الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

ما المطلوب من الشعوب العربية لدعم المقاومة في غزة؟



كيف نترجم هذا الحراك الجماهيري إلى نتائج ملموسة

لا شك أن الحراك الشعبي العربي والإسلامي يمتلك زخمًا قويًا، وهنالك تضامن واسع وهذا جيد من ناحية معنوية، وهنالك جمع للتبرعات وهذا جيد لكن المشكلة الكبرى أن لا شيء يدخل إلا بإذن الاحتلال بحكم الحصار.
 
والاحتلال لا يدخل إلا أقل القليل بالوضع الطبيعي، وفي الوضع الحالي لا يدخل شيء تقريبًا.

بمعنى آخر أن التبرعات ستبقى محتجزة إلى نهاية الحرب، التي قد تنتصر فيها المقاومة وتفرض شروطها وقد لا تفرضها.

الحرب في غزة هي حرب مصيرية بالنسبة للصهاينة ولنا أيضًا، ولهذا السبب يستخدم الصهاينة كل قوتهم لسحق المقاومة، وحتى لو اندلعت انتفاضة مسلحة في الضفة وفلسطين المحتلة عام 1948م، فلدى الاحتلال ما يكفي من قوى عسكرية ليصمد في مواجهة المقاومة.

لهذا المطلوب تقديم دعم ملموس للمقاومة في غزة وذلك من خلال الآتي:

أولًا: الضغط على الحكومات العربية والإسلامية لكي تتحرك وتضغط على أمريكا من أجل كبح جماح الكيان الصهيوني، والأنظمة العربية على عنجهية وقلة أدب أغلبها، إلا أن الكثير منها سيخضع للضغط الشعبي.

ونصيحتي لكم ركزوا على هدف واحد وهو فك الحصار عن غزة، وأن يكون الطلب من الحكومة أن تمارس ضغطها على أمريكا، هكذا فقط يمكن أن يكون الناتج مفيدًا، ولا تشتتوا الجهود بمطالب عامة مثل نصرة فلسطين أو تحرير فلسطين، ركزوا على هدف مرحلي وهو فك الحصار عن غزة.

ثانيًا: هذا يخص الأردن التركيز على سفارة الكيان الصهيوني وضرورة اقتلاعها بالقوة، وأن يهاجمها المتظاهرون أفضل من أن يقوم النظام باستدعاء السفير، لأن الصهاينة سيشعرون وقتها بأن حليفهم مهدد بالسقوط، وهذا يرعبهم كون سقوط النظام الهاشمي يعني أن يصبح هنالك اتصال بين المقاومة في الضفة والمقاومة شرق نهر الأردن، وهذا وضع كارثي للصهاينة.

ثالثًا: شن عمليات عابرة للحدود مع لبنان وسوريا والأردن ومصر، لكن الجبهتين الأخطر بالنسبة للصهاينة هما الأردن ولبنان، فالجبهة الأردنية توصل إلى الضفة في الشمال وتوصل إلى معامل البوتاس والفوسفات جنوب البحر الميت، وتوصل إلى إيلات في الجنوب.
والجبهة اللبنانية تغطي منطقة الجليل وهي المنطقة التي عجزت عنه صواريخ غزة حتى الآن،
والمهم المداومة عليها ولو بوتيرة بطيئة والمهم الاستنزاف.

رابعًا: مقاطعة ومقاضاة شركات بعينها تدعم الكيان الصهيوني وتزوده بالسلاح، وهنا ارجو أن لا يتكرر ما يحصل دائمًا عندما تكبر قائمة الشركات المقاطعة وتشمل كل الشركات الغربية والشرقية، هذا يضيع الجهد ولا يثمر شيء في النهاية.
اختاروا شركة أو اثنتين بالكثير في بلدكم وركزوا الحملة ضدها.
أما شركات السلاح وصناعة الطائرات فارفعوا عليها قضايا في المحاكم، وهي شركات محدودة العدد، وليس شرطًا أن نحصل على قرار من المحكمة، فيكفي إزعاج وإقلاق الشركة، ورأس المال عادةً جبان.

خامسًا: للمقيمين في الغرب ضروري العمل مع القوى السياسية من أجل الضغط على الحكومات في هذه البلدان من أجل تغيير السياسة من الانحياز التام إلى سياسة "الحياد"، وإلى الضغط من أجل تمرير مطلب رفع الحصار عن غزة.
رفع الحصار عن غزة ليس سقف آمالنا لكنه ضرورة من أجل التقدم خطوة نحو تحرير فلسطين، فحماس بنت كل هذه القوة العسكرية تحت الحصار، فكيف بدون حصار؟ وفي المقابل فاستمرار الحصار يهدد بالإطاحة بكل مشروع المقاومة والتحرير.

ليست هناك تعليقات: