الجمعة، 21 مارس 2014

على هامش ذكرى معركة الكرامة



مشهور حديثة الجازي



توافق اليوم الذكرى الـ44 لمعركة الكرامة شرق نهر الأردن، بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني من جهة وجيش الاحتلال الصهيوني من جهة أخرى، والتي كانت أول انتصار على الصهاينة بعد هزيمة عام 1967م.


تكبد الصهاينة خسائر فادحة في الأرواح والمعدات بالمعركة، والتي كان مقررًا لها أن تكون هجومًا واسع النطاق لجيش الاحتلال يستهدف معسكرات الفدائيين في منطقة قرية ومخيم الكرامة ومنطقة الشونة.

ولعل اللحظة المفصلية التي قلبت كل حسابات المحتل هي التي قرر فيها قائد الفرقة الأولى بالجيش الأردني الفريق مشهور حديثة الجازي (وكان وقتها عقيد) أن يخالف التعليمات العليا التي وصلته بوقف إطلاق النار.


ويبدو أن الصهاينة كانت لديهم تطمينات بأن الجيش الأردني لن يتدخل بالمعركة فكانت أرتال الدبابات مكشوفة للمدفعية الأردنية المتمركزة في التلال المشرفة على غور الأردن، فكانت الخسائر كبيرة في صفوف الصهاينة.

كانت من اللحظات النادرة التي يقوم بها جيش عربي بمحاربة عدو أمته، وكانت لحظة فارقة نتيجة قرار فرد واحد عرف الصواب فالتزمه غير مبال بالثمن الذي سيدفعه.


توفي مشهور حديثة عام 2001م ولم يدفع ثمن تمرده على الأوامر، لأن القرار الصواب لا يمكن أن يكون "مخسر" في يوم من الأيام، وربما لو لم يفعل ما فعله، لكان صائب عريقات اليوم يفاوض الصهاينة على إخلاء مستوطنات عمون وزريقوت ومفرقيم وسلاطيم، وكنا سنسمعه وهو يطمئن الصهاينة بأنه لا يريد العودة إلى أريحا إلا سائحًا.



قرارات مفصلية في حياة الشعوب تحتاج فقط إلى شخص جريء وشجاع بما يكفي، لا أكثر.


الملك حسين يتفقد دبابة صهيونية مدمرة


ملاحظة: معركة الكرامة شاركت بها فتح والجبهة الشعبية وفصائل أخرى وكان لها دور مركزي، إلا أن مقالي للكلام عن دور الجيوش النظامية العربية في حماية شعوبها، وليس سردًا لما جرى في معركة الكرامة.

برنامج شاهد على العصر مع مشهور حديثة عام 1999م:
الحلقة الأولى

الحلقة الثانية

الحلقة الثالثة

الحلقة الرابعة

الحلقة الخامسة

الحلقة السادسة

ليست هناك تعليقات: