الجمعة، 19 أكتوبر 2012

تعقيبًا على إرسال السفير المصري إلى تل أبيب ورسالة محمد مرسي




هذا ما ورثه مرسي عن مبارك، والتغيير لا يأتي في يوم وليلة، وخاصة أن الفلول ما زالوا أقوياء وبإمكانهم الانقلاب في أي لحظة.
 

هنالك فرق بين من هو معك لكن يتصرف مع عدوك بتقية منتظرًا اللحظة المناسبة، وبين من هو أصلًا ضدك ويدعم عدوك قلبًا وقالبًا (ومن لا يدرك الفرق فعليه السلام).

وقد يتساءل البعض وماذا ينتظر محمد مرسي؟ وهنا من الضروري التوضيح بأن الكيان الصهيوني خط أحمر بالنسبة للفلول ولأمريكا ولأغلب القوى الغربية، وأي مساس بهذا الخط الأحمر من قبل مرسي والإخوان ستعني حرب ضروس وشعواء وربما القضاء على تجربة الإخوان.

في الحروب والصراعات ينصح دومًا بمهاجمة نقاط ضعف الخصم والثغرات الموجودة عنده، والخصم في هذه الحالة عنده الكيان الصهيوني خط أحمر ومستعد أن يحرق الأخضر واليابس من أجله وأن يلقي بكل ثقله ليحميه، لذا فالحكمة تقول سارع باختراق ثغرات الخصم واترك معقله الحصين (الكيان الصهيوني) لآخر مرحلة.
فسواء كان الأمر يتعلق بإرسال السفير أو إرسال رسالة بروتوكولية من الرئاسة المصرية، يجب أن يفهم في هذا الإطار لا أن نقفز ونشكك بنوايا الناس ونبدأ بالكلام عن أنّ عصر مبارك أفضل وأنه لم نستفد شيئًا من الثورة وما إلى ذلك.

صحيح أنه لأمر مستفز قراءة مثل هذه الرسالة أو سماع مثل هذا السفير "القادم من عصر الفلول" يتزلف للصهاينة بهذه الطريقة المقززة، وللناس كل الحق أن يغضبوا من ذلك، وأن يطلبوا من الرئاسة المصرية مراجعة طريقة التعامل مع الاحتلال الصهيوني.

لكن حذار من الوقوع في مصيدة المزايدات التي تريد جر الرئاسة المصرية والإخوان المسلمين إلى مربع المخاطرة بالمشروع الذي يقودوه، ولندرك هشاشة البنيان الذي يقفوا عليه في اللحظة الحالية، وبنفس الوقت يجب التأكيد على أنه من غير المقبول استمرار المرحلة الانتقالية هذه إلى الأبد، ويجب أن يسعى الإخوان ومحمد مرسي لوضع خطة ورؤيا لتجاوزها (وليس من الضروري إعلانها في هذا الوقت).

ليست هناك تعليقات: