الثلاثاء، 5 يونيو 2012

لماذا لا يتعلم الإخوان الدرس؟



ما زالت المفاوضات بين الإخوان وباقي قوى الثورة مستمرة حتى الآن، وحسب ما فهمت فالأمور متوقفة عند أكثر من نقطة، أهمها: المجلس الرئاسي وتردد الإخوان بقبوله، ولجنة صياغة الدستور حيث ما زالت الخلافات مستعصية على الحل.

قد تستمر الخلافات وقد يفوز مرسي بالرئاسة بدون حاجة لهذه التحالفات، وقد يكون بأمس الحاجة لها، لكن في رأيي ليس هذا المهم، بل هو قدرة الإخوان على قيادة مصر نحو مرحلة جديدة، وقدرتهم على تطبيق مشروع النهضة.

هذا يتطلب من الإخوان أن لا يجعلوا التفاصيل تقف عقبة أمام المشروع، من يريد شراء مشروع لا يتوقف أمام بضع مقاعد زيادة أو نقصان بلجنة صياغة الدستور، التفاوض على التفاصيل من أجل مكاسب صغيرة هي من صفات الأحزاب الصغيرة وليست من سمات قادة الأمة.

القادة يهتمون بالصورة كاملة ولا يهتمون بعضو هنا أو هناك، ولا يلتفتون للفروق بين المجلس الرئاسي ونواب للرئيس بصلاحيات محددة، قولوا لي ما هو الفرق بين عرض مرسي لنواب رئيس بصلاحيات محددة وبين المجلس الرئاسي؟ هل ستكون بعض الصلاحيات الزيادة؟

الإخوان يسيطرون على مجلسي الشعب والشورى، ورئيس المجلس الرئاسي سيكون منهم، وسيكون لهم تواجد مقبول في لجنة الدستور، ولهم وزن ضخم في الشارع والنقابات ومؤسسات المجتمع، فهل فقدان صلاحية هنا أو بضع أعضاء هناك سيضر بقدرتهم على التأثير؟ أين الكلام عن التدرج إذا أردنا كل شيء من أول خطوة؟ أين هي المشاركة؟ هل المطلوب مشاركة شكلية؟

التاجر الصغير يهتم بالأرباح الصغيرة، أما صاحب المشاريع العملاقة يهمه أن يسير المشروع العملاق مهما اضطر لدفع أثمان صغيرة هنا وهناك، لكن للأسف الإخوان لا يتصرفون كأصحاب مشروع عملاق بل كتاجر صغير.

لماذا لا تكون لجنة صياغة الدستور بدون أغلبية إخوانية؟ يكفيهم (مع حزب النور) الثلث لكي يعطلوا أي صياغات غير مقبولة، ما فائدة مواد دستورية يتم إقرارها بأغلبية صوت أو صوتين؟ ستكون بكل بساطة مشروع أزمة مستقبلية، وما الضير بأن يكون هنالك مجلس رئاسي وعلى رأسه محمد مرسي؟

دائمًا التنازل للشركاء الأضعف لا يضر الشريك الأقوى بل يقويه ويزيد من مصداقيته، لو كان شركاء الإخوان أقوياء (مثل المجلس العسكري) فعندها يجب الحذر وحساب كل خطوة بخطوتها، لكن شركاء الإخوان هم الأضعف وصلاحية زيادة أو عضو إضافي لن تضر الإخوان، لكنها تعني لشركائها الأصغر الكثير.

الإخوان بحاجة لخطوات جريئة يقنعون بها المجتمع أنهم يختلفون عن من سبقهم، وليسوا بحاجة لخطابات وكلمات جميلة، ومشروعهم أكبر من بضع صلاحيات هنا وهناك أو من بضع أعضاء هنا أو هناك.

ما دام الأمر لا يصل إلى الثوابت فلا ضير من تقديم التنازلات الكبيرة، إن كانت الثوابت الدينية والشرعية، فليس الإخوان وحدهم هم الحريصون عليها ولا حتى حلفاؤهم من حزب النور، هنالك عبد المنعم أبو الفتوح والكثير من المستقلين وحتى غير الإسلاميين، يتفقون على نفس الثوابت الدينية، فما الضير من أن يكونوا شركاء في توفير الضمانات؟

أما أنها الضمانات الوطنية في مواجهة الكيان وأمريكا؟ أتصور أن جميع حلفاء الإخوان المحتملين وجميع قوى الثورة، يتنافسون في معاداة الكيان الصهيوني ورفض الهيمنة الأمريكية، بل سنجد مزايدات تزيد المواقف حدة ومبدئية.
فمن ماذا الخوف إذن؟ أم سنبقى نفكر بعقلية الجماعة المعارضة؟

ليست هناك تعليقات: