الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

قراءة في نتائج انتخابات البلديات في الضفة الغربية ومقاطعة حماس لها





كنت (وما زلت) من معارضي مقاطعة الانتخابات سواء في الضفة أو غيرها، لأن هذا فعل استسلامي يقدم للنظام ما يريده على طبق من ذهب ألا وهو الاستفراد بمراكز صنع القرار بغض النظر عن الطريقة التي يفوزون بها.

ولذا كتبت قبل أكثر من عام منتقدًا قرار حماس بمقاطعة الانتخابات البلدية التي كان مزمع عقدها في حينه (قبل أن يؤجلها عباس)، حتى لا تترك الساحة أمام حركة فتح والسلطة لتواصل مسيرة الاستفراد بالساحة في الضفة، إلا أنه (في هذا العام) تبين لي أن الأمر أكثر من مجرد قرار تتخذه قيادة الحركة، فما دامت معنويات القاعدة التنظيمية للحركة متدنية وما دامت ماكنتها التنظيمية عاجزة عن الحركة، فستصبح المشاركة مجرد عملية انتحارية، وقد رأينا نتائج الكتل الإسلامية في الجامعات المتواضعة بالعام الأخير وأثر طول فترة الغياب عن الساحة.

قبل الانطلاق والمشاركة في العملية الانتخابية يجب أن تتواجد الحركة في الميدان وأن تحتك بالشارع الفلسطيني، فالناس لا تنتخب المظلوم بل تنتخب القوي الأمين، والجلوس في البيت طوال هذه السنوات بحجة المظلومية تعطي رسالة سلبية للناخب بأنك لست قويًا، ربما أمين لكنك لست قويًا.

لماذا المشاركة بالانتخابات البلدية؟

الجمعة، 26 أكتوبر 2012

نؤيد زيارة أمير قطر بدون "ولكن"




لن أناقش هنا أولئك الذين شنعوا على زيارة الشيخ حمد إلى غزة، وخصوصًا مؤيدي فتح وملحقاتهم اليسارية، فمن يرتمي بأحضان التنسيق الأمني آخر من يحق له أن يتكلم عن العمالة والتبعية، ومن ينظم انتخابات في ظل تغييب قسري لأهم الفصائل الفلسطينيية ومن يشارك فيها طمعًا بحصته من الكعكة آخر من يحق له أن يتكلم عن تكريس الانقسام.

أما انتقاد شبيحة النظام الأسدي وحلفائهم لعلاقة حماس مع قطر وتشكيكهم بالزيارة وأهدافها فاعتبرها وسامًا في صدر أمير قطر وحركة حماس، وأتمنى المزيد منه ليس لأنه لا ينتقص من قدرهما بل أيضًا لأنه يقوي من مصداقية الطرفين.

وإنما أريد هنا أن أناقش ما يطرحه البعض من تأييد حذر أو يشوبه الخوف، حيث يبدو لي أن الكثير من التخوفات أو الانتقادات المبطنة جاء تحت ضغط الحملة الإعلامية الشعواء التي شنتها ماكنة فتح الإعلامية، مما يستدعي الوقوف عندها لكي نفهم ما الذي يحصل لنا وأن لا نكون مجرد أدوات تتلقى ما يثار في الإعلام بدون تفكير أو تدبر.

الخميس، 25 أكتوبر 2012

من عجائب السياسة الفلسطينية


 
الجبهة الشعبية ترفض المشاركة باستقبال أمير قطر حتى لا تساهم بزيادة الانقسام، لكنها تشارك بالانتخابات البلدية التي تكرس الانقسام بل وتعد خطوة لانفصال الضفة عن غزة.

 فتح تهاجم أمير قطر وتتهمه بالعمالة للكيان الصهيوني، لأنه في سنة من السنوات صافح بيريس (أو مش عارف مين)، أما محمود عباس صاحب مقولة "إسرائيل وجدت لتبقى"، فهو أبو الشرعية الفلسطينية والوطني الأول.

 وكونوا معنا في الحلقة القادمة.

محمد مرسي وزيارة أمير قطر لغزة


زيارة أمير قطر لغزة والمشاريع التي ستخدم أهل غزة، وتوفر فرص عمل لـ15 ألف مواطن فلسطيني، ما كانت لتتم لولا محمد مرسي والثورة المصرية، وكلنا يعرف الجهود الجبارة التي بذلتها السلطة والاحتلال الصهيوني (وليس مستبعدًا أن تكون أمريكا تدخلت بالسر) من أجل إفشال الزيارة.

 لو كان مبارك لما احتاجت السلطة للاعتراض، فمبارك كان سيفشل الزيارة من تلقاء نفسه.


واليوم قال مرسي أنه لن يسكت على أي اعتداء يوجه للفلسطينيين، في إشارة للاعتداءات الصهيونية المتكررة على غزة، فهل من المقبول مقارنة موقفه بموقف مبارك الذي كان إما يصمت على الاعتداءات أو حتى يدافع عنها؟
 
 عندما كتبت مقالتي مدافعًا عن مرسي في قضية الرسالة إياها كان في بالي أن ما سيقدمه مرسي للقضية الفلسطينية أكثر من مجرد كلمات، والرسالة مجرد كلمات حتى وإن كانت قمة في الاستفزاز، لكن زيارة أمير قطر هي فعل حقيقي، لذلك هل من الحكمة أن نشطب كل هذه الانجازات من أجل رسالة؟؟ وكلامي هنا لمن خون وقال لا فرق بين مرسي ومبارك، أما من أدان الرسالة ذاتها ولم يتعد ذلك للتشكيك بمرسي ومواقفه فلا خلاف معه أصلًا.

المنطق الصهيوني : أوفير جندلمان وحصار غزة


الناطق باسم خارجية الاحتلال أوفير جندلمان
 

""
 نحن لا نحتل غزة ولا يوجد احتلال في غزة
 لكن أجواء غزة وبحر غزة تابعة لنا حسب القانون الدولي وحسب اتفاقية أوسلو التي وافق عليها الفلسطينيون.
 وبالتالي يحق لنا الاعتراض على زيارة أمير قطر.
 وما حد يحكيلنا بعد كل هذا أنه احنا محتلين غزة!!
 ""

 ملاحظة: كلام جندلمان ليس اقتباسًا حرفيًا، وإنما نقلته بتصرف. لكن المعنى نفس ما قاله تمامًا.

الاثنين، 22 أكتوبر 2012

الكويت على مفترق طرق




جاء قرار أمير الكويت بتعديل قانون الانتخابات الأسبوع الماضي، ليعتمد ما يسمى بقانون الصوت الواحد من أجل أن يقطع الطريق على المعارضة الكويتية من تكرار انتصارها الساحق الذي حققته في انتخابات العام الماضي، والذي سرعان ما أجهض بقرار محكمة بحجة إجرائية واهية تتعلق ببعض الشكليات التي رافقت مراسيم الأمير بحل المجلس الذي سبق وتنظيم الانتخابات لعام 2011م.

ولم يكن تصرف الأمير بالخارج عن المألوف فقد سبق وأن حل مجالس نيابية قوية تتحدى سلطته المطلقة وسلطة حكومته، وبينما قبلت المعارضة الكويتية قرار الحل وتهيأت لخوض انتخابات جديدة (بالرغم من أن قرار حل البرلمان بعد بضع أشهر من تشكيله كان مجرد حيلة ولعبة)، كان الأمير يخطط لكي يضمن أن يخرج البرلمان القادم عن طوعه.

وجاء بقانون الصوت الواحد، وهو قانون متخلف غير مطبق سوى في الأردن، وينص على أنه مهما بلغ عدد نواب الدائرة الواحدة فلا يحق للناخب سوى أن يختار شخصًا واحدًا فقط لا غير عندما ينتخب، بينما المتعارف عليه في كل العالم أن الناخبين يختارون مرشحين على عدد مقاعد الدائرة.

قد تبدو المسألة قضية إجرائية، وقد يتلاعب مؤيدو النظام بالكلمات ويقولون أن العدل لكل واحد صوت واحد وفي هذا مساواة بين الجميع ومن هذا الكلام المعسول، لكن بالحقيقة القانون خبيث صاغته عقول شيطانية، من أجل ضرب الأحزاب وضمان الفوز لمرشحي الحكومة، وكيف يحصل ذلك؟

الأحد، 21 أكتوبر 2012

نوعام تشومسكي: لماذا زار غزة ولم يزر الضفة؟




من هو نوعام تشومسكي؟ إنه مفكر أمريكي يهودي ومؤسس علم اللسانيات الحديث، يساري التوجه (أبرز المفكرين اليساريين في العالم الذين ما زالوا على قيد الحياة)، عرف بانتقاده الشديد للحكومات الأمريكية المتعاقبة والفكر الرأسمالي الغربي وللكيان الصهيوني وسياسته العنصرية العدوانية.

وبالرغم من كونه محسوبًا على اليسار الراديكالي الأمريكي، إلا أنه مفكر حر لا يلزم نفسه بالقوالب الجاهزة التي يفرضها اليسار، فانتقد النظام السوفياتي وخروقاته لحقوق الإنسان، كما تميز بأنه من القلة اليسارية التي وقفت بجانب الشعب السوري ضد نظام الأسد (على عكس جورج جالوي وتشافيس وأغلبية اليسار العربي)، مما يعطينا لمحة جيدة عن هذا المفكر الذي يخط طريقه باستقلال فكري رافضًا قبول القوالب الجاهزة كمسلمات.
زيارة تشومسكي إلى الضفة:

حاول تشومسكي زيارة الضفة الغربية في شهر أيار عام 2010م إلا أن جنود الاحتلال عند معبر الكرامة رفضوا دخوله إلى الضفة، مصرين على أن يدخل عبر معبر "إسرائيلي" وليس فلسطيني (مع أنهم يسيطرون على كلا المعبرين)، وأخبروه أنه بإمكانه الدخول من خلال مطار بن غوريون (اللد)، وذلك لأنهم أرادوا تسجيل موقف أنه زار "إسرائيل" ولم يزر "فلسطين (الضفة)".

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

تعقيبًا على إرسال السفير المصري إلى تل أبيب ورسالة محمد مرسي




هذا ما ورثه مرسي عن مبارك، والتغيير لا يأتي في يوم وليلة، وخاصة أن الفلول ما زالوا أقوياء وبإمكانهم الانقلاب في أي لحظة.
 

هنالك فرق بين من هو معك لكن يتصرف مع عدوك بتقية منتظرًا اللحظة المناسبة، وبين من هو أصلًا ضدك ويدعم عدوك قلبًا وقالبًا (ومن لا يدرك الفرق فعليه السلام).

وقد يتساءل البعض وماذا ينتظر محمد مرسي؟ وهنا من الضروري التوضيح بأن الكيان الصهيوني خط أحمر بالنسبة للفلول ولأمريكا ولأغلب القوى الغربية، وأي مساس بهذا الخط الأحمر من قبل مرسي والإخوان ستعني حرب ضروس وشعواء وربما القضاء على تجربة الإخوان.

في الحروب والصراعات ينصح دومًا بمهاجمة نقاط ضعف الخصم والثغرات الموجودة عنده، والخصم في هذه الحالة عنده الكيان الصهيوني خط أحمر ومستعد أن يحرق الأخضر واليابس من أجله وأن يلقي بكل ثقله ليحميه، لذا فالحكمة تقول سارع باختراق ثغرات الخصم واترك معقله الحصين (الكيان الصهيوني) لآخر مرحلة.
فسواء كان الأمر يتعلق بإرسال السفير أو إرسال رسالة بروتوكولية من الرئاسة المصرية، يجب أن يفهم في هذا الإطار لا أن نقفز ونشكك بنوايا الناس ونبدأ بالكلام عن أنّ عصر مبارك أفضل وأنه لم نستفد شيئًا من الثورة وما إلى ذلك.

صحيح أنه لأمر مستفز قراءة مثل هذه الرسالة أو سماع مثل هذا السفير "القادم من عصر الفلول" يتزلف للصهاينة بهذه الطريقة المقززة، وللناس كل الحق أن يغضبوا من ذلك، وأن يطلبوا من الرئاسة المصرية مراجعة طريقة التعامل مع الاحتلال الصهيوني.

لكن حذار من الوقوع في مصيدة المزايدات التي تريد جر الرئاسة المصرية والإخوان المسلمين إلى مربع المخاطرة بالمشروع الذي يقودوه، ولندرك هشاشة البنيان الذي يقفوا عليه في اللحظة الحالية، وبنفس الوقت يجب التأكيد على أنه من غير المقبول استمرار المرحلة الانتقالية هذه إلى الأبد، ويجب أن يسعى الإخوان ومحمد مرسي لوضع خطة ورؤيا لتجاوزها (وليس من الضروري إعلانها في هذا الوقت).

فيديو وتعليق: فيلم عملية الوهم المتبدد



فيلم الوهم المتبدد يظهر تخطيطًا محكمًا للعملية، لعل العبرة التي استقيتها من الفيديو هو ضرورة الاهتمام بالتفاصيل، وهذا يختلف عن الإغراق بالتفاصيل؛ أي جعل التفاصيل هي الأصل وترك الصورة الأكبر، فالعمل المتقن لا يترك التفاصيل ولا يضيع الهدف العام والصورة الأكبر.

لاحظوا كيف أن أدق التفاصيل ساهمت بمساعدتهم في العملية، فمثلًا ارتدائهم للباس جيش الاحتلال خدع شاليط وجعله يظن أنهم جنود صهاينة وخرج من الدبابة وسلم نفسه لهم، حيث ظن أنهم يطلقون النار على دبابته عن طريق الخطأ، وكان يقول لهم "أنا يهودي" :).

لو بقي شاليط في الدبابة ربما لم يستطيعوا أسره ولاضطروا لقتله.

التفاصيل دومًا مهمة. وفي كل مجالات الحياة، والأمة التي تتفوق وتنجح هي التي تولي التفاصيل الأهمية الكافية.

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

نريد رئيسًا يأكل مما نأكل ويلبس مما نلبس




وقد رأينا في الطغاة المخلوعين ممارسات وتصرفات شاذة مثل ملابس مبارك التي كتب اسمه على أكمامها في خط صغير مصنوع من الحرير الخالص، أو صناديق العملة الورقية التي كان يكنزها بن علي أو القذافي، وغيرها الكثير مما يعرفه أغلبنا.

عنوان المقال هو عبارة لأحد رواد الفيسبوك قالها معلقًا على ذهاب سلام فياض للعلاج في أمريكا، ومحتجًا على حرص القادة والمسؤولين على التميز عن عامة الشعب وكأنهم من طينة مختلفة.

ولو وضعنا الفساد والبذخ الفاحش جانبًا فسنجد هنالك نزعة للتميز عن عامة الشعب حتى في المرض والعلاج، ولعل حالة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تكشف عن عقدة حب التميز عن الشعب، فبعد إصابته قبل أيام إصابات طفيفة نتيجة إطلاق النار عليه (خطأ كما أعلنت الحكومة وفي محاولة اغتيال كما قالت بعض المصادر) تم نقله إلى فرنسا لاستكمال العلاج.

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

تصريحات الزهار والتغريد خارج السرب

ليست أول مرة يغرد فيها الدكتور محمود الزهار خارج السرب عندما أكد على حياد حماس من سوريا ومؤكدًا على متانة العلاقة مع إيران (مخالفًا تصريحات مشعل والتي دعم بها الثورة السورية).

فقد سبق وأن خالف مشعل علنًا باتفاقية الدوحة التي هدفت لتطبيق المصالحة مع فتح، وعمل على إفشالها، وإن كان وقت اتفاقية الدوحة يعبر عن تيار داخل الحركة ووجد البعض له العذر (مع أن العمل التنظيمي لا يقبل شرذمة عملية اتخاذ القرار) إلا أنه في حال سوريا تحديدًا يخالف الرأي العام الكاسح داخل حماس، فمن خوله النطق باسم حماس؟؟

للأسف هو ينسف أبسط بدهيات العمل التنظيمي، ويتسبب الحرج للحركة ويشوه صورتها أمام العالم، فهل هذا كله نكاية بمشعل ومدفوعًا بالخلافات الشخصية؟؟ أم أن التغريد هواية يتقنها؟؟

مع العلم أني أذكر في فترة التسعينات كان كثير المداهنة للسلطة، وأحرج حماس بأكثر من موقف، إلى حد وصل بحماس أن تصدار بيان وقتها بأن تصريحاته لا تمثل الحركة، ومنع من التصريح الإعلامي ردحًا من الزمن، وذلك لأنه قام بإدانة عمليات الثأر ليحيى عياش والتي نفذها الأسير حسن سلامة.

الأحد، 14 أكتوبر 2012

تعليقًا على الفيديو المسرب للشيخ راشد الغنوشي





تسبب فيديو يظهر فيه الشيخ راشد الغنوشي وهو يتحدث مع مجموعة من السلفيين بضجة سياسية في تونس، خاصة من جانب العلمانيين بسبب مضمونه وما جاء فيه من كلام، وبالرغم من أن الفيديو قديم ويعود لشهر شباط (فبراير) الماضي – حسب بعض المصادر وشهر نيسان (أبريل حسب مصادر أخرى)، إلا أنه تم استغلاله من أجل اتهام حركة النهضة بالسعي للاستيلاء على مفاصل الدولة بالقوة، واتهامات مبطنة وصريحة بأن الحركة لا تؤمن بالانتخابات ولا بالديموقراطية وأنها تريد التشبث بالسلطة من خلال التآمر مع التيار السلفي واستخدام القوة.

ولا أريد الرد على مزاعم العلمانيين والتقدميين لسببين: لأننا رأينا ديموقراطيتهم وتقدميتهم عندما كانوا في السلطة رأيناها في تونس وليبيا واليمن الجنوبي وعراق صدام حسين، ونراها اليوم في سوريا – تقدمية حزب البعث وبشار الأسد, ومن الناحية الأخرى لأن الغنوشي لم يأت بكلام من خارج أدبيات حركة النهضة أو مناقضًا لفكر الغنوشي الذي نعرفه والذي نقرأه في كتبه ومؤلفاته، والشيء الجديد الوحيد أنه كان يناقش في قضايا الساعة الساخنة وقتها، كما أن اتهامات العلمانيين والتقدميين هي ذات الأسطوانة التي نسمعها منذ أيام بن علي.

الأحد، 7 أكتوبر 2012

بين الاقتداء بالسلف وعبادة الأسلاف




لا شك أن للسلف الصالح والصحابة رضوان الله عليهم مكانة خاصة في فهم الإسلام لأنهم عاشوا في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام أو قريبًا منه مما يجعلهم أكثر قدرة على فهم الإسلام ممن جاء بعد ألف عام وألف وأربعمائة عام، وكجزء من منهجية محاربة البدع والزيادات التي طرأت على حياة المسلمين اليومية كانت دومًا الدعوة من أجل العودة إلى الأصول أي القرآن الكريم والسنة النبوية مستأنسين بفهم الصحابة لها للأسباب التي ذكرتها سابقًا.
 
هذا يسمى اقتداءً بالسلف الصالح وهي ظاهرة صحية ما دام القصد والغاية منها أن نكون أقرب للإسلام الذي جاء به الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، إلا أنه ومن رصد حركة الحياة من حولنا نجد اختلالًا في فهم الاقتداء بالسلف حيث يصبح غاية بحد ذاتها، ويتجاوز ذلك إلى إضافة هالة من القدسية والتقديس على كلام وآراء السلف والصحابة ورفعه إلى مرتبة قريبة من القرآن الكريم.

والأكثر من ذلك نجد البعض يعظم من شأن كل الأجيال السابقة، مسخفًا ومسفهًا كل الآراء الحديثة، بل ويصل الحد إلى التقليل من شأن كل جيلنا المعاصر "فمن نحن حتى نقارن أنفسنا بالصحابة أو التابعين أو العلماء؟"
وهنا نريد أن نقرر في البدء أن خيرية الصحابي أو التابعي، لا يعني أن نقدسه أو أن نقدس رأيه، ولا أن نقلده تقليدًا أعمى قد يبدو خارجًا عن سياقه في بعض الأحيان، كما لا يعني أن نرفعه إلى مرتبة فوق بشرية كأننا نقول للناس لا تحاولوا اللحاق به فلن تبلغوا مرتبته، وكثيرًا ما نسمع عندما نقول لشخص ما لا تفعل كذا فهذا ليس من أخلاق الصحابة فيرد عليك تلقائيًا أنا لست من الصحابة.

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

كلمات في التنسيق الأمني ومصافحة العدو




سجن خلال حملة الاعتقالات ضد مناصري حماس عامي 1996م و1997م، وحقق معه أحد ضباط الأجهزة الأمنية ومن كثرة ما ضغط عليه ليعترف بنشاطه التنظيمي قال للمحقق: "وهل تضمن أن ما سأقوله لن يصل لليهود؟"، فرد عليه المحقق بالحرف الواحد: "كل ما لدينا من معلومات نسلمه لليهود، وكل ما تقوله سنخبرهم به"، هذه الجملة تلخص التنسيق الأمني الذي يشكل الكابوس الذي يجثم على صدور أهل الضفة الغربية عمومًا وأبناء التنظيمات المقاومة خصوصًا.
 
تضمن اتفاقيات أوسلو بشكل صريح وواضح إجراءات وآليات لتنسيق العمل الأمني بين السلطة والاحتلال الصهيوني، بما فيه مطاردة وملاحقة المقاومين ومنها أن تعتقل السلطة من يطلب المحتل اعتقالهم وأن تقدم لهم تقارير بكل ما ينجزوه من تحقيقات ذاتية أو موجهة من قبل المحتل.

الخميس، 4 أكتوبر 2012

تقييم سريع للوضع بعد التصعيد على الحدود التركية - السورية



التصعيد التركي على الحدود مع سوريا بعد سقوط قذائف على قرى تركية ومقتل عدد من الأتراك، كيف نفهمه في إطار الصراع الحالي؟؟

1- لحد يوم أمس لم يكن بإمكان تركيا إعلان حرب على النظام السوري من أجل دعم الثورة، فهذا سيورط تركيا مع روسيا والصين، كما أن حلف الناتو والغرب لن يسمحوا لتركيا بمثل هذا التدخل المباشر.
2- هنالك حشد عسكري تركي منذ فترة على الحدود، وذلك حتى يكونوا مستعدين للتدخل، لوجود سوابق للقصف السوري على الأراضي التركية.
3- اجتماع الناتو وتقديم شكوى لمجلس الأمن والتصعيد الإعلامي ودعوة البرلمان التركي للانعقاد وطلب الحكومة التفويض للقيام بعمليات عسكرية خارج الحدود، كله تمهيد من أجل فعل عسكري تركي ضد النظام، يتعدى الردود الأولية والتي لم يتضح مدى حجم الأضرار التي أصابت قوات النظام الأسدي (تتكلم  فضائية العربية عن تدمير كتيبة تابعة للنظام في تل أبيض).
4- أي عمليات تركية لن تتجاوز ضرب وقصف مواقع وأهداف تابعة للنظام في شمال سوريا، وربما توغل بري محدود (وهذا احتماله ضئيل).
5- النظام السوري لن يرد على الضربات التركية، حتى لا يعطي أردوغان الذريعة لتوسيع الهجوم. وسيراهن على التدخل الروسي الصيني للضغط على الناتو وتركيا.
6- الروس والصينيون لن يستطيعوا فعل الكثير للنظام السوري، وخصوصًا في حال تكرر القصف السوري للأراضي التركية.
7- العمليات التركية (في حال انطلقت) ستساعد الثوار في تثبيت تواجدهم  في مناطق الشمال السوري، وستقضي على البؤر التي ما زال النظام يتمسك بها، فلو كان الأمر مجرد انتقام أو ردة فعل لاكتفى الأتراك بقصف الأمس والذي يبدو أنه أوقع قتلى وجرحى في صفوف القوات الأسدية (حسب مصادر الثوار مقتل جنديين وإصابة آخرين).
8- الفترة الزمنية للتدخل التركي ستكون محدودة تتراوح بين عدة أيام وبضعة أسابيع على الأكثر، إلا في حال قام النظام بالرد أو كرر نفس الخطأ، وعلى الثوار استغلال هذه الفترة الزمنية من أجل كسب مواقع على الأرض.
9- في حال استمرت الضربات التركية لعدة أيام قادمة فهذا سيعطي دفعة معنوية للثوار، وسيزيد من معدل التآكل في صفوف النظام وانهيار معنويات المقاتلين، وسيشجع المترددين على الانشقاق.

الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

كيف يتساوى الكذب والحقيقة في عالم الانترنت؟




في زمن الثورة المعلوماتية لم يعد التحدي هو الحصول على المعلومة بقدر ما هو فرز المعلومات وتصنيفها والوصول إلى الحقيقة في هذا الطوفان المعلوماتي، وما يعقد المهمة هو أنّ هنالك استغلال فج لعالم الانترنت والإعلام الحديث ومواقع التواصل الاجتماعي من منتديات وفيسبوك وغيرها من أجل تزوير الوعي وبث الإشاعات والقصص المختلقة والأكاذيب الملفقة.

لم يعد الأمر مقتصرًا على المبالغة أو التبهير أو خلط التوقعات بالحقائق أو تفسير المعلومة بما تهواه الأنفس، بل تجاوزه إلى الكذب الفج والصريح وتعمد تكرار الكذبة على أكبر نطاق ممكن، مستغلين حقيقة أنه يمكن انتحال شخصيات وهمية كثيرة في هذا العالم الافتراضي، فلا أحد يستطيع محاسبة الشخص أو مراجعته على كذبه الفج، ولا أحد يستطيع أن يتأكد من أنّ هذا الطوفان الأكاذيبي أو الغوغائي هو فعلًا تعبير نطاق واسع من الناس أم جهد ذكي من شخص أو جهة معينة.

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

هل اقتربت لحظة الحسم في سوريا؟


بعد أن دخلت الثورة السورية منعطفات عدة، وبدت أقرب إلى الحرب الأهلية تساءل الكثيرون عن نهاية هذا الصراع وإن كانت ستستمر لأمد طويل لا سمح الله، إلا أنه وبمراقبة الخط البياني لمجمل الأحداث في الأسابيع الأخيرة يمكننا أن نرصد عدة أحداث وتطورات تشير إلى اقتراب لحظة الحسم، سأحاول إجمالها بما يأتي:

أولًا، النظام غير قادر على استعادة مواقعه التي يخسرها في الأطراف ففي منطقة حلب وبعد أن توعد أكثر من مرة أنه سيستعيد المدينة ويرد هجوم الثوار، لم يستطع سوى استعادة بعض الأحياء داخل المدينة، فيما توسع الثوار إلى محافظات جديدة مثل محافظة الرقة، بل وهاجموا الجيش السوري في الأحياء التي استعادها داخل حلب، واليوم  توجد مناطق ومحافظات بأكملها خارج سيطرة النظام السوري مثل محافظة إدلب وأجزاء واسعة من محافظات حلب وحماة ودرعا.