الاثنين، 24 فبراير 2014

صورة وتعليق: هل تعرفون هذا المكان؟



هذه في ساحة المسجد الأقصى عام 1996م، والأعمدة التي ترونها لها قصة سأرويها لكم:


عندما قام عبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك ببناء المسجد الأقصى بالشكل الذي نعرفه اليوم، واجهت مهندسيهم مشكلة وهي أن الأقصى مبني على جبل وبالتالي أرضية المسجد لن تكون مستوية.


فالحل كان برفع المناطق المنخفضة في الجبل على أعمدة مثل التي ترونها بالصورة، بحيث يكون المسجد كله على أرضية مستوية وبحيث أصبحت مساحته 144 ألف متر مربع تقريبًا، وكما تلاحظون ارتفاع الأعمدة كبير، وفي بعض المناطق بالمسجد قد يصل الارتفاع إلى 15 متر (5 طوابق).


الآن لننتقل إلى القرن الماضي بعد احتلال القدس، كان الصهاينة يخططون لتحويل هذه التسوية الموجودة تحت الأرض إلى كنيس يهودي، تمهيدًا لبناء هيكلهم المزعوم.


وفي خطوة استباقية قامت الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح بعمل ترميم لهذه التسوية وتوسيع مدخلها وذلك سنة 1996م، وإصلاحه وتحويله إلى مصلى يتسع لخمس آلاف مصلي، ويعرف اليوم المكان بالمصلى المرواني (نسبة إلى مروان بن عبد الملك)، وهو أكبر عملية ترميم وبناء في المسجد الأقصى منذ مئات السنين.


وهكذا تم خلق أمر واقع بحيث لم يعد ممكنًا للصهاينة أن يبنوا كنيسهم في المكان، طبعًا الصهاينة لم ييأسوا وواصلوا حفرياتهم وبناء كنس لهم في محيط الأقصى وعند جدرانه الخارجية، واليوم هم يخططون لاقتسام المنطقة العلوية من الأقصى مع المسلمين.


لكن أحببت أن أشارككم بها لأسباب: لكي نتعلم شيئًا عن عمارة المسجد الأقصى وهو من التحف المعمارية الأموية، ولكي نعلم عن بعض مما قدمه الشيخ رائد صلاح والحركة الإسلامية للمسجد الأقصى، وحتى نعلم أنه في ظل أسوأ الظروف يمكن تقديم شيء لأمتنا، فلا يعذر أحد بسوء ظرفه.

ليست هناك تعليقات: