الأحد، 22 يونيو 2014

مهاجمة مقر الشرطة وسط مدينة رام الله ما الأسباب وما النتائج؟


 
تعقيبا على أحداث رام الله اليوم ابتداء من اقتحام جيش الاحتلال والمواجهات مع الشبان وانتهاء بمهاجمة مقر الشرطة التابع للسلطة من قبل المتظاهرين:


أولًا: من الملاحظ منذ بدء الحملة العسكرية الصهيونية أنه لا توجد عملية اقتحام تقوم بها قوات الاحتلال للمدن أو القرى (الكبيرة نسبيًا) إلا ويتخللها مواجهات مع الشبان، وهذا يساعد على تسخين الوضع الميداني.


ففائدة أوسلو والسلطة بالنسبة للاحتلال هو تخفيف الاحتكاك مع الشارع الفلسطيني، وإن استمر الوضع الحالي بهذا الشكل فالانتفاضة الثالثة مسألة أسابيع وبالكثير مسألة أشهر.


ثانيًا: الاحتلال يعتمد على أجهزة أمن السلطة في "التنسيق الأمني المقدس" لأمرين: ليورطها في مستنقع العمالة، وليستفيد منها كقوة إسناد، لكنها ليست بالكفاءة التي يريدها الاحتلال ولا تقترب من هذا المستوى.

لهذا قرر الاحتلال تنحيتها جانبًا وتولي زمام المبادرة في هذه الحملة، وكالعادة يسند لها المهمات الثانوية.



ثالثًا: لاحظوا معي أن مقرات السلطة هوجمت ليس بسبب الوضع الاقتصادي ولا بسبب الاعتقال السياسي بل بسبب الموقف من الاحتلال، فالشبان أغضبهم اكتفاء عناصر الشرطة بالمشاهدة للمواجهات.



وربما لو اختبأوا لكان الأمر أقل استفزازًا للمشاعر، أما أن تشاهد المواجهات كأنك تتفرج على فيلم!! قليلًا من الحياء يا أخي.


ما استفز المتظاهرين هو اكتفاء الشرطة بمقاعد المتفرجين


ولاحظوا أيضًا أن أكثر موقف أساء المجتمع الفلسطيني هو كلام عباس عن بشرية المستوطنين، وهذا ليس عبثًا فبوصلة الشعب الفلسطيني هي محاربة الاحتلال.


من يحارب الاحتلال يرفع على الأعناق ومن يتعاون معه فهو عدو مبين.


ولقد قلتها يوم انتخابات عام 2006م أن ما دفع الناس لانتخاب حماس هو مشروعها المقاوم وليس الغضب من فساد السلطة ولا الطمع بوعود حماس الاقتصادية (ولا أظن أحدًا من الشعب الفلسطيني أخذ هذه الوعود الاقتصادية على محمل الجد).


رابعًا: أغلب من هاجم مقر الشرطة ليسوا من حماس، بل نسبة كبيرة منهم من أبناء حركة فتح نفسها، وحسب فهمي لطبيعة السلطة وطبيعة حركة فتح، فمحاولة محمود عباس مراعاة مشاعر الاحتلال دون التوازن مع القاعدة الفتحاوية والمجتمع الفلسطيني العريض، سيقوض السلطة من الداخل.



خامسًا: بناءً على كل ما سبق أرى أن استمرار الوضع الحالي من تصعيد صهيوني، واستمرار اختطاف الجنود الصهاينة، واستمرار الصدامات كلما دخل الجنود إلى تجمع سكاني فلسطيني، واستمرار السلطة بمواقفها السياسية المخزية، ستفقد السلطة سيطرتها على قاعدتها الفتحاوية، وستدخل الضفة في مرحلة الانتفاضة الثالثة.


سادسًا: الاحتلال لا يريد انهيار السلطة حتى لا تصل الأمور إلى الانفجار الشامل والانتفاضة الثالثة، لكن في حال حصل الانفجار (رغمًا عنها) فسيقرر التخلص منها لأنها لن تلزمه وقتها، لكن في ظني أن توصيات جهاز الشاباك ستأخر أي إجراء صهيوني ضد السلطة إلى آخر لحظة، وفي كل الأحوال ستتجاوز الأحداث السلطة العبثية وسيكون وجودها وعدمه واحد.


سابعًا: أعيد التأكيد على أن كل ما تكلمت عنه مرهون باستمرار عملية الاختطاف وتداعياتها، وفيما لو انتهت غدًا فعلى الأغلب سيتم تنفيس الوضع وعودته إلى مستوياته ما قبل شهر أو شهرين.

ليست هناك تعليقات: