الأربعاء، 26 مارس 2014

سوريا: معركة الساحل هل تغير المعادلة الميدانية؟


بعد معركة كسب: الثوار يصلون إلى شاطئ البحر المتوسط


عبقرية معركة الساحل تكمن في أنها لعب على وتر إهمال النظام للطائفة العلوية على وجه التحديد، وقد سبق ذلك أفلام تسجيلية تظهر "مخطوفين" من الطائفة العلوية يناشدون فيه النظام القبول بمبادلتهم مع أسرى لدى النظام.

نقل المعركة إلى المناطق التي تشكل قاعدة شعبية للنظام، سيجعلها تفقد الثقة فيه، وتشعر بالعبء الذي يشكله هذا النظام على الأقليات عمومًا والطائفة العلوية خصوصًا.

والنظام لا يستطيع أن يحارب بكفاءة على كافة الجبهات، وهو يركز على الجبهات الاستراتيجية في القلمون وحمص كونها عقد مواصلات هامة، بينما شمال اللاذقية ليست بتلك الأهمية كما أن قربها من المناطق المحررة تعطي الثوار أريحية نسبية في التصعيد بتلك المناطق.

ويجب أن يرافق هذا الضغط الميداني على الطائفة العلوية، خطابًا إعلاميًا ناعمًا تجاهها، يوصل رسالة واحدة: الأسد هو سبب معاناتكم، وتخليكم عنه هو الحل.
 
وهذا يطلب أيضًا التخلي عن اللغة الطائفية العدوانية (مثل كلمة العرعور الشهيرة التي توعد بذبح العلويين وإطعامهم إلى الكلاب)، وحماية ممتلكات الفارين من النهب واعتداءات داعش وأخواتها.

لو اتبع الثوار سياسة الضغط الميداني والخطاب الإعلامي الناعم، فسيتمكنوا من تفسيخ التحالف الطائفي الذي يقوم عليه النظام الأسدي، وإفقاده البعد الشعبي الذي يرتكز عليه، لن يتحقق هذا لا من الأسبوع الأول ولا الثاني، وسيحتاج لعدة أشهر لنرى ثماره، لكنه سيلعب دورًا مفصليًا بحسم المعركة بتجفيف الخزان البشري الذي يعتمد عليه النظام.

إنها سياسة العصا والجزرة: نقل المعارك إلى مناطق العلويين، وإقناعهم بأن حل مشكلتهم هو التخلي عن نظام الأسد.

ليست هناك تعليقات: