الأحد، 11 مايو 2014

حماس تستعيد زمام المبادرة في الضفة



مسيرة الخليل يوم الجمعة

حماس دعت لمسيرات نصرة الأسرى يوم الجمعة الماضي في أكثر من مكان بالضفة، وكانت ردة فعل باقي الفصائل أن قرروا المنافسة (بالمعنى الإيجابي) والدعوة لمسيرات بنفس الوقت، وهكذا تحولت من مسيرات "حمساوية" إلى مسيرات لجميع الشعب الفلسطيني.

يذكرني هذا الوضع بانتفاضة الأقصى عندما كانت حماس تقرر إيقاع الانتفاضة والباقي يلحقها: إن أرادت عمليات استشهادية لحقها الجميع، وإن تحولت لعمليات إطلاق نار قلدها الجميع، وإن قررت القبول بتهدئة تبعها الآخرون.

قد يقول البعض وماذا عن الاعتقال السياسي والملاحقات الأمنية؟ أرد بالآتي:

1- ما يهمني بالدرجة الأولى هو البرنامج المقاوم فإن استطاعت حماس تحقيقه في الضفة فباقي الأمور بالنسبة لي هامشية، ومن قدّم السلامة الشخصية على المقاومة فلا يستحق مسمى حمساوي أو مقاوم، يقعد في البيت ويعتزل السياسة.

2- في ذروة انتفاضة الأقصى كان هنالك اعتقال سياسي واعتقال مقاومين وملاحقات أمنية: الشهيد محمود أبو هنود كان مسجونًا في سجن نابلس المركزي عندما قصف السجن عام 2001م، والأسرى بلال البرغوثي وسليم حجة و30 قساميًا آخرون ومن فصائل أخرى كانوا مسجونين لدى الوقائي في بيتونيا عندما اقتحم جيش الاحتلال السجن وأخرجهم عام 2002م.
 
بالعربي: آخر شيء فكروا فيه وقف الاعتقال السياسي، واهتموا بتحريك الشارع وإعادة البرنامج المقاوم له، وطبعًا الاعتقال السياسي لا تسكتوا عنه لكن لا تجعلوه هاجسًا يخيفكم.

هذا ما أراه من التبعات الإيجابية للمصالحة وما يجعلني أؤمن بأن لها فوائد رغم نواقصها الكثيرة.

والسؤال المهم جدًا هل حماس استعادت المبادرة ليوم واحد فقط؟ أم أن لهذا اليوم تبعاته الهامة؟

الضفة المحتلة: يوم الجمعة مرة أخرى

ويبدو أننا كل جمعة على موعد مع عمليات "ثقيلة نوعًا ما"، فبعد الجمعة الماضي، كنا هذه الجمعة مع عمليتين: إطلاق نار على مستوطنة في منطقة بيت لحم، وعبوة ناسفة على نقطة عسكرية في منطقة رام الله، بالإضافة للمواجهات الأسبوعية.

وإن أضفنا ما سبق إلى مسيرات دعم الأسرى، وأجواء المصالحة، فنستطيع الاستنتاج بكل يقين أن الوضع لا يعجب الاحتلال، وأنه لن يقبل به.

الاحتلال حتى اللحظة يواجه الموقف بصمت، وهذا ليس صمت الغافل أو الذي يتجاهل الخطر، لذا فتوقعوا ردة فعل وتحركًا من جانبه على المدى المنظور، أما حاليًا وعلى مدى الأيام وربما الأسابيع القادمة فالاحتلال برأيي سيكتفي بالمراقبة وتقييم الوضع ووضع الخطط لخطوته التالية.

الحذر واجب فعدونا ليس سهلًا على الإطلاق.

ليست هناك تعليقات: