الجمعة، 3 يناير 2014

البضاعة الصهيونية وغسيل الدماغ

في نقاش حول مقاطعة البضاعة الصهيونية، كانت مثل هذه التعليقات المرفقة، والتي نرى فيها تعدي مرحلة الانبهار بالبضاعة الصهيونية إلى مرحلة الدفاع الأعمى عنها والكذب في سبيل ذلك!!


الكذبة الأولى لمن يفترض أنه مهندس "فهمان" حازم تكروري، يقول فيها أن مقاطعة بضاعة المستوطنات هو مطلب "إسرائيلي"! وأننا نخدم الاقتصاد الإسرائيلي بذلك، وذلك لأنها بضاعة معفية من ضرائب حكومة الاحتلال!

شو عرفك أنها كذبة؟ لأن حكومة الاحتلال هي اللي تعفي البضاعة من الضرائب حتى تشجع المستوطنين ليسكنوا في الضفة، فكيف تعفيها من الضرائب وبعدها تريد من الناس أن يقاطعوها؟ إن كان الأمر يضايقها فلترجع الضرائب ببساطة.

تهاون أهل الضفة بالذات مع بضاعة المستوطنات هي كارثة ودليل جهل مركب، والجاهل كما يقولون عدو نفسه، فإن كنا نقاطع الاحتلال ومنتجاته لأنه يحاربنا ويستخدم سلاحه لتدميرنا، ولأننا نريد عودة اللاجئين وتحرير أرضنا المسلوبة، فمقاطعة المستوطنات أكثر وجوبًا لأن خطرها مباشر وداهم على أهل الضفة.



هذا الذي يدافع عن منتجات المستوطنات سيجد نفسه بعد فترة قصيرة خارج بيته أو مطرودًا من الضفة من أجل هذه المستوطنات.

فإن كان لا بد من شراء مستوطنات الاحتلال بحكم الاضطرار فلا أقل من مقاطعة منتجات المستوطنات حتى لا نشجع الاستيطان داخل الضفة، ونكون بذلك قد أخذنا بالضرر الأقل.



الكذبة الثانية للشخص الثاني أحمد نعمان، والذي يقول أن المنتجات الفلسطينية هي بالأصل "إسرائيلية"، لأن التاجر يقوم بالاستيراد عن طريق الاحتلال، وهذه مغالطة، فصحيح أنه يستورد ويشتري عن طريق الاحتلال، لكن عملية التصنيع تكون في مصنع فلسطيني، فبدلًا من أن تذهب كل الفائدة للصهاينة يذهب قسم لهم وقسم للتاجر أو المصنع الفلسطيني وقسم للعامل الفلسطيني في الضفة.

الكذبة الثالثة هو قوله بأن ضرائب المنتجات الفلسطينية تذهب للاحتلال، وهذا غير صحيح فهي تذهب للسلطة (رواتب لموظفي السلطة)، وهذا أقل سوءًا من أن نشتري بضاعة صهيونية تذهب ضرائبها رواتب لجنود الاحتلال.

الكذبة الرابعة والأخيرة هو قوله "يخلف عليهم اللي مشغلين من 25% الفلسطينية عندهم وإلا كان عم بشحدو في الشوارع"، وهنا الكذبة من فرعين: الأول عدد العمال الفلسطينيين في المستوطنات وداخل الكيان لا يصلوا أبدًا لهذه النسبة، فلو احتسبنا عمال التهريب معهم فهم لا يتجاوزون الـ5% على أقصى تقدير.

الثاني: هم ما يعتبره منّة من الاحتلال، وكأنه لولا الاحتلال لمتنا من الجوع، متناسيًا أن الاحتلال طرد ملايين اللاجئين وسرق بيوتهم وأراضيهم وأموالهم التي كانوا يعتاشون منها، فأصبح أبناؤهم فقراء معدمين بدون وسيلة رزق، ومتناسيًا أن الاحتلال يمنع قيام المشاريع الاقتصادية المختلفة في الضفة والقطاع بدواع مختلفة، وبعدها يمن على الشعب بالسماح لعشرة آلاف عامل أو أكثر قليلًا بالعمل لديه في وظائف متدنية وقليلة الأجر.

مأساتنا تكمن في من مسخت عقولهم وأصبحوا يدافعون عن الاحتلال أكثر مما يدافع عن نفسه، والمشكلة أن مثل هذا الكلام ينتقل من مكان لآخر ونرى اليوم أناس في الأردن يقبلون على البضاعة الصهيونية، بفضل هذه الدعاية التي يقوم بها أبناء الضفة المغسولة أدمغتهم!!

الخلاصة إذا بليتم فاستتروا، إن كنتم تشترون بضاعة الاحتلال لأنكم مضطرين أو لأنكم مبهورين بجلادكم، فلا داعي أبدًا للدعاية له، وخاصة عندما تكون الدعاية مقترنة بالكذب البواح، وأنا لست مفتيًا بلحية طويلة ودشداشة، لكن أقولها بوضوح أنتم تتحملون إثم ووزر وكبيرة مساعدة الاحتلال بما تقولونه وبما تتغنون به، فإن كان الكذب محرمًا فعندما يكون خدمة للاحتلال فأكيد هو أكثر تحريمًا وأعظم جرمًا.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

م حازم تكروري - فلسطين / الخليل

واي فلسطين التي تتحدث عن اقتصادها
واي وطن تتحدث
او هل نبقى نضع راسنا في التراب كالنعامة
ونقول الدنيا مظلمة
انظر الى حقيقة الامور وكيفية معالجتها وتاكد قبل ان تتهم هنا وهنا
وارجع للمصادر نفسها التي تتحدث عن سبب وماهية مقاطعة بضائع المستوطنات بالتحديد ... واؤكد بضائع المستوطنات وليس الاسرائيلية وهنااااك فرق
فرقوا قبل ان تفرقوا بعلبة كولا او حبة شوكولاتة
وجميل اهتمامك بافكار الشباب وما يتداولوه على الشبكات الاجتماعية ولكن قبل ان تحكم ادخل النقاش و اتهم هذا وذاك بنواياهم

ياسين عز الدين يقول...

حياك الله يا طيب، ربما لا تذكر لكن أنا ناقشتك في ذلك البوست.

وأنا فهمت كلامك من الأول أن تقصد بضائع المستوطنات وليس بضائع الاحتلال، وأؤكد لك مرة أخرى أن الاحتلال يدعم الاستيطان ويدعم منتجات المستوطنات، وليس بحاجة لكل هذه المؤامرة التي تصورها لكي يحاربها.

باستطاعته وبكل سهولة أن يقطع الدعم عنها وانتهى.

وما كتبته أقصد به ظاهرة الدفاع عن منتجات الاحتلال وهي طامة عامة في مجتمعنا الفلسطيني ولا أقصد شخصك الكريم، حتى لو كان كلامي حادًا.

بوركت.