الخميس، 17 أكتوبر 2013

ردًا على شبهات طرحها البعض على مقالي بخصوص بيان جيش الإسلام





شبيحة النظام: "هذا دليل أن الجماعات المسلحة في سوريا مشبوهة وأن النظام على حق".

بعض مؤيدي الثورة: "كلام مشعل ليس واضحًا وهو من تسبب باللبس، ونحن نعتب على مشعل لأننا نحبه، وأين دليلك على التوجيهات السعودية والخليجية".

أرد على الشبهات الأربع بالآتي:

أولًا: لا يوجد ثورة أو انتفاضة في الدنيا (منذ أن خلق آدم) مثالية وخالية من الأخطاء والهفوات والخطايا والمتسلقين، وبالتالي فوجود متسلقين أو ضعاف نفوس داخل صفوف الثورة السورية لا يلغي عدالتها ولا يلغي أنها ثورة عادلة من الأصل.

ثانيًا: كل الظواهر السلبية التي تحصل على هامش الثورة السورية يتحملها النظام بشكل تام، لأنه هو من خرب سوريا طوال 50 عامًا من الحكم الفاسد والمستبد، ولا يمكن أن نحمل المسؤولية على الشعب الذي ثار مطالبًا بوقف الإجرام المتواصل.
 
ثالثًا: خطاب خالد مشعل لم يكن عن الثورة السورية بل كان عن القدس والأقصى، وكان واضحًا في كلامه بخصوص موضوع الخطاب، وليس مطالبًا بأن يذكر موقف الحركة من كل ما يحصل في العالم العربي في كل كلمة يقولها، وقد تكلم كلامًا عامًا عن الوضع العربي وبكلمات يرددها الجميع بما فيه أناس من داخل الثورة السورية.

رابعًا: بعيدًا عن الافتراء على حركة حماس فبيان جيش الإسلام يضر بالثورة السورية نفسها ويدخلها في معارك تلهيها عن رسالتها عندما تخدم مصالح خليجية وأمريكية وصهيونية، مقابل دعم مادي لا يسمن ولا يغني من جوع.

خامسًا: إن أراد البعض أن يتكلم بمستوى وضوح الخطاب فمن الممكن أن أسأل أين مواقف الثوار الرسمية تجاه فلسطين وتجاه المقاومة في فلسطين؟ لم نسمع رأيهم في التنسيق الأمني ولم نسمع رأيهم في الانتهاكات اليومية للأقصى، لم نسمع لهم أي تهديدات ووعيد للصهاينة، فقط يكتفون باتهام النظام بأنه عميل للكيان الصهيوني، فيما لم نر شيئًا منهم.
بالنسبة لي أعذرهم ولن أنزل إلى هذا الأسلوب لكن كما تدين تدان، وإن كنت تتصيد الكلمات لغيرك لتدينهم بسبب "عدم الوضوح" فهم أقدر منك على ذلك بمراحل.

سادسًا: أعيد التأكيد على أن مشكلة الكثير من ثوار سوريا هي عجزهم عن التمييز بين العدو والصديق، فيسلم العدو من لسانكم وتسلقون الصديق بألسنتكم الحادة، وكله بحجة: أنه لا نأمل الخير من العدو.
 استعملوا نفس الأسلوب مع مرسي حتى حرقوه وساهموا بسقوطه وجاء بدلًا منه السيسي عدو الثورة السورية، واليوم نفس الأسلوب مع مشعل، والمشكلة أن الذي سيدفع الثمن ليس مشعل، بل شباب حماس في الضفة الذين يدفعون ثمن هذه المواقف والبيانات، نفس الشباب الذين لطالما ضغطوا على قيادتهم ليكون لها موقف داعم للثورة السورية.

سابعًا: يقولون محمود عباس لا يعنيهم لأنه ساقط من نظرهم أصلًا، لكن هذا البيان يشكل أكبر دعم لعباس وللسلطة ضد حماس، هذا البيان هو دعم لعدو حماس وعدو الثورة السورية وعدو القضية الفلسطينية وعدو الثورات العربية، شئتم أم أبيتم هذه هي النتيجة. فهنيئًا لكم ضحالة الفكر السياسي الذي يوجهكم!
طبعًا الصهاينة مستفيدين أيضًا من البيان لأنه يحرف البوصلة من المواجهة معهم لتكون ضد حماس ومواقفها، فأرجو وقتها من أصحاب البيان أن لا يتكلموا عن أن نظام بشار الأسد هو حارس حدود الكيان الصهيوني، لأنهم خنجر مسموم في ظهر الشعب الفلسطيني.

ثامنًا: يفترض في البيان أن يخدم أهداف ثوار سوريا، فأي أهداف خدموها؟ خلقوا أعداء جدد لهم؟ أم اشتروا دعمًا من أنظمة الخليج؟ فليشرح لي أحدهم ما هي فائدة هذا البيان بالنسبة للثورة السورية، لا أريد أي إجابة على ما سبق، فقط على هذا السؤال البسيط جدًا.

تاسعًا: أما الكلام عن التوجيهات الخليجية فكما بينت بالمقال فهذا قد يكون سبب البيان، وقد يكون السبب مجرد انسياق عن جهل وراء إشاعات إعلامية، فأنا لم أجزم بالتأثير الخليجي على مصدري البيان.
لكن الأكيد أن تنظيم جيش الإسلام يتلقى دعمًا من مجلس الداعمين الكويتي، وكونه يعمل بشكل علني فهو حاصل على موافقة ضمنية من النظام الكويتي (هذا ما لم يكن لعبة بيد النظام من الأصل)، كما أنه من الثابت وجود تنظيمات وفصائل سورية هي أداة بأنظمة الخليج، ومن الثابت أيضًا أن الأنظمة الخليجية تحارب أي دعم خليجي مستقل للثورة السورية، وتحرص على أن تمر كل جهود الدعم من خلالها، وذلك من أجل خدمة أهدافها غير البريئة.
وأحيلكم إلى الشيخ حجاج العجمي من الكويت وهو يفضح أنظمة الخليج وسعيها لاحتواء الثورة السورية وتوفير دعم لفصائل موالية لهم دون غيرها، ومحاربة أي دعم خليجي لا يأتي من خلال القنوات الرسمية الحكومية.



 لمعرفة خلفية هذا الرد يمكنكم الرجوع إلى مقالي بعنوان:

ردًا على افتراءات جيش الإسلام على خالد مشعل

ليست هناك تعليقات: