السبت، 24 أغسطس 2013

تصريح وتعليق: صحفي مقرب من نتنياهو "سنبكي دمًا لأجيال إذا فشل انقلاب السيسي"


لندسي جراهام: ما حصل انقلاب لكن لا نريد قطع المساعدات


ليس سرًا الرسالة التي نقلها عضو مجلس الشيوخ لندسي جراهام إلى الكونغرس قبل ذهابه إلى مصر برفقة متين، والتي كانت موجهة من اللوبي الصهيوني وتطلب عدم قطع المساعدات المالية عن المؤسسة العسكرية الأمنية لضرورات أمنية كما جاء في الرسالة.

وتتابع العديد من المسؤولين الأمريكيين للتأكيد على ضرورة استمرار المساعدات المالية لمصر عمومًا والمؤسسة العسكرية خصوصًا، إلا أن مجزررة رابعة العدوية ومجزرتي رمسيس وسجن أبو زعبل، غيرت الكثير من الاعتبارات لدى أمريكا وحلفائها الأوروبيين، وخصوصًا في ظل الحجم الهائل والذي لا يمكن تجاهله من الإجرام والوحشية، وفي ظل عناد الانقلابيين ورفضهم لأية تسويات.

فأصبحت دول العالم أكثر حزمًا في مواقفها من الانقلابيين، وخصوصًا دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا، وبعض الدول العربية (مثل تونس وقطر)، وإلى درجة أقل أوروبا وأمريكا، فبات نظام الانقلاب شبه محاصر دوليًا (باستثناء بضع دول عربية صنعت الانقلاب ودعمته منذ اليوم الأول)، وفي ظل هشاشة الوضع الداخلي المصري تصاعد قلق الصهاينة من احتمالية فشل الانقلاب.

عضو الكنيسيت من كاديما يسرائيل حسون: حلقة الوصل بين الكيان والانقلابيين
وكان الصهاينة طوال الوقت يدعمون الانقلاب من خلف ستار لكي لا يحرجوا الانقلابيين، ويشجعوا الدول العربية الحليفة لهم (مثل الأردن والسلطة) على تقديم كل الدعم الممكن للانقلابين، فضلًا عن الضغوط والمساعي الهادئة مع الغرب لكي لا يعتبروا ما حصل انقلابًا ولكي يستمر الدعم المالي بل وتعزيزه من أجل إنجاح الانقلاب، ويعمل عضو الكنيسيت والمسؤول السابق في جهاز الشاباك يسرائيل حسون كحلقة وصل بين قيادة الانقلابيين والكيان.
 
وإن علمنا أن حكومة الاحتلال قد كلفت جهاز الشاباك بتشكيل وحدة مسؤولة عن ملاحقة مطلقي الصواريخ في سيناء، فإننا نلحظ تكرار الاعتماد على جهاز الشاباك بما يتعلق بالوضع المصري بدلًا من الموساد.

السيسي بطل بالنسبة للصهاينة
وهذا له دلالاته الهامة جدًا وهي أن الكيان الصهيوني ينظر إلى ما يحصل في مصر أنه شأن داخلي، سواء من الناحية الاستراتيجية حيث أن مصير الكيان على المدى البعيد سيتحدد بما يحصل في مصر، أو من الناحية العملياتية حيث يقدم جهاز الشاباك من خلال حسون خبرته في قمع انتفاضتين فلسطينيتين لمساعدة الانقلابيين في قمع انتفاضة الشعب المصري.

ومن هنا يأتي ما كتبه الصحفي دان مرغليت في صحيفة "إسرائيل اليوم" بأن الصهاينة سيبكون دمًا لأجيال إن فشل الانقلاب، وإن عرفنا أنه من المقربين لرئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، وإن نظرنا إلى باقي المقالات الصحفية الصهيونية التي تزامنت مع موجة الإدانة العالمية لمجازر الانقلابيين، وكلها تصب في اتجاه مطالبة الأمريكان والأوروبيون بعدم إضعاف السيسي وبدعمه مهما ارتكب من مجازر، وكما عبر مرغليت في مقاله "السيسي يمعن في القتل لإدراكه للفشل، وعلينا التجند لانجاح حكمه، فهذه قصة حياة أو موت ليست بالنسبة له، بل لنا أيضًا".

الضغوط الغربية تحرج السيسي وتصيب الصهاينة بالقلق
فإننا نلحظ بداية لخروج الصهاينة عن سياستهم القائمة على دعم الانقلاب بعيدًا عن الأضواء، ونرى استخدام حكومة الاحتلال الصحافة الصهيونية من أجل إيصال رسائل علنية إلى الغرب لكي يتوقف عن إحراج السيسي والانقلابيين.

وهذا يأتي لأن المعركة في مصر وصلت حدًا مصيريًا، واستشعر الصهاينة خطر فشل الانقلاب، ولو فشل بعد كل هذه الدماء التي سالت، فستكون كامب ديفيد أول ضحايا الفشل، والأخطر من ذلك بالنسبة للصهاينة أن الربيع العربي سيأخذ دفعة جديدة وسيكون الكيان مطوقًا بأنظمة عازمة على إزالته من الوجود.

بالنسبة للأمريكان والأوربيين فمهما حصل في مصر ومهما كانت خسائرهم فالمعركة ليست وجودية بالنسبة لهم، فالنفط العربي سيظل يباع لهم وسيبقى العالم معتمدًا على الشركات الأمريكية والأوروبية العابرة للقارات مثل مايكروسوفت وجنرال موترز وجنرال الكتريتك وفولكسفاغن، أما الصهاينة فالمعركة هي معركة مصير وخسارتهم للمعركة يعني اقتراب لحظة زوال كيانهم عن الوجود، وتعني أن السكين ستوضع على رقبتهم.

لهذه الأسباب فالصهاينة لا يفكرون بنفس طريقة تفكير الأمريكان والأوروبيين، ولهذا السبب بدأ تدخلهم يأخذ شكلًا أكثر علنية، فما دام الانقلاب يتعثر وما دام رجلهم القوي (السيسي) بحاجة لدعم فهم مستعدون لذلك، وكلما أحكم الطوق حول رقبة الانقلاب فسنرى تدخلًا صهيونيًا أكثر صراحة وفجاجة.

ما يجري في مصر ليس صراعًا داخليًا بل هو صراع سيحدد مصير المنطقة بأسرها من المحيط إلى الخليج، ولعل الصرخة التي أطلقها دان مرغليت توضح لنا كم هو مصيري بالنسبة للصهاينة أن ينجح الانقلاب وأن تبقى مصر تحت حكم العسكر للأبد.

ليست هناك تعليقات: