الأربعاء، 30 يوليو 2014

ما الذي يحصل في ليبيا؟


الاشتباكات حول مطار طرابلس أحد أبعاد الصراع الحالي


سأحاول شرح الوضع بشيء من التبسيط:

لو تذكرون فإن عملية الإطاحة بالقذافي كانت قصيرة نسبيًا وسريعة، وهذا يعود في جانب منه إلى إنشقاق قسم لا بأس به من النظام وانضمامه إلى الثوار.

بعض المنشقين كانوا شخصيات محترمة ونيتهم صادقة مثل مصطفى عبد الجليل، وآخرون كانوا يريدون التخلص من شخص القذافي وإعادة انتاج النظام القديم بشكل ألطف.

بعد الإنقلاب على محمد مرسي أخذ المحور المعادي للثورات، أو ما يعرف بالثورة المضادة، بالتخطيط لاجهاض كافة الثورات العربية، من أجل ترسيخ النظام العربي القديم بكل مفاسده ومساوئه.

قامت الإمارات ومصر بنسج تحالفات مع أركان النظام القديم في ليبيا، ومن بينهم عميل أمريكا حفتر، وبعض الفصائل من الثوار، وشخوص ليبرالية ومحسوبة على الغرب، وذلك بهدف إقصاء الإسلاميين عن الحكم، ومنع قيام نظام ديموقراطي حقيقي يعبر عن إرادة الشعب الليبي.

ولا شك أن بعض أخطاء الثوار وبالأخص بعض التشكيلات مثل أنصار الشريعة قد أتاحت لهذا التحالف الظروف لكي يظهر كقوة صاحبة هدف ورسالة.

الآن الاشتباكات والمعارك تدور بشكل عام بين أركان النظام القديم الذين انضموا للثورة وحلفائهم من بعض تشكيلات الثوار، وبين الثوار الإسلاميين ومن يحمل توجهات قريبة منهم.

الأمر ليس اقتتالًا وفوضى عمياء بلا هدف، كما يحلو للبعض أن يصور الأمر، ولا هو شجار بين ثوار الناتو كما يصفه آخرون، وإنما هو صراع بين الثورة والثورة المضادة، بين الإسلاميين وعملاء أمريكا.

طبعًا هنالك أبعاد آخرى للصراع أقل أهمية، وربما كثرة المسميات والعناوين تشتت المرء وتشعره بالضياع وهو يحاول فهم الوضع الليبي اليوم، لذا بسطت الوضع حتى يكون أقرب لفهمنا، وحتى لا نقع فريسة لدعاية الثورة المضادة أن "ثوار ليبيا" يتصارعون، و"أننا شعوب لا نستحق الحرية".

ليست هناك تعليقات: