الأحد، 17 نوفمبر 2013

الانبهار بالإعلام الصهيوني

متابعة إعلام العدو الصهيوني من باب معرفة ما يفكر به العدو وما يخطط له وما هي مكامن قوته وضعفه هي ضرورة وفرض كفاية.

لكن ما أراه في مجتمعنا هو انبهار أعمى بإعلام العدو الصهيوني، يتجاوز معرفة أفكاره وهواجسه ونقاط ضعفه وقوته، ليصل إلى اعتباره مرجعًا معرفيًا صادقًا لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه.

لو جادلت هؤلاء الناس لردوا عليك بأننا نريد التعرف على عدونا، حسنًا ولماذا لا تصدقون المعلومة إلا إن وردت في الإعلام الصهيوني؟ لماذا لا تهتمون بخبر إلا إن جاء بالإعلام الصهيوني؟

لماذا يوجد مواقع بأكملها تترجم صحافة الاحتلال بشكل كامل وتطرحه لنا على أنه الحقيقة؟ ليس فقط المعلومات تنقل لنا بل حتى الانطباعات والاستنتاجات، كأنه لا عقول لنا نستنتج بها!!

حتى أوضح فكرتي من خلال أمثلة أطرح الآتي:


هل تذكرون الفيديو عن تحرش جندي صهيوني بأسيرة فلسطينية مكبلة ومغمضة الأعين، فيما كان هو يرقص حولها؟ لقد انتشر الفيديو في المواقع والمنتديات العربية، لم يهتم به الكثيرون، لكن عندما نشر بعد بضعة أشهر في القناة الصهيونية العاشرة (هو نفسه)، أصبح حديث الكل: صحافة وناس ومؤسسات حقوقية!!

رواية أحد منفذي عملية الأغوار الشمالية (عودة الحروب) حول ما حصل قالها لمحامي مؤسسة التضامن ونشرت في المواقع الفلسطينية، ثم جاء منتدى صهيوني وترجم جزء بسيطة مما قاله (وكانت ترجمة غير دقيقة)، وبعدها أصبح كلام هذا المنتدى الصهيوني ينتشر في منتدياتنا العربية تحت عنوان "عاجل: الكشف عن تفاصيل جديدة لعملية الأغوار"، هذه بضاعتكم ردت إليكم!!

التنسيق الأمني بكل قذارته بين السلطة والاحتلال، هي حقائق تتناقلها الألسن وتشاهدها الأعين يوميًا في الضفة، باعتراف قادة الأجهزة الأمنية وبتجربة أبناء حماس الذين يسمعون نفس ملف الاتهام عند محققي السلطة والاحتلال، لكن كل ذلك مجرد "إشاعات"، لكن لو جاء صحيفة صهيونية ونشرت ربع خبر عن التنيسق الأمني أصبح كشفًا هامًا.




وهنالك مجزرة الطنطورة التي تم توثقيها فلسطينيًا لسنوات طويلة، لكنها بقيت شأنًا عاديًا إلى أن نشر عنها تيدي كاتس في رسالته الماجستير بجامعة حيفا (أشكر الأستاذ ياسر علي لذكره هذا المثال).

وأخيرًا لا ننسى الاهتمام المرضي (من المرض) بصفحة افيخاي أدرعي، وكلامه المسموم والمتابعة الدائمة لما يقوله، رغم أن كلامه يسمعه أي أسير من محققي الشاباك في سجون الاحتلال بنفس الطريقة المقززة والمتعالية والوقحة، لكن له سحر على الكثير!!

 باختصار أنتم مصابين بالافتتان بعدوكم وقاهركم، وقد آن الأوان لتعترفوا بذلك.

ليست هناك تعليقات: