الأربعاء، 26 فبراير 2014

أزمة الكهرباء في الضفة


شركة كهرباء القدس أحد أطراف الأزمة
 
تقول الأسطورة أن الحياة في الضفة رغدة وسهلة لأن المساعدات تتدفق على السلطة من كل مكان في الدنيا.

لكن مع أزمة ديون الكهرباء التي تطل برأسها بين الفترة والأخرى، ندرك أن الضفة ليست إلا ثقب أسود يتبلع المساعدات دون أن تنعكس رفاهية وعيش رغيد كما تقول الأسطورة.

يوجد لأزمة الكهرباء أسباب عدة:

عدم دفع السلطة فواتير كهرباء وزاراتها ومؤسساتها.

قيام الكثير من البلديات باستخدام الأموال التي تجمعها من المواطنين عبر فواتير المياه والكهرباء من أجل دفع رواتب للموظفين، وكثير منهم موظفون بطالة مقنعة ونتيجة لواسطة ومحسوبية، وذلك بدلًا من استخدامها لدفع الفواتير المستحقة لشركة كهرباء الاحتلال وشركة مياه الاحتلال (ماكروت).

إعفاء المخيمات من دفع فواتير الكهرباء بدون توفير مصدر لتغطية النفقات.

سرقة الكهرباء من قبل بعض المواطنين.

الفساد داخل شركات توزيع الكهرباء والبطالة المقنعة داخلها مما يزيد التكلفة على المواطن.

طبعًا لحل المشكلة جزئيًا كان هنالك حل "إبداعي"، وهو زيادة ثمن استهلاك الكهرباء على المواطن المحترم الملتزم بالدفع، لكن لكبر حجم المشكلة فلا يمكن الاستمرار برفعها بدون حدود.

طبعًا هؤلاء الملتزمين بالدفع لديهم مشكلة مع ذواتهم أنهم قبلوا أن يكونوا وسيلة للستر على الفساد والفاسدين، وما لم يحلوها فليتحملوا وزر خطئهم لأنهم وحدهم من سيدفعون الثمن.

وفي النهاية لن يسمح الاحتلال بانهيار السلطة أو قطع الكهرباء لفترات طويلة، وسيجد من المانحين أو المغفلين من سيدفع الفاتورة أو قسم منها نيابة عن سلطة الفساد والإفساد، مع الحرص من جانب السلطة والاحتلال على إشعار المواطن الضفاوي أن كهرباءه وماءه ولقمة عيشه كلها معلقة بكلمة من ضابط صغير في جيش الاحتلال، حتى لا يفكر ويتمرد.

الفرق بين غزة والضفة، هو الفارق بين مريض يمنع عنه الدواء عقابًا له، وبين مريض يعيش على أجهزة الإنعاش ومهدد بكل لحظة بفصلها عنه إن هو تمرد.

ليست هناك تعليقات: