السبت، 15 فبراير 2014

خبر وتعليق: اعتقال خمسة فلسطينيين بتهمة إلقاء قنبلة يدوية على منزل ضابط صهيوني

المستهدف كان يعمل في مصلحة سجون الاحتلال

يبدو الخبر طبيعيًا في ظل وجود حركة مقاومة فلسطينية، إلا أن ما لفت نظري بالخبر الذي نشر في 29/1/2014م هو طبيعة الضابط المستهدف والمنفذين، والأهداف غير الواضحة تمامًا من الهجوم.

القنبلة اليدوية ألقيت على منزله الكائن في دالية الكرمل في 21/8/2013م، وهي بلدة درزية قرب حيفا، والضابط يعمل في مصلحة سجون الاحتلال (الشاباص)، وهذا طبيعي فالكثير من الدروز يخدمون كسجانين وشرطة لدى المحتل.

طبيعة الاستهداف في البداية لم تكن واضحة فهل هي على خلفية وطنية (قومية كما يسميها الصهاينة) أم خلافات جنائية؟

عندما نشر خبر اعتقال المنفذين لفت نظري الآتي: عددهم خمسة وهم من دالية الكرمل وعسفيا وحيفا، وبما أن عسفيا والدالية بلدتان درزيتان فهذا يعني أن عددًا من المنفذين دروز، أما دوافع الهجوم فكما جاء بالخبر والذي عممته شرطة الاحتلال على الصحافة فكان بصياغة غريبة وأول مرة أقرأ مثلها "إن الشرطة ترجح أن تكون لخلفية الحادث علاقة بمنصب الضابط."

لم يقولوا دوافع جنائية أو خلافات شخصية أو دوافع قومية، وهي التصنيفات المعتادة، بل تكلموا عن مجموعة من الأشخاص بينهم دروز قرروا مهاجمة درزي بسبب عمله (منصبه) ضابطًا في مصلحة السجون.
 
لو كان خلافًا شخصيًا لقالوا ذلك فمثل هذه الخلافات تحصل، فهل هي خلافات بين عصابات المافيا ودولة الاحتلال ليقرروا استهداف العاملين في السجون والقضاء (مثلما فعلت المافيا الإيطالية في الثمانينات والتسعينات؟)، فهذا لم نسمع به ولا وجود له.

فيما يبدو لي أن الدوافع هي وطنية، لكن طبيعة المنفذين وكونه استهداف لضابط في منزله، يعتبر اختراقًا لخطوط حمراء لدى الاحتلال، فطوال الوقت هنالك أقلية داخل الطائفة الدرزية تعارض الاحتلال وتعارض التحالف بين الطائفة والكيان الصهيوني، لكنه لم تنخرط بعمل مقاومة مسلحة.

لهذا تعمدت شرطة الاحتلال إبقاء الحالة غامضة قدر الإمكان، ولذا اخترعت هذا الوصف الغامض لما حصل، ولا أعرف سببًا غير العمل المقاوم يجعل مجموعة من الشباب الفلسطيني يقررون مهاجمة شخص فقط لأنه يعمل في مصلحة السجون.

وقد حاولت تتبع القضية بعد الخبر المذكور لأجد ما يثبت ما أظنه أو ينفيه، لكن لم أجد أي مصادر أي شيء يسعفني، فهل نحن أمام بداية تحول داخل الطائفة الدرزية نحو الرفض العنيف للخدمة في جيش الاحتلال؟ أم أنها مجرد طفرة؟ أم أن الأمر كله لا علاقة له بالمقاومة ويوجد جوانب مختلفة تمامًا لم تظهر لنا؟

ليست هناك تعليقات: