الخميس، 31 أكتوبر 2013

إجراءات الاحتلال في الضفة لمنع اندلاع الانتفاضة الثالثة



عملية الجرافة أحد أشكال المقاومة الفردية


قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال جوزيف بينتو يتكلم عن عدد كبير من العمليات الخاصة والسرية التي يشنها الجيش بالتعاون مع الشاباك من أجل ضرب المقاومة في الضفة.

وقد لاحظ ضابط كبير في هيئة أركان جيش الاحتلال (في تقرير نشره موقع الجيش) أن هنالك ازدياد في العمليات الفردية (أو كما سماها انفتاضة الأفراد)، وأشار إلى وجود ميل عند الفلسطينيين في الضفة إلى العمل المقاوم المسلح الفردي، لأن إمكانية الكشف عنهم صعبة جدًا.

وهذه ملاحظة في مكانها نظرًا للآتي:

أولًا: التضييق الأمني المزدوج من جانب الاحتلال والسلطة، يدفع الشبان إلى تشكيل حلقات ضيقة جدًا للعمل المقاوم، تتكون من شخص واحد، أو اثنين أو ثلاث بالكثير، وغالبًا ما يكونون أقارب أو أصدقاء طفولة.

ثانيًا: المزاج العام في الضفة لا يؤمن كثيرًا بالمقاومة الشعبية أو مقاومة الحجر، وفي ظل ضعف التنظيمات العسكرية، فإن التفكير تلقائيًا سيتجه تجاه المقاومة المسلحة الفردية.

ثالثًا: وإذا أضفنا لهذين السببين انسداد الأفق السياسي فمن الطبيعي أن نرى زيادة في عمليات المقاومة الفردية بالفترة الأخيرة، مع احتمالية قوية بتحولِّها إلى انتفاضة ثالثة.

الاحتلال لا يريد ضجة في مكافحة موجة المقاومة الحالية، لماذا؟

الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

أعمل بذكاء ولا تتعب نفسك



 في طفولتي كان هنالك ملعب ترابي في الحارة وبه عدد من الصخور، أردنا تعزيله من الصخور حتى نستطيع لعب كرة القدم براحتنا.

وصلنا إلى صخرة منزرعة في الأرض، أحضرنا لها "مهدة" وبدأنا نتناوب على ضربها لعلها تكسر، وبعد جولات وصولات كانت صامدة وبالكاد خدش سطحها، جاءنا رجل كبير بالسن، وقال "زيحوا أنتو بتعرفوش تشتغلوا".

أمسك المهدة وضرب الصخرة ضربة خفيفة فاذا هي تنشق من النصف كالسحر، لقد شرح لنا أن ضرب الصخرة من زاوية معينة (بالتوازي مع الصفائح التي تكونها) وحده الكفيل بتكسيرها.

وهكذا الحياة أناس يعملون بكد وعرق بدون نتيجة، وآخرون يعملون بذكاء وبقليل من التعب ويحصدون كل شيء.

لدى الأمريكان مثل يقول: Work smart ... Not Hard، وترجمته غير الحرفية: أعمل بذكاء ولا تتعب نفسك.

الأحد، 27 أكتوبر 2013

خبر وتعليق: إنشقاق غازي صلاح الدين وآخرون عن الحزب الحاكم في السودان


كانت خطيئة الحركة الإسلامية في السودان هو تحالفها مع العسكر من أجل المشروع الإسلامي (رغم أني مثل كثيرين كنت أعتبرها خطوة عبقرية).

في البدء كان انشقاق الحركة الإسلامية بين الترابي والبشير، وإصرار البشير على الإنفراد بالحكم ووأد أي تداول حقيقي للحكم، ثم كانت النتيجة الطبيعية لأي استبداد: الفساد في مختلف مستويات الحكم.

ثم حرب دار فور وانفصال جنوب السودان، وفي ظل الربيع العربي رفض البشير التجاوب مع دعوات الإصلاح، وأخيرًا كان فصل مجموعة من قادة حزب البشير بمن فيهم غازي صلاح الدين الذي أنحاز له وقت الخلاف مع الترابي.

اليوم أنشق غازي صلاح الدين ومجموعة من الحزب الحاكم، وذلك بعد فصلهم بسبب مطالبتهم بالإصلاح.

لم ينحدر النظام السوداني إلى إجرام نظامي الأسد والقذافي (ولا مقارنة)، ومن يتصدر دعوات الإصلاح هم إسلاميون (وغيرهم طبعًا)، هذه أمور تخفف وطأة الإحباط عني وتعزيني بأن يكون مسار الأمور في السودان قد يكون مختلفًا، فهل تكون مختلفةً حقًا؟

خبر وتعليق: أجهزة السلطة تسلم معلومات عن المطاردين إلى الاحتلال



وزير الأسرى السابق وصفي قبها يتكلم عن معلومات قطعية لديه عن تسليم الأجهزة الأمنية في السلطة معلومات عن المطاردين إلى الاحتلال.

حتى لا يفهم الكلام خطأ وكأنها أول مرة تتوفر مثل هذه التأكيدات، أريد الإشارة إلى الآتي:

أولًا: اتفاقية أوسلو تنص بشكل واضح على وجود لجان أمنية مشتركة تتبادل المعلومات، وتنص بشكل صريح على أن تقدم السلطة معلومات عن أي استفسار للأجهزة الأمنية الصهيوني عن أي "مشبوه أمني".
وهل تعتقدون أن هذه اللجان ستلعب التركس والطرنيب؟ لديها شغل واضح وضوح الشمس ليس بحاجة لبرهان.
وهذه اللجان لم يتوقف عملها يومًا منذ تأسيس السلطة حتى في ذروة انتفاضة الأقصى.

ثانيًا: جميع معتقلي حماس والجهاد والشعبية وحتى فتح الذين اعتقلوا لدى السلطة لأسباب تتعلق بمقاومة الاحتلال، وجدوا ملفاتهم لدى السلطة جاهزة عند الشاباك الصهيوني؛ محاضر التحقيق حرفيًا تنقل، ويتم تصويرها وتسليمها للاحتلال بكل ما فيها.
واتحدى لو تأتوا لي بأسير خضع للتحقيق لدى السلطة حول عمل مقاوم ثم ذهب إلى المحتل ولم يسبقه ملف التحقيق.

ثالثًا: استشهد بحادثة واحدة (من بين مئات تحمل نفس الدلالات)؛ معتقل سياسي لدى السلطة في أواخر التسعينات، قال للمحقق هل إذا اعترفت لديكم تضمنون أنكم لن تنقلوا كلامي إلى الصهاينة؟
فأجابه المحقق بالحرف الواحد: كل ما لدينا نعطيه للجانب الآخر (يقصد الصهاينة)، وهم يعطونا بعض ما يعرفونه من معلومات.

ما قاله الوزير قبها هم مجرد اثبات جديد على قذارة التنسيق الأمني، لكن المخطوفين ذهنيًا لن يقنعهم ألف دليل مشابه، لأنهم لا يريدون التصديق، وليس لأن الأدلة ليست كافية.

نظرات في استشهاد محمد عاصي




رقم واحد:

اغتيال الشهيد محمد عاصي يأتي ضمن حملة صهيونية هادئة لكن محمومة ضد المقاومة في الضفة الغربية التي زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، وخصوصًا في الشهر الأخير.

التغييرات التي تحدث في الضفة تقلق الصهاينة، وهنالك بشكل يومي اعتقالات بحق مقاومين أو أشخاص "يشتبه" بإمكانية تنشطهم في العمل المسلح أو أطفال الحجارة.

هل سينجح الصهاينة في مسعاهم بتأخير الانفجار المرتقب في الضفة؟؟
لننتظر ونرى.

رقم اثنين:

تكلمت سابقًا عن احتراف البعض نسب إنجازات غيرهم لأنفسهم ليغطوا عجزهم أو تقصيرهم أو تخاذلهم أو حتى تواطئهم.

عندما نتكلم عن تنظيم صغير مثل الجهاد يسعى لأن يثبت نفسه أو تنظيم متورط بالعمالة مثل فتح يسعى لإثبات أن العمالة هي صفة الجميع، فعملهم قائم على التبخيس من بضاعة حماس وإنجازاتها.

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

عيد الأضحى على المحسوم*


قرر أبو محمد التوجه ثاني أيام العيد إلى نابلس مع أم محمد والأولاد، ليزور حماته فهذا أول عيد لها بعد وفاة زوجها، ركبوا السيارة الساعة الحادية عشر صباحًا فلا يوجد شيء ما يوجب الاستعجال، فالدنيا عيد فلا أزمة سير كما أن حواجز الاحتلال لم تعد همًا للمواطن منذ عدة سنوات.
 

شارع فيصل - نابلس
سارت الأمور على ما يرام، ومستوطنو يتسهار لم يكونوا موجودين اليوم ليلقوا الحجارة على السيارات المارة، إلا أنه بعد أن دخلت سيارة أبو محمد مدينة نابلس وعند بداية شارع فيصل، وإذ بسيارات متوقفة أمامهم، "يا فتاح يا عليم" تمتم أبو محمد، وحاول أن يفهم ما يحصل "أزمة سير؟ ما ظنيتش الدنيا عيد، ممكن حادث؟"، قرر أن ينزل ليستفهم.

مشى قليلًا سأل أحد السائقين: "شو فيه؟"، جاءه الرد: "اليهود مسكرين الطريق."


-    "خير؟ ليش يعني؟"


•    "والله ما بعرف، لسه هسه أجيت، زيي زيك."



سأل أبو محمد شاب كان يمر من المكان عن سبب إغلاق الشارع، فجاءه الرد: "بيقولوا بدهم يعتقلوا شاب مسكوه قوات خاصة جنب المقبرة الشرقية".


-    "طيب والحل؟" سأل أبو محمد نفسه، ثم قرر أن يسأل شخص آخر فربما يستفيد أكثر، واستوقف مجموعة من الشبان جاءوا ليراقبوا الموقف، فجاءه الرد:
 

•    "فيه الممثلة أحلام جاي ع البلد، وبدها تصور لقطة بالفيلم الجديد تبعها .."، فنكزه صديقه مصححًا "أحلام مغنية فضحتنا!..."
 

-    "طيب وشو يعني"

الأحد، 20 أكتوبر 2013

تعليقًا على خطاب إسماعيل هنية




خطاب هنية اليوم يحمل تأكيد توجه حماس نحو تفعيل ملف القدس ومواجهة حملات تهويد المدينة المقدسة والمسجد الأقصى خصوصاً.

ورغم محورية القدس بالنسبة للشعب الفلسطيني، إلا أن أهميتها تراجعت في السنوات الأخيرة رغم حملات التهويد نتيجة إنشغال التنظيمات الفلسطينية في قضايا الإنقسام والمفاوضات والأسرى، وأن تركيز هنية في خطابه على قضية القدس ومن قبله خطاب مشعل، يشير إلى حرص الحركة على قضية القدس والأقصى إلى واجهة الاهتمامات الفلسطينية.

وأتوقع أن نشهد توجهًا ميدانيًا من حركة حماس من أجل ترجمة خطاب هنية إلى أفعال، من خلال إحياء المقاومة الشعبية في القدس والضفة المحتلة، وعمليات المقاومة، وتحريك الشارع العربي والإسلامي.


ربما البعض يعتبر كلام هنية مجرد تكرار ممل لمواقف الحركة المعتادة، لكن ارتفاع وتيرة تصريحات حماس حول القدس والأقصى في الفترة الأخيرة، ومن تجربتنا السابقة مع الحركة فيجب أن نتوقع حصول شيء ما على الأرض قد يفاجئ الجميع.


 



الجمعة، 18 أكتوبر 2013

العمليات الأخيرة: قناص الضفة أم أبو شبرية؟


لا شك أن زخم العمليات الأخيرة في الضفة الغربية لم يأت من فراغ؛ من قلقيلية إلى الخليل ثم البيرة والأغوار والآن عملية الرام، وكل ذلك في أقل من شهر.

فهل هي عمليات مخطط لها من قبل جهة مركزية؟ (أو قناص الضفة كما يختزله البعض) أم أن الشعب الفلسطيني في الضفة وصل إلى استنتاج أن بقاء الحال كما هو سيقود إلى كارثة محققة، مما يدفع بالمزيد من الشباب إلى نتيجة أنه طفح الكيل ويجب أن يتصرفوا بطريقتهم؟ (نظرية أبو شبرية كما سنسميها).

النطاق الجغرافي الواسع للعمليات وبساطة أدوات التنفيذ في معظمها، يقلل من الاحتمالية الأولى (نظرية قناص الضفة)، وتزيد من الاحتمالية الثانية (أبو شبرية).

وإن صح ذلك فهذا أخطر على الصهاينة بمراحل كثيرة. لماذا؟

لأنها لو كانت خلية عسكرية فسرعان ما يتم القبض على قيادتها وتتوقف بعد أيام أو أسابيع أو أشهر، لكن إن كانت جزء من مزاج عام فكل عملية ستجر أختها، ولن توجد جهة مركزية يضربها الاحتلال، فإن توجه نحو العقوبات الجماعية فسيوفر أجواء غضب تؤدي إلى انفجار، وإن سكت فسيشجع آخرين على تنفيذ المزيد من العمليات المماثلة.

المجتمع الضفاوي عنده قناعة عامة أن المظاهرات والاحتجاجات لا تفيد كثيرًا، لذا من الطبيعي أن نرى هذه القفزة مباشرة نحو المقاومة المسلحة وإن كان بوسائل بدائية.