الاثنين، 28 مايو 2012

بعد مجزرة الحولة: هل ما زلتم مخدوعين؟


مقالي موجه إلى من لا زالوا يدافعون عن النظام السوري، وإلى كل من لا زال يأمل فيه خيرًا، آملًا أن ينزلوا من كوكبهم الخاص الذي يعيشون فيه إلى كوكب الأرض وأن يحاولوا فهمنا نحن الأرضيين، لعل وعسى يزيلون الأحجبة التي وضعها لهم إعلام النظام السوري.
 
مجزرة الحولة واحدة من أبشع جرائم النظام السوري (إن لم تكن الأبشع على الإطلاق)، والتي لم نسمع منكم حتى الآن تبريركم عنها، وإن كنت لا أرغب بسماعه منكم (فلن يخرج عن تكرار الإسطوانات المشروخة إياها) إلا أنني أريد طرح عدة حقائق آمل أن تساعدكم في الخروج من أسر الدعاية الغوبلزية للنظام السوري:


1-   بكل تأكيد مشاهد القتل التي تبثها مواقع الإنترنت والفضائيات ليست مشاهد تمثيلية في استوديوهات قطر، والأرقام التي نسمعها ليست مبالغة، وذلك بشهادة رئيس بعثة المراقبين الدوليين والذي تكلم عن مقتل 92 شخصًا في هذه المجزرة من بينهم عشرات الأطفال.
وأهمية شهادة رئيس البعثة هو أنّ النظام السوري وإعلامه تغنوا به وبمصداقيته، فيما كان الثوار (أو المندسين بلغتكم) يهاجمون البعثة ويتهمونها بالتستر على النظام.
أم أنّ بعثة المراقبين تكون صادقة عندما تتكلم عن تجاوزات الثوار والجيش الحر وتكون كاذبة عندما تتكلم عن جرائم النظام؟
2-   من هو الفاعل؟ بإمكانكم إلقاء تهمة القتل على الجماعات المندسة وإرهابيي تنظيم القاعدة، كما هي عادتكم، سأفترض جدلًا أنكم صادقون لكن لتفسروا لي أولًا هذا اللبس:
ما هذا النظام الذي يقف عاجزًا أمام عصابات تذبح أبناء شعبه؟ أين محاسبة المسؤولين الذين قصروا في حماية المواطنين؟ لماذا لم يسارع التلفزيون السوري وفضائية الدنيا بتغطية هذه المجزرة كما هي عادتهم بتغطية التفجيرات التي تستهدف مقرات الدولة وانتظروا إلى ما بعد انكشاف الجريمة وافتضاح أمرهم؟ أم أنهم كانوا ينوون التستر عليها إن استطاعوا؟
3-   حسب شهادة رئيس البعثة الدولية استخدمت المدفعية في القتل، فهل "العصابات" تمتلك مدفعية؟ إذا كانت تملكها فمن أين حصلت عليها؟ أين "الجيش العربي السوري" ليمنع تهريب المدفعية من الخارج؟ وأين هو ليمنع سرقتها من القواعد العسكرية؟
4-   بحكم أني أعيش خارج سوريا، وأني معرض لغسيل الدماغ الممنهج الذي تمارسه فضائيتي الجزيرة والعربية، ألا ترضون أن يكون بيننا وبينكم حكمًا عاش في "سوريا الأسد"؟ رجل مفكر وحليف سابق للنظام عايش الأحداث عن قرب؟ أدعوكم لتسمعوا سلامة كيلة المفكر اليساري والذي اعتقله النظام وعذبه (بس ما حد يقول لي هذا شبيه له)، هو ليس إسلاميًا ولا إخونجيًا ولا وهابيًا ولا عروريًا، بل مسيحي يساري تقدمي يعارض أمريكا والإمبريالية.

هناك تعليقان (2):

الكوثر يقول...

لو كان النظام صادق لأفسح للإعلام المحايد ينقل الصورة كما هي ، لا أن يغطي على جرائمه بمبررات واهية حتى يستمر في الفتك بالشعب المكلوم ،

وإن صدقنا رواية النظام أن هناك مندسّين كيف ومتى وصلوا لسوريا والمعروف أن النظام كاتم على الأنفاس حتى أن أي خبر ولو صغير أدرج في الفيسبوك ما إن يحط صاحبه رجليه على أرض سوريا حتى تتلقاه المخابرات لإحضانه !!! وتأخذه لمكان لا تعلمه إلا هي ..
هب أن العالم سادج وصدق تلفيقات النظام أين مخابراته ؟؟ وهذا نظام عرف عليه القوةوالفتك بمعارضيعه ؟؟ كيف له أن لا يطلع على هؤلاء المندسين ومن خلقهم ومن ومن ؟؟؟؟
هي أسئلة تحتاج لأجوبة مقنعة لا نتاجوزها ونصدق كل ما يقال حتى وإن خالف ما نراه ..
النظام له آياد في مجريات عدة في العراق وفي لبنان وحين بلغته نيران أفعاله ألصق التهم جزافا للقاعدة وللمندسين ، بدل أن يسمع لصوت العقل ويحقن الدماء تجاوز الكل ليخلد لرواياته الملفقة والتي لم تعد يصدقها أي أحد مهما نمّق فيها وأحكم السرد لأن الواقع بات يصرخ وأصوات الإستفاثة علت وللأسف ولا من مجيب

ياسين عز الدين يقول...

حتى لو كان النظام صادقًا كل الصدق، فهو يستحق العزل والرحيل لسبب بسيط لكن مهم، وهو أنه عجز عن حماية شعبه.

للأسف كل المدافعين عن النظام يعجزون لحد اللحظة عن الأتيان بكلام يدخل العقل.