الأحد، 17 أغسطس 2014

ما معنى وقف الأعمال العدائية؟




في الحرب السابقة تضمنت اتفاقية التهدئة عبارة وقف الأعمال العدائية من الطرفين، ومن المتوقع أن تحمل الاتفاقية الحالية نفس العبارة (إن رأت النور).

ومثلما أقام البعض اللطميات على هذه العبارة وقتها فسنراهم يكررون الإسطوانة، لذا لا بد من التوضيح أنه لا يوجد أية دلالة سلبية لهذه العبارة بأي شكل من الأشكال، وكل ما في الأمر هو تلاعب بالألفاظ وتهريج من البؤساء أرباب التنسيق الأمني، الذين أرادوا أي شيء ليشبّهوا حماس بهم (خابوا وخسئوا).

التلاعب بالألفاظ هو تعمدهم الخلط بين الاعتداء والعداء، الاعتداء تصدر عنه أعمال عدوانية وليس عدائية، والاعتداء والعدوان يدينان الجهة التي تقوم بهما.

أما العداء (الكراهية) فهي تصف حالة بين طرفين، ويصدر عنها أعمال عدائية، وهي أفعال ليست سلبية ولا إيجابية، ونحن يوجد بيننا وبين الاحتلال حالة عداء، أليس كذلك؟!

إذًا هذا الوصف لا يعني بأي حال من الأحوال إدانة للمقاومة بأنها تعتدي على الصهاينة.

هذا من ناحية المعنى الحرفي للكلمة، أما كمصطلح فهو يأتي من الكلمة الإنجليزية (hostilities)، ويقصد به جميع الأعمال العسكرية التي تنفذ ضد عدوك في الميدان، ومن ناحية الحالة في غزة فالمقصود منها مفهوم وواضح: يوقف الاحتلال غاراته الجوية وقصفه، وتوقف المقاومة إطلاق الصواريخ والعمليات المسلحة.

أما من الناحية العملية (وبعكس ما توقع غربان البين وبوم الشؤم عام 2012م) لم تتوقف حماس عن المقاومة ولم توقف عملها المسلح، بل كانت فترة إعداد واستعداد، وهكذا ستكون هذه المرة، ولا داعي لأن نعيد الدرس كل مرة.

هذا باختصار معنى الأعمال العدائية، والفرق بينها وبين الاعتداءات والأعمال العدوانية (aggression)، ومن لا زال لا يفرق بينهما، ويظن أن الأعمال العدائية كلمة سلبية وخاطئة، فارجو منه أن يأخذ دروسًا بمحور الأمية مبتدئًا بدرس "راس روس .. حمير تيوس".

ليست هناك تعليقات: