الخميس، 23 يناير 2014

تعقيبًا على خلية القاعدة في الضفة الغربية


تنظيم القاعدة محترف في الدعاية والترويج لنفسه

أعلن جهاز الشاباك الصهيوني عن إلقائه القبض على خلية تتبع تنظيم القاعدة في الضفة الغربية، الخلية مكونة من ثلاثة أفراد: اثنين من القدس والثالث من جنين، وكانت تأخذ تعليماتها من شخص موجود في غزة عبر الإنترنت، وكان هذا الشخص يأخذ تعليماته من الظواهري.

هذه رواية الشاباك ولا أريد الدخول في نقاش احتمالية أن يكون هؤلاء الشبان ضحية خلية وهمية، وأن الشخص المفترض أنه كان يكلمهم من غزة كان مجرد ضابط شاباك يجلس في تل أبيب، هذه الاحتمالية سأضعها جانبًا بعد أن انبه الشبان إلى خطورة وسذاجة التخطيط لعمل مسلح من خلال الإنترنت سواء كان الطرف الآخر موثوقًا أم مجرد شخص أعجبنا كلامه وتنظيره على الإنترنت.

الآن سأنطلق مفترضًا صحة الكلام عن أنها خلية تتبع القاعدة فعلًا، وأريد أن أضع الملاحظات الآتية:

أولًا: الخلية اعتقلت في مرحلة الكلام عن عمليات، ولم تصل حتى إلى مرحلة التخطيط لها، سنفعل كذا وسنعمل كذا، أو مرحلة "قال لي وقلت له" كما يصفها بعض العاملين في العمل المقاوم.

ثانيًا: الاهتمام الذي أعطي للخلية مبالغ فيه، وكله نفخ في تنظيم القاعدة، وخصوصًا إذا عرفنا أنه سنويًا يلقى القبض على عشرات الخلايا العسكرية في الضفة الغربية في مرحلة الإعداد والتخطيط، ومن بين كل عملية تصل إلى مرحلة التنفيذ هنالك عشرة عمليات يلقى القبض على خلاياها قبل التنفيذ.
فأن تسلط الأضواء على خلية واحدة منهم فقط لأن اسمها ارتبط بالقاعدة فهذا بالنسبة لي تلميع ليس أكثر.

ثالثًا: القاعدة لم ترسل مقاتلين أو سلاح، وإنما فقط منحت الخلية "امتياز" أن تحمل اسمها، هذا إن صحت جزئية أن الظواهري بارك عمل الخلية (وهذه الجزئية أشك جدًا في صحتها لصعوبة تواصل الظواهري مع العالم الخارجي أو متابعة هكذا تفاصيل).
 
رابعًا: إن كان الكلام عن أن منهج القاعدة الجهادي وصل الضفة الغربية فهذا لا معنى له، لأن منهج الجهاد موجود في فلسطين منذ أيام الشهيد عز الدين القسام قبل 85 عامًا، ولم ينقطع ولم يتوقف، فأين الجديد إذن؟

خامسًا: مثلما تكلمت سابقًا فمشكلتي مع القاعدة وفكرها هي نقلها الصراع من محاربة الاستعمار والاحتلال، إلى محاربة أبناء الوطن وأبناء الدين، وعليه فتوجه القاعدة نحو محاربة الاحتلال الصهيوني هو أمر جيد، لكن لم نر شيئًا للآن، وإن كان حاجتهم لتمليع صورتهم بعد أن لطختها داعش بأفاعيلها، فليس من خلال التلميع والنفخ في شيء وهمي.

سادسًا: وجود متحمسين لفكر القاعدة في الضفة الغربية أمر طبيعي، وموجود مثلهم في كل مكان بالعالم الإسلامي، خاصة وأن للتنظيم جهاز دعاية وإعلام فقاعي يجيد استقطاب اهتمام الشبان، وكون الضفة لم تكوى بنار تخبيص القاعدة فصورتها بين شبابها أفضل من دول أخرى اكتوت بنارها، لكن لا توجد أي بنية تنظيمية للقاعدة في الضفة، ووجود مجموعة من الشبان تحمل فكرها أو متحمسين لها لا يعني الكثير.
فمقارنة بالتنظيمات المختلفة (مثل فتح وحماس والجهاد والجبهتين الشعبية والديموقراطية) تأتي القاعدة بترتيب متأخر جدًا فخلال العام الأخير لم تنسب لها سوى خليتين، بينما لباقي التنظيمات لكل منها عشرات الخلايا التي تم كشف عن وجودها، وهذا طبيعي لعدم وجود بنية تنظيمية للقاعدة في الضفة.

ليست هناك تعليقات: