وكأن تحطيم وجهه لا يكفي (أو كما يقول المثل العامي: فوق حقه دقه).

الخميس، 8 نوفمبر 2012

لننتخب رامي ليفي قائدًا جديدًا للضفة الغربية




نظم رجل الأعمال النابلسي منيب المصري وصاحب الطموحات السياسية اجتماعًا تطبيعيًا أريد له أن يكون سريًا لكن أمره افتضح قبل يومٍ واحد، مع ذلك مضى فيه بإصرار وتحدٍ لكل الثوابت الوطنية (بما فيه الثوابت شديدة التدني لمحمود عباس).
 
شارك في اللقاء التطبيعي الذي عقد في قصر منيب المصري على قمة جبل جرزيم والمطل على مدينة نابلس مثله مثل معسكر جيش الاحتلال المجاور، شخصيات فلسطينية وصهيونية وعربية (مثل عمرو موسى)، ولعل أخطر الشخصيات المشاركة هو رجل الأعمال اليميني الصهيوني رامي ليفي.

دافع منيب المصري عن الاجتماع الذي عقد تحت مسمى "كسر الجمود"، مؤكدًا على الطبيعة السياسية لللقاء نافيًا أي صفة اقتصادية لها، وبالرغم من رفضنا لمثل هذه اللقاءات حتى تحت هذه المزاعم والمسميات، لكن وجود رامي ليفي يضع ألف علامة تساؤل.

سدر المفتول في مواجهة شيرين العيساوي





قرر منظمو فعالية أكبر سدر مفتول رفع قضية على المحامية والناشطة في مجال الدفاع عن الأسرى شيرين العيساوي وشقيقة الأسير المضرب عن الطعام سامر العيساوي، وذلك بحجة أن المحامية العيساوي قامت بإفشال فعالياتهم بسبب انتقادها للفعالية وتنظيمها اعتصام أمام أكبر سدر مفتول (شاركها بالاعتصام خمسة أشخاص فقط).
 
تتذرع جمعية العاصور بأن انتقادات العيساوي واعتصامها قامت "بتطفيش" الزبائن المفترضين، وأن الجمعية تعاني من ديون بسبب فشل الفعالية وبسبب مماطلة وزارة الزراعة دفع المستحقات المطلوبة منها بصفتها جهة راعية للفعالية.

كان الأجدر بالجمعية أن ترفع قضية على وزارة الزراعة لإلزامها بدفع ديونها (وللعلم فعلى السلطة ديون طائلة لشركات الأدوية والمستشفيات والشركات الخاصة ومخصصات غير مدفوعة للبلديات)، بدلًا من الاستقواء على ناشطة في مجال الدفاع عن الأسرى وزملائها.

الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

فيديو وتعليق: مسلم البراك والنعرات الفلسطينية - الكويتية






يظهر الفيديو المرفق كلمة للنائب الكويتي السابق  مسلم البراك، وهو يخطب بالمتظاهرين في مسيرة خرجت يوم الأحد الماضي، وفيما فهمت أنه كان هنالك إشاعات عن وجود قوات أردنية ستأتي لمساندة الأمن الكويتي في قمع المتظاهرين، حيث طلب من المتظاهرين عدم الرد على اعتداءات رجال الأمن، إلا إن كانوا "أردنيين فراح ندعس على خشومهم"، وأضاف بعد الأردنيين كلمة الفلسطينيين، وليس واضحًا إن كان يقصد قوات أمنية تابعة للسلطة أم الفلسطينيين الذين يعيشون بالأردن ويخدمون بالأمن الأردني، أم أنه مجرد استحضار لحزازيات حرب الخليج الأولى وتضامن الفلسطينيين والأردنيين وقتها مع صدام.

وفي كل الأحوال لم يكن كلامه موفقًا، فليس الشعب الأردني أو الفلسطيني عدوًا للشعب الكويتي أو مطالبه العادلة، بل نعتبر أننا والشعب الكويتي في صفٍ واحد ضد شبيحة النظام سواء في الكويت أو الأردن أو فلسطين، كما أن التسامح مع اعتداء الشرطي الكويتي وعدم التسامح مع اعتداء غير الكويتي غير مفهوم؛ إلا إن كان يريد تجنيب المجتمع الكويتي أي انشقاقات واستقطابات ويحاول استمالة أفراد أجهزة الأمن الكويتية، فهذا مقبول من حيث المبدأ لكن من الواضح أن كلامه قد خانه وأظهره بشكل يحمل ملامح عنصرية.

في المقابل وجدت حملة مضادة وخاصة من مؤيدي فتح والنظام الأردني، وإذكاء للنعرات العنصرية المتبادلة، وكأن هذا ما ينقصنا، وبدلًا من الرد على السيئة بسيئة أكبر منها كنت اتمنى أن أرى هذه الحمية في مواجهة العدو الصهيوني، لا أن نسلم له كافة أوراقنا ونغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، بينما لا نتحمل زلة لسان أو هفوة من إخواننا العرب.

من المحظور إشعال النعرات العنصرية بين الشعوب العربية التي تقف في خندق واحد، وإن كان هنالك زلة فيجب مبادلتها بالتي هي أحسن والتجاوز عنها، ولا يجوز أن ننجر وراء شبيحة وفلول وزعران الأنظمة التي تعتاش على هذه النعرات العنصرية، وأتوقع توضيحًا من النائب البراك يزيل اللبس ويقطع الطريق على متصيدي الفتنة، فاحترامي له يأبى أن يقع النائب بمثل هذه الزلة.

الأحد، 4 نوفمبر 2012

الدار دار أبونا ... واجو الغربة يطحونا




يمتلك صديقنا اشتيوي دكانًا صغيرًا وسط المدينة يعتاش منه ويعيل عائلته، ويملك منزلًا ورثه عن والده وسط المدينة، وكان دائمًا يرفع شعار "أمشي من الحيط للحيط .. وأقول يا رب الستيرة"، وأخذ على نفسه عهدًا أن لا يتناول السياسة فهي رجس من عمل الشيطان، وأن لا يتورط في أي عمل مقاوم ضد المحتل الصهيوني فجميع التنظيمات مخترقة ويتلاعب بها المحتل يمنةً ويسرى، ويرى في إعالته لأسرته وجلب قوت يومهم أعظم جهاد وصمود على الأرض.

صحى اشتيوي ذات ليلة على جلبة في حديقة المنزل، رجال يتكلمون العبرية وينزلون معدات ثقيلة لم يميز ما هي، اختلس النظر من النافذة فإذا عشرات المستوطنين يحرسهم جنود الاحتلال يقومون بنصب خيام وعرائش في حديقة المنزل.

قال في نفسه: "الله يهونها، شو جابهم هدول؟ خلينا لبكرة بالنهار تنشوف شو قصتهم".

لم يستطع النوم اشتيوي وهو يتقلب في السرير، ثم يصحو ويذهب يختلس النظر من النافذة، "اللهم جيب العواقب سليمة، طيب شو بدهم؟ لو بدهم يعتقلوا حد كان دخلوا، وبعدين شو الخزاين اللي بنزلوا فيها؟ ول ول .."

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

قراءة في نتائج انتخابات البلديات في الضفة الغربية ومقاطعة حماس لها





كنت (وما زلت) من معارضي مقاطعة الانتخابات سواء في الضفة أو غيرها، لأن هذا فعل استسلامي يقدم للنظام ما يريده على طبق من ذهب ألا وهو الاستفراد بمراكز صنع القرار بغض النظر عن الطريقة التي يفوزون بها.

ولذا كتبت قبل أكثر من عام منتقدًا قرار حماس بمقاطعة الانتخابات البلدية التي كان مزمع عقدها في حينه (قبل أن يؤجلها عباس)، حتى لا تترك الساحة أمام حركة فتح والسلطة لتواصل مسيرة الاستفراد بالساحة في الضفة، إلا أنه (في هذا العام) تبين لي أن الأمر أكثر من مجرد قرار تتخذه قيادة الحركة، فما دامت معنويات القاعدة التنظيمية للحركة متدنية وما دامت ماكنتها التنظيمية عاجزة عن الحركة، فستصبح المشاركة مجرد عملية انتحارية، وقد رأينا نتائج الكتل الإسلامية في الجامعات المتواضعة بالعام الأخير وأثر طول فترة الغياب عن الساحة.

قبل الانطلاق والمشاركة في العملية الانتخابية يجب أن تتواجد الحركة في الميدان وأن تحتك بالشارع الفلسطيني، فالناس لا تنتخب المظلوم بل تنتخب القوي الأمين، والجلوس في البيت طوال هذه السنوات بحجة المظلومية تعطي رسالة سلبية للناخب بأنك لست قويًا، ربما أمين لكنك لست قويًا.

لماذا المشاركة بالانتخابات البلدية؟

الجمعة، 26 أكتوبر 2012

نؤيد زيارة أمير قطر بدون "ولكن"




لن أناقش هنا أولئك الذين شنعوا على زيارة الشيخ حمد إلى غزة، وخصوصًا مؤيدي فتح وملحقاتهم اليسارية، فمن يرتمي بأحضان التنسيق الأمني آخر من يحق له أن يتكلم عن العمالة والتبعية، ومن ينظم انتخابات في ظل تغييب قسري لأهم الفصائل الفلسطينيية ومن يشارك فيها طمعًا بحصته من الكعكة آخر من يحق له أن يتكلم عن تكريس الانقسام.

أما انتقاد شبيحة النظام الأسدي وحلفائهم لعلاقة حماس مع قطر وتشكيكهم بالزيارة وأهدافها فاعتبرها وسامًا في صدر أمير قطر وحركة حماس، وأتمنى المزيد منه ليس لأنه لا ينتقص من قدرهما بل أيضًا لأنه يقوي من مصداقية الطرفين.

وإنما أريد هنا أن أناقش ما يطرحه البعض من تأييد حذر أو يشوبه الخوف، حيث يبدو لي أن الكثير من التخوفات أو الانتقادات المبطنة جاء تحت ضغط الحملة الإعلامية الشعواء التي شنتها ماكنة فتح الإعلامية، مما يستدعي الوقوف عندها لكي نفهم ما الذي يحصل لنا وأن لا نكون مجرد أدوات تتلقى ما يثار في الإعلام بدون تفكير أو تدبر.

الخميس، 25 أكتوبر 2012

من عجائب السياسة الفلسطينية


 
الجبهة الشعبية ترفض المشاركة باستقبال أمير قطر حتى لا تساهم بزيادة الانقسام، لكنها تشارك بالانتخابات البلدية التي تكرس الانقسام بل وتعد خطوة لانفصال الضفة عن غزة.

 فتح تهاجم أمير قطر وتتهمه بالعمالة للكيان الصهيوني، لأنه في سنة من السنوات صافح بيريس (أو مش عارف مين)، أما محمود عباس صاحب مقولة "إسرائيل وجدت لتبقى"، فهو أبو الشرعية الفلسطينية والوطني الأول.

 وكونوا معنا في الحلقة القادمة.

محمد مرسي وزيارة أمير قطر لغزة


زيارة أمير قطر لغزة والمشاريع التي ستخدم أهل غزة، وتوفر فرص عمل لـ15 ألف مواطن فلسطيني، ما كانت لتتم لولا محمد مرسي والثورة المصرية، وكلنا يعرف الجهود الجبارة التي بذلتها السلطة والاحتلال الصهيوني (وليس مستبعدًا أن تكون أمريكا تدخلت بالسر) من أجل إفشال الزيارة.

 لو كان مبارك لما احتاجت السلطة للاعتراض، فمبارك كان سيفشل الزيارة من تلقاء نفسه.


واليوم قال مرسي أنه لن يسكت على أي اعتداء يوجه للفلسطينيين، في إشارة للاعتداءات الصهيونية المتكررة على غزة، فهل من المقبول مقارنة موقفه بموقف مبارك الذي كان إما يصمت على الاعتداءات أو حتى يدافع عنها؟
 
 عندما كتبت مقالتي مدافعًا عن مرسي في قضية الرسالة إياها كان في بالي أن ما سيقدمه مرسي للقضية الفلسطينية أكثر من مجرد كلمات، والرسالة مجرد كلمات حتى وإن كانت قمة في الاستفزاز، لكن زيارة أمير قطر هي فعل حقيقي، لذلك هل من الحكمة أن نشطب كل هذه الانجازات من أجل رسالة؟؟ وكلامي هنا لمن خون وقال لا فرق بين مرسي ومبارك، أما من أدان الرسالة ذاتها ولم يتعد ذلك للتشكيك بمرسي ومواقفه فلا خلاف معه أصلًا.

المنطق الصهيوني : أوفير جندلمان وحصار غزة


الناطق باسم خارجية الاحتلال أوفير جندلمان
 

""
 نحن لا نحتل غزة ولا يوجد احتلال في غزة
 لكن أجواء غزة وبحر غزة تابعة لنا حسب القانون الدولي وحسب اتفاقية أوسلو التي وافق عليها الفلسطينيون.
 وبالتالي يحق لنا الاعتراض على زيارة أمير قطر.
 وما حد يحكيلنا بعد كل هذا أنه احنا محتلين غزة!!
 ""

 ملاحظة: كلام جندلمان ليس اقتباسًا حرفيًا، وإنما نقلته بتصرف. لكن المعنى نفس ما قاله تمامًا.

الاثنين، 22 أكتوبر 2012

الكويت على مفترق طرق




جاء قرار أمير الكويت بتعديل قانون الانتخابات الأسبوع الماضي، ليعتمد ما يسمى بقانون الصوت الواحد من أجل أن يقطع الطريق على المعارضة الكويتية من تكرار انتصارها الساحق الذي حققته في انتخابات العام الماضي، والذي سرعان ما أجهض بقرار محكمة بحجة إجرائية واهية تتعلق ببعض الشكليات التي رافقت مراسيم الأمير بحل المجلس الذي سبق وتنظيم الانتخابات لعام 2011م.

ولم يكن تصرف الأمير بالخارج عن المألوف فقد سبق وأن حل مجالس نيابية قوية تتحدى سلطته المطلقة وسلطة حكومته، وبينما قبلت المعارضة الكويتية قرار الحل وتهيأت لخوض انتخابات جديدة (بالرغم من أن قرار حل البرلمان بعد بضع أشهر من تشكيله كان مجرد حيلة ولعبة)، كان الأمير يخطط لكي يضمن أن يخرج البرلمان القادم عن طوعه.

وجاء بقانون الصوت الواحد، وهو قانون متخلف غير مطبق سوى في الأردن، وينص على أنه مهما بلغ عدد نواب الدائرة الواحدة فلا يحق للناخب سوى أن يختار شخصًا واحدًا فقط لا غير عندما ينتخب، بينما المتعارف عليه في كل العالم أن الناخبين يختارون مرشحين على عدد مقاعد الدائرة.

قد تبدو المسألة قضية إجرائية، وقد يتلاعب مؤيدو النظام بالكلمات ويقولون أن العدل لكل واحد صوت واحد وفي هذا مساواة بين الجميع ومن هذا الكلام المعسول، لكن بالحقيقة القانون خبيث صاغته عقول شيطانية، من أجل ضرب الأحزاب وضمان الفوز لمرشحي الحكومة، وكيف يحصل ذلك؟

الأحد، 21 أكتوبر 2012

نوعام تشومسكي: لماذا زار غزة ولم يزر الضفة؟




من هو نوعام تشومسكي؟ إنه مفكر أمريكي يهودي ومؤسس علم اللسانيات الحديث، يساري التوجه (أبرز المفكرين اليساريين في العالم الذين ما زالوا على قيد الحياة)، عرف بانتقاده الشديد للحكومات الأمريكية المتعاقبة والفكر الرأسمالي الغربي وللكيان الصهيوني وسياسته العنصرية العدوانية.

وبالرغم من كونه محسوبًا على اليسار الراديكالي الأمريكي، إلا أنه مفكر حر لا يلزم نفسه بالقوالب الجاهزة التي يفرضها اليسار، فانتقد النظام السوفياتي وخروقاته لحقوق الإنسان، كما تميز بأنه من القلة اليسارية التي وقفت بجانب الشعب السوري ضد نظام الأسد (على عكس جورج جالوي وتشافيس وأغلبية اليسار العربي)، مما يعطينا لمحة جيدة عن هذا المفكر الذي يخط طريقه باستقلال فكري رافضًا قبول القوالب الجاهزة كمسلمات.
زيارة تشومسكي إلى الضفة:

حاول تشومسكي زيارة الضفة الغربية في شهر أيار عام 2010م إلا أن جنود الاحتلال عند معبر الكرامة رفضوا دخوله إلى الضفة، مصرين على أن يدخل عبر معبر "إسرائيلي" وليس فلسطيني (مع أنهم يسيطرون على كلا المعبرين)، وأخبروه أنه بإمكانه الدخول من خلال مطار بن غوريون (اللد)، وذلك لأنهم أرادوا تسجيل موقف أنه زار "إسرائيل" ولم يزر "فلسطين (الضفة)".

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

تعقيبًا على إرسال السفير المصري إلى تل أبيب ورسالة محمد مرسي




هذا ما ورثه مرسي عن مبارك، والتغيير لا يأتي في يوم وليلة، وخاصة أن الفلول ما زالوا أقوياء وبإمكانهم الانقلاب في أي لحظة.
 

هنالك فرق بين من هو معك لكن يتصرف مع عدوك بتقية منتظرًا اللحظة المناسبة، وبين من هو أصلًا ضدك ويدعم عدوك قلبًا وقالبًا (ومن لا يدرك الفرق فعليه السلام).

وقد يتساءل البعض وماذا ينتظر محمد مرسي؟ وهنا من الضروري التوضيح بأن الكيان الصهيوني خط أحمر بالنسبة للفلول ولأمريكا ولأغلب القوى الغربية، وأي مساس بهذا الخط الأحمر من قبل مرسي والإخوان ستعني حرب ضروس وشعواء وربما القضاء على تجربة الإخوان.

في الحروب والصراعات ينصح دومًا بمهاجمة نقاط ضعف الخصم والثغرات الموجودة عنده، والخصم في هذه الحالة عنده الكيان الصهيوني خط أحمر ومستعد أن يحرق الأخضر واليابس من أجله وأن يلقي بكل ثقله ليحميه، لذا فالحكمة تقول سارع باختراق ثغرات الخصم واترك معقله الحصين (الكيان الصهيوني) لآخر مرحلة.
فسواء كان الأمر يتعلق بإرسال السفير أو إرسال رسالة بروتوكولية من الرئاسة المصرية، يجب أن يفهم في هذا الإطار لا أن نقفز ونشكك بنوايا الناس ونبدأ بالكلام عن أنّ عصر مبارك أفضل وأنه لم نستفد شيئًا من الثورة وما إلى ذلك.

صحيح أنه لأمر مستفز قراءة مثل هذه الرسالة أو سماع مثل هذا السفير "القادم من عصر الفلول" يتزلف للصهاينة بهذه الطريقة المقززة، وللناس كل الحق أن يغضبوا من ذلك، وأن يطلبوا من الرئاسة المصرية مراجعة طريقة التعامل مع الاحتلال الصهيوني.

لكن حذار من الوقوع في مصيدة المزايدات التي تريد جر الرئاسة المصرية والإخوان المسلمين إلى مربع المخاطرة بالمشروع الذي يقودوه، ولندرك هشاشة البنيان الذي يقفوا عليه في اللحظة الحالية، وبنفس الوقت يجب التأكيد على أنه من غير المقبول استمرار المرحلة الانتقالية هذه إلى الأبد، ويجب أن يسعى الإخوان ومحمد مرسي لوضع خطة ورؤيا لتجاوزها (وليس من الضروري إعلانها في هذا الوقت).

فيديو وتعليق: فيلم عملية الوهم المتبدد



فيلم الوهم المتبدد يظهر تخطيطًا محكمًا للعملية، لعل العبرة التي استقيتها من الفيديو هو ضرورة الاهتمام بالتفاصيل، وهذا يختلف عن الإغراق بالتفاصيل؛ أي جعل التفاصيل هي الأصل وترك الصورة الأكبر، فالعمل المتقن لا يترك التفاصيل ولا يضيع الهدف العام والصورة الأكبر.

لاحظوا كيف أن أدق التفاصيل ساهمت بمساعدتهم في العملية، فمثلًا ارتدائهم للباس جيش الاحتلال خدع شاليط وجعله يظن أنهم جنود صهاينة وخرج من الدبابة وسلم نفسه لهم، حيث ظن أنهم يطلقون النار على دبابته عن طريق الخطأ، وكان يقول لهم "أنا يهودي" :).

لو بقي شاليط في الدبابة ربما لم يستطيعوا أسره ولاضطروا لقتله.

التفاصيل دومًا مهمة. وفي كل مجالات الحياة، والأمة التي تتفوق وتنجح هي التي تولي التفاصيل الأهمية الكافية.