الأربعاء، 6 أغسطس 2014

حول القبض على أحد منفذي عملية خطف الجنود الثلاثة في ‫‏الضفة



أول أمس وبعد عملية الجرافة واستشهد محمد نايف الجعابيص، وتصوريها بأكثر من كاميرا (لقد شاهدت ثلاثة مقاطع)، وكان من الواضح أنها عملية، جاء أهل الشهيد ليقولوا أنها ليست عملية وأنه كان هارب من مستوطن يريد قتله وأنه اصطدم بالحافلة (عن غير قصد).
 
كلامهم يفهم في إطار أنهم يريدون تجنب هدم منزلهم، أو هكذا يظنون، لأن الاحتلال لن يصدقهم حتى لو كان كلامهم صحيحًا، لكن هكذا ثقافة عامة الناس يعتقدون أن إنكار صلتهم بالمقاومة أو نفي المقاومة عن أبنائهم فيه السلامة والأمن من بطش الاحتلال.

وبالأمس يعلن الاحتلال عن أن الأسير حسام القواسمي هو مسؤول الخلية التي خطفت الجنود الثلاثة، وأنه معتقل منذ 21 يوم بعد محاولته "الهرب" إلى الأردن بعد اكتشاف جثثهم في قطعة أرض اشتراها خصيصًا للعملية، وأنه تلقى أموال من غزة لتمويل العملية.

وجاء سامي أبو زهري ليسارع وينفي علاقة الحركة بالأسير ويشكك برواية الاحتلال، وهذا الخطأ إن كنت أفهم أن يخرج من ناس عاديين مثل أهل الشهيد الجعابيص، فلا يصح أن يخرج من قيادة حركة هي رائدة المقاومة في العالم كله.
 
أولًا: سواء كان زعم الاحتلال صحيحًا أم لا، فمقاومة المحتل ليست عارًا ليتبرأ منه أحد، وبالأخص حماس، ومن يجب أن يبحث عن مبررات هو من لا ينفذ عمليات، فهذا الذي يجب عليه كشخص أو جماعة أن يشرح لنا لماذا لا ينفذ عمليات، وليس العكس!

ثانيًا: أتفهم أن تنفي الحركة مسؤوليتها عن عملية في حالة واحدة فقط، أن يكون تنظيمًا آخر نفذها، فتأتي وتقول نحن لم ننفذ العملية بل الفصيل الفلاني ولن نقبل ان نسرق جهده، وما عدا ذلك فغير مقبول.

ثالثًا: حماس في الضفة ومنذ 15 عامًا أو أكثر لا تعلن عن عملياتها العسكرية، باستثناء العمليات الاستشهادية وتعلن عنها فقط بعد معرفة هوية الاستشهادي، وهنالك حالات بقيت هوية الاستشهادي مجهولة لسنوات والحركة لم تتبنها.
 
أما غير ذلك فحماس لا تعلن ولا تتبنى، والمصدر الوحيد لمعرفة ذلك هو المعتقلين من المقاومين ممن نفذوا هذه العمليات وقدموا للمحاكمة.
 
وإذا سمحنا بالتشكيك بما لم يعلن عنه القسام فسننسف 80% من عمليات القسام في الضفة ونلقي بها في سلة المهملات.

رابعًا: المسارعة بنفي أي عمل مقاوم هي رسالة سلبية للعالم بأن قتل الصهاينة شيء معيب، وشرعنة لسياسة الانتقام من الأبرياء التي لا نراها إلا في قانون الغاب الصهيوني.

خامسًا: المبدأ الذي يجب أن نقره بتصريحاتنا وكلامنا اليومي هو أن المقاومة حق ولسنا بحاجة لتبريرها، فما دام هنالك لاجئين وما دام هنالك استيطان وما دام هنالك كيان صهيوني، فهذه كلها مبررات لأن نحارب الصهاينة.
لسنا بحاجة لاختلاق أي مبررات أخرى، وبالأخص القيادات السياسية للمقاومة.

سادسًا: من باب تضليل الاحتلال كانت سياسة حماس أن لا تتبنى ولا تنفي هذه العملية، وقت اختفاء الجنود، لكن بعد أن وجدت الجثث واعتقل أحد المنفذين والآخرين مطاردين، فلم يعد للإنكار جدوى، وحماس ليست مطالبة بالإعلان عن المسؤولية لكن لا يجوز أن تنفي حصول العملية أو صلتها بها.

سابعًا: التشكيك بالعمليات وأنها مؤامرة صهيونية هي لغة خطاب السلطة والطابور الخامس الذين يصفون كل عمل مقاوم سواء كان إلقاء حجر أو عملية استشهادية، بأنه مؤامرة وأن المنفذين جواسيس ومشبوهين.
والكلام بنفس اللغة يعطيهم المبرر وفرصة ذهبية ليستفيدوا منها في حربهم المسعورة ضد عودة المقاومة إلى ساحة الضفة الغربية، وليس من المعقول أن تنسف كل جهود حماس لتنشيط المقاومة بهكذا تصريحات.

ثامنًا: باتت ظروف العملية واضحة وأطرافها شبه كاملة فلا داعي لأن يستمر عامة الناس بإنكارها وعدم تصديقها، وإعلان الاحتلال عن تفاصل العملية يكون بناء على اعترافات الأسير، وهي عادة صحيحة، وتشرفه ولا تعيبه، وهذه الطريقة الوحيدة التي عرفنا عن طريقها بعمليات كثيرة للقسام.
 
أحيانًا يموه الأسير على نفسه كأن يقول تلقيت المال من غزة أو التقيت مسؤولًا ملثمًا، ولا أريد الكلام أكثر عن هذه الأمور، لكن بالمجمل أركان العملية معروفة والتفاصيل لا تهم.

ليست هناك تعليقات: