الاثنين، 24 فبراير 2014

لماذا طرح أحمد يوسف سطحي؟




طرح أحمد يوسف بأن "تضحي" حماس وتتخلى عن الحكومة من أجل رفع الحصار عن غزة ولكي تتولى حكومة حيادية إدارة غزة وتبقى حماس في المقاومة (وظيفتها الأساسية).

ورغم جاذبية الطرح كعنوان براق، إلا أنه غير واقعي وسطحي للأسباب الآتية:

أولًا: حصار غزة مفروض ليس لأن نتنياهو لا تعجبه لحية هنية، أو لأنه يحب دحلان أو رامي الحمد الله، باختصار الحصار مفروض لأن المطلوب هو نزع سلاح القسام وكل كتائب المقاومة.

ومحمود عباس لا يخرج عن تعليمات الاحتلال، فإن وافقت حماس على هكذا طلب فسيطرح التالي: يجب وضع سلاح القسام تحت سيطرة الحكومة، وبعدها يجب جمع سلاح القسام، وستدخل حماس في دوامة مساومة جديدة.

ثانيًا: الفساد الإداري في غزة هو موروث عن السلطة وفتح، وحماس لم تنجز الكثير في مكافحته، لكن هل لعلاج هذا الفساد نوكل المهمة لمحمود عباس وفتح القيام به (وهم أصل الفساد)؟
 
يجب أن نتقدم إلى الأمام لا أن نتراجع إلى الخلف.

أما الكلام عن "مستقلين" فربما نجد مستقلين ليكونوا واجهة للحكومة لكن مؤسسات الحكومة ممن مكونة؟
 
مشكلة الفساد المؤسسي في غزة والضفة هي نفس المشكلة في الوطن العربي كله، مشكلة ثقافة وقناعات مجتمع، ولا حل لها إلا إذا عولجت على مستوى المجتمع ككل، وليس من خلال تغيير الوجوه.

ثالثًا: مهما كان شكل الحكم في غزة ومهما كان مسؤولًا عنها، فهنالك سقف يرسمه الاحتلال لن يسمح بتجاوزه، ومن ينظر إلى الضفة من أهل غزة كنموذج فهي ليست أفضل كثيرًا من حال غزة، وهي ما زالت بعيدة كل البعد عن أن تكون سينغافورا الشرق الأوسط.

الاحتلال عنده خط أحمر لا يقبل بتجاوزه فالوضع الاقتصادي في الضفة وغزة لا يجوز أن يتطور لأن المطلوب خلق بيئة تنفر من الحياة داخل فلسطين وتغري الفلسطيني للهجرة إلى الخارج، فكيف سيقبل الاحتلال باقتصاد قوي يغري الفلسطينيين والعرب للقدوم إلى الضفة وغزة؟

وكيف يقبل الاحتلال باقتصاد قابل للاستقلال والانفصال عن الكيان؟

رابعًا: عندما تواجهك مشكلة فالأصل أن تواجهها وتبحث عن حل لها، لا أن تهرب وتترك الساحة لأعدائك وأعداء الوطن ليعيثوا خرابًا.

فإن كان ترك حماس للسلطة فيه حل لمشكلة غزة وحل للقضية الفلسطينية فأنا أول المؤيدين، وإن كان الهدف هو تقديم "حسن نوايا" لمحمود عباس أو فك أزمة الاحتلال مع المقاومة الصهيونية فالقبول بهذا الحل هو خيانة.

ليست هناك تعليقات: