مما يثير السخرية أن دولة "إسرائيل" التي يتملق لها كل العالم اليوم
(بما فيه العرب بكل أسف)، لم يكن لها أي وجود على الخارطة قبل نكبة فلسطين عام
1948م.
والمهزلة الأكبر من ذلك هو أنه عندما كانوا يخططون لإعلان دولتهم المسخ قبيل
النكبة لم يعرفوا ما سيكون اسم هذه الدولة، فاضطروا لأن يطبعوا عملتهم التي كانوا ينوون
استخدامها بدون اسم دولة، واكتفوا بكتابة "بنك فلسطين" عليها فيما كانت العملة
تسمى بالجنيه الفلسطيني، واستمروا يستخدمون هذه العملة حتى عام 1950م (ولمن لا يصدق
بإمكانه أن يزور موقع بنك إسرائيل الرسمي ويتأكد من ذلك).
إلا أن الصورة أعلاه تعطينا فكرة عن ما كان يفكر به القوم قبل النكبة، فهذه
إعلان للفيلق اليهودي بالجيش البريطاني، وفيه اختلاف لفت نظري بين ما هو مكتوب بالعبرية
وما هو مكتوب بالإنجليزية.
مكتوب بالإنجليزية: الكتائب اليهودية في فلسطين.
أما بالعبرية فمكتوب: الكتائب العبرية في أرض إسرائيل.
اليهودية هي ديانة أما العبرية فهي عرق وديانة، ولا أدري تمامًا الهدف من
هذه التفرقة.
أما فلسطين كانت الاسم المعروف بين كل العالم، أما أرض إسرائيل فهي حلمهم
الخاص بهم فاكتفوا بكتابتها بلغتهم.
نجح الصهاينة خلال 66 عامًا في قلب الحاضر والتاريخ وأصبحت إسرائيل هي المعروفة
وفلسطين مجرد حلم، لكنها مجرد 66 عامًا من تاريخ يمتد لآلاف الأعوام، وباستطاعتنا محوها
بإذن الله لو تصرفنا بالطريقة الصحيحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق