الجمعة، 15 أغسطس 2014

توضيحات بخصوص علاقة النظام المصري بمفاوضات القاهرة ودور السلطة في إعاقة الانتفاضة الثالثة




اختلف بشكل جوهري مع أكثر المتابعين للوضع الفلسطيني في أمرين هامين، لذا سأعيد طرح وجهة نظري لأهمية الأمر.

الأمر الأول؛ قولهم:

مفاوضات القاهرة: المشكلة الأساسية ليست في الوسيط أو المكان
""الاحتلال أكثر مرونة من المصريين والصهاينة العرب، والمشكلة في الوسيط المصري وليس في الاحتلال المستعد للموافقة على كل شيء طلبته المقاومة"".

وأرد عليهم:

أليس هذا تجميلًا لصورة الاحتلال فمنذ متى كان هذا الكيان المجرم حنونًا؟ من الذي طرد اللاجئين من أرضهم؟ ومن الذي قتل الأبرياء في دير ياسين والطنطورة ويافا وحيفا واللد والدوايمة وكفر قاسم وقبية وخانيونس؟

صراعنا مع الاحتلال صراع وجود فلا يعقل أن تأتي المناكفات السياسية بمرتبة أكثر أهمية من صراع الوجود؛ الاحتلال يسجن قطاع غزة، وخروج غزة من السجن يعني اقتراب نهاية الكيان الصهيوني.

الأنظمة العربية هي خدم للكيان الصهيوني، فهل يعقل أن تقدم مصلحة الخادم على مصلحة السيد؟
 
ما دامت المشكلة كما تقولون بين حماس والأنظمة العربية، لماذا لا تقدم هذه التسهيلات لسلطة محمود عباس في الضفة؟ لماذا لا نرى مطارًا في الضفة؟ لماذا لا يفرجون عن الأسرى من فتح؟ لماذا لا تخفف الإجراءات على المعابر بين الضفة والأردن؟

يجب أن نفهم أن الاحتلال يضع عملاءه في الواجهة ليطرحوا مطالبه بلسانهم، ويجب أن نفهم أن الاحتلال يريد بقاء غزة كسجن وتقديم بعض التسهيلات للأسرى داخل هذا السجن، أما المقاومة فتريد تحرير القطاع من سجنه.

المشكلة محورها الكيان الصهيوني ورفضه طلبات المقاومة لأنها تعني بداية نهاية الاحتلال الصهيوني، وإن لم نفهم الأمور بهذا الشكل فنحن نتكلم عن أمور لا صلة لها بالواقع.

الأمر الثاني؛ قولهم:

""
لا يمكن أن تحصل انتفاضة ثالثة بوجود السلطة، ويجب محاربة السلطة أولًا
""
مسيرات اسناد غزة فرضت نفسها على السلطة

وهنا أرد بالآتي:
 
ألم نشهد مواجهات في الفترة الأخيرة في الضفة وعمليات للمقاومة بمستويات متفاوتة؟ صحيح أن السلطة وتنسيقها الأمني يعيقان الكثير من العمل المقاوم لكن المقاومة ممكنة.

ألم تجبر جماهير الضفة الغربية قيادة السلطة على النزول عند مطالب المقاومة وتبنيها؟ ألم تجبرها هذه الجماهير على تغيير موقفها من الحرب على غزة؟

قسم كبير من القاعدة الشعبية لفتح مع المقاومة وخاصة بعد انتصاراتها في غزة، والسلطة لا يمكن أن تصطدم مع قواعدها الشعبية.

السلطة حاولت منع المظاهرات من التوجه نحو نقاط الاحتكاك، كان يحصل في البداية صدام، وبعدها سلمت السلطة بالأمر الواقع وأصبحت تسمح لها (مضطرة وليس مختارة).

مشكلة المقاومة في الضفة لا تحل بالدخول في صراع جانبي مع السلطة، بل هذا استنزاف للمقاومة (المستنزفة أصلًا)، إنما الحل هو التصعيد ضد الاحتلال، والسلطة ستضطر وقتها مرغمة لأن تتنحى جانبًا.

هنالك مشاكل أخرى تواجه المقاومة في الضفة غير السلطة يجب حلها، مثل تواجد الاحتلال في مناطق محصنة وبعيدة عن مناطق الكثافة السكانية الفلسطينية، فهذا يحتاج لحلول إبداعية ولا يكفي إزاحة السلطة.

الخلاصة:

هذين الأمرين هامين بالنسبة لي لأن طريقة معالجة إشكالية حصار غزة وضعف حالة المقاومة في الضفة، ستختلف عندما ننظر إلى المشكلة بالطريقة الصحيحة.

حصار غزة لا يحل إلا بالضغط على الاحتلال بكافة الطرق، وليس بتغيير الوسيط ولا تغيير مكان الاجتماع.
وضعف حالة المقاومة في الضفة بحاجة إلى تشجيع العمل المقاوم ضد الاحتلال وعدم الخوف من العقبات التي تظهر، والتخطيط والتوجيه الجيدين، وليس بالدخول في صدام مع السلطة ومحاربتها أو إزالتها.

ليست هناك تعليقات: