الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

ما هي خطة محمود عباس لإنقاذ المسجد الأقصى؟


مشاهد أصبحت مألوفة بكل أسف



أكد محمود عباس في مؤتمر عقد يوم الجمعة الماضي على أنه يجب منع الصهاينة من الصلاة في الأقصى بأي طريقة كانت، وفي نفس الوقت كان رجال أجهزته الأمنية يقمعون مسيرات نصرة المسجد الأقصى في الضفة (أربع مسيرات لحماس والخامسة لليسار).

فهل لدى الرجل وسلطته خطة لإنقاذ المسجد الأقصى؟ وما هو شكل هذه الخطة؟ وما هو المطلوب من أنصار المقاومة تحديدًا لكي يجنبوا المسجد الأقصى الخطوات التآمرية لمحمود عباس والتي سأتكلم عنها خلال هذا المقال؟

تعودنا دائمًا من قادة السلطة أنهم يسبقون أي تنازل أو خدمة تقدم للاحتلال بتصريحات ذات سقف مرتفع، فهكذا أفهم تصريحات عباس في مؤتمر إعمار غزة وتصريحاته في مؤتمر إنقاذ الأقصى، ويعزز ذلك تصرفات أجهزته الأمنية وتصريحات محمود الهباش التي قال أنه يجب تطهير الأقصى من التنظيمات الموجودة فيه قبل تطهيره من المستوطنين، ويقصد بذلك المرابطين.

وقد يظن البعض أن تصريحات المحمودين (عباس والهباش) مجرد ضريبة كلامية في ظل التململ الشعبي والسياسي بخصوص الانتهاكات الأخيرة الصهيونية في المسجد الأقصى، لكن ما أخشاه هو أنها مقدمة لتدخل ينقذ الاحتلال الصهيوني.

فالاحتلال يعيش مأزقًا صعبًا بسبب الانتفاضة المشتعلة في مدينة القدس منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ورغم الاعتقالات والتهديد والوعيد إلا أن الوضع الميداني يتجه بشكل هادئ وثابت نحو مزيد من التصعيد، والاحتلال يبحث عن من يفك أزمته ولا يوجد مثل السلطة لتقدم له هذه المساعدة.

أسبقيات لا بد من الإشارة إليها:

وحتى نفهم الطريقة التي قد تسير بها الأمور سأورد الأسبقيات الآتية لمواقف قدمت بها السلطة مساعدة مجانية للاحتلال:


الأول: قبل أربع سنوات تقريبًا في المسجد الأقصى، حيث اعتاد الفتيان رشق الصهاينة عند حائط البراق أسفل الأقصى بالحجارة بعد أغلب صلوات الجمعة، سمح الاحتلال لأجهزة أمن السلطة (الوقائي والمخابرات) بإرسال عناصر لهم إلى داخل الأقصى لمنع هذه الظاهرة.

والحجة كانت عدم إعطاء الاحتلال حجة لاقتحام الأقصى، والنتيجة كانت: توقف هذه الظاهرة وأداء الصهاينة الصلاة بأمان في حائط البراق، وازدياد اقتحامات المسجد الأقصى وصولًا إلى تقاسمه مع المسلمين، ومنع عناصر أمن السلطة من العودة إلى الأقصى أو القدس بعد أن أدوا مهمتهم بنجاح.

الثاني: قبر يوسف في نابلس، وهو مقام بني أواخر العهد العثماني لأحد الأولياء (الشيخ يوسف)، إلا أن الصهاينة زعموا أواخر السبعينات أنه يعود للنبي يوسف عليه السلام، وقاموا بالاستيلاء عليه وتحويله إلى كنيس.

المقام صغير المساحة ويقع عند نقطة التقاء مخيم بلاطة مع مدينة نابلس، وسط منطقة تجارية وسكنية فلسطينية مكتظة، لذا كان التواجد الصهيوني في القبر سببًا لمواجهات دائمة طوال الانتفاضة الأولى وفي انتفاضة النفق قتل ستة جنود صهاينة خلال المواجهات حوله.

وفي بداية انتفاضة الأقصى كان القبر بؤرة لاشتباكات ومواجهات عنيفة، إلى أن قتل جندي صهيوني متأثرًا برصاصة أصيب بها حيث استمر بالنزيف من الصبح حتى المساء، والجيش غير قادر على إخلائه من المكان لشدة المواجهات، وبعد ذلك الحادث قرروا الانسحاب من المقام نهائيًا.

بعد الانسحاب حاول بعض الشبان حرق وهدم المقام، إلا أن السلطة رفضت وأعادت ترميمه، وقال مسؤولو السلطة أنه مقام إسلامي وسنحافظ عليه، إلا أنه بعد انتهاء الانتفاضة وتأمين السلطة الوضع الأمني عاد الصهاينة ليترددوا على المقام لكن دون الإقامة بشكل دائم.

والتسوية بخصوص المقام التي توصلت إليها السلطة مع الاحتلال قامت على السماح للصهاينة بزيارته بشرط إخبار السلطة مسبقًا، وهذا ما يعطينا فكرة عن أي خطوة قد تقوم بها السلطة مستقبلًا بخصوص المسجد الأقصى.
وأكثر من ذلك صرح مسؤولون في السلطة بينهم عنان الأتيرة نائبة محافظ نابلس بحق اليهود في زيارة المقام.

الثالث: مقام النبي ذا الكفل عليه السلام في قرية كفل حارس بمحافظة سلفيت، والذي يزعم الصهاينة أنه قبر يوشع بن نون (خليفة موسى عليه السلام)، والذي يقوم الصهاينة باقتحامه وإقامة الصلوات فيه بالمناسبات الدينية.

الحل الذي تتسوله السلطة منذ سنوات دون أن يقبل الاحتلال، هو أن تتم زيارة المستوطنين للمقام بتنسيق مع السلطة، يعني دنسوه واستولوا عليه لكن ضعوا السلطة في دور تقوم به، ولو كان شكليًا.

ما العمل إذن؟

لا يهمني بهذا المقام فضح عباس أو سلطته، فكل الناس يدركون حقيقتهم، بقدر ما يهمني أن أحذر أنصار المقاومة (من حماس وغير حماس)، من أساليب السلطة لتمرير مخططات الاحتلال.

يجب في البداية فهم الدور الذي ستلعبه السلطة في القدس، والذي لن يكون على شكل بسط سيطرة مباشرة لأن الاحتلال يعتبر كل القدس عاصمته الأبدية والموحدة، وإنما سيكون على شكل خدمات محددة ومشاركة في الحرب النفسية.

ستحاول السلطة تسويق تفاهمات واتفاقيات تشرعن تقاسم الأقصى مع الاحتلال، وتفرضها على المرابطين والمقدسيين، وتخوِّن من يرفضها بحجة أن رفضها سيعطي الاحتلال الحجة للاستيلاء الكامل على الأقصى، وتذكروا أن هذا الكلام قيل من قبل عندما منعوا رشق الحجارة على حائط البراق فكانت النتيجة العكس تمامًا.

وستعمل السلطة وماكنتها الإعلامية على تخذيل وتثبيط أهل القدس، وأنهم ملوا من المواجهات اليومية والتي تؤدي إلى أضرار اقتصادية، وقد ترسل عناصر أمنية (بطلب من الاحتلال) لملاحقة راشقي الحجارة وغير ذلك.

الخطوات المطلوبة:

أولًا: رفض أي تدخل للسلطة (أو الحكومة الأردنية توأمها الشرير) في شؤون المسجد الأقصى، أو أي اتفاق يتوصلون إليه يتضمن منع مقاومة الاحتلال أو رشق الحجارة، مهما زينوه بالكلام المنمق.

وهنا أنبه إلى الخطأ الذي ارتكبته حماس عام 1994م عندما قبلت بدخول السلطة وفرض أوسلو، وعندما قال الشيخ أحمد ياسين "نحن لا ننازع السلطة الحكم"، وكانت النتيجة الثمن الباهظ الذي يدفعه أبناء الضفة اليوم وقتل المقاومة فيها وحصارها، ودفعته وتتدفعه غزة: دماء سالت من أجل التخلص من الأجهزة الأمنية تلاها حصار مفروض على القطاع حتى يومنا هذا.

ثانيًا: رفض تمرير أي مخططات لتدخل السلطة أمنيًا أو سياسيًا في شؤون المقدسيين، حتى لو كان تحت شعار تنظيفها من المخدرات أو العصابات، لأن القضية الفلسطينية أعلى وأسمى من أي اعتبار كان، وتدخل السلطة يعني ضرب الانتفاضة والمقاومة الشعبية في القدس.

وأشير إلى أن المطلوب سيكون ضرب الحاضنة الشعبية والاجتماعية للمقاومة، وهذا ما يفسر الحملات ضد المخيمات في الضفة والتي هي قاطرة المقاومة خلال الأعوام الأخيرة بالضفة، وصحيح أن هنالك ظواهر سلبية سواء في المخيمات أو في مدينة القدس او ضواحي القدس، مثل المخدرات وعصابات السرقة وتجار السلاح وغير ذلك.

لكنها كلمة حق يراد بها باطل، ويجب أن نتحمل هذه السلبيات حتى لا تكون مدخلًا لتدمير القضية الفلسطينية وترسيخ وجود الاحتلال في فلسطين.

ثالثًا: المطلوب من حركات المقاومة وعلى رأسها حركة حماس التصعيد المستمر نصرة للمسجد الأقصى وعدم السماح لأي تسويات أو مساومات، ومن يخرج للتكلم عن تسويات يجب أن تقف بوجهه وتقول له أنت غير مخول للكلام بذلك.

رابعًا: وأخيرًا رسالتي إلى كل من يطلق صرخات التساؤل عن دور عباس والأردن في حماية الأقصى وطلب التدخل منهم، أرجوكم لا تطلبوا منهم شيء، فأحسن شيء يقدمه عباس والنظام الأردني للأقصى أن يصمتوا، لأنهم لو تكلموا فسينطقون كفرًا وسيتدخلون نصرة للمحتل لا للأقصى.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

خطير جدا ما أوردته وكارثي ، والحل يأتي من القمة وليس من القاعدة ، بمعنى انزع عنه الغطاء ، لا مصالحة ولا ما يحزنون ، اصدر فتاوى تبرز ما يقوم به من جرم تجاه الاقصى ، كيف للقاعدة الشعبية أن تهتز وأنت تغني لمصالحة عرجاء ، وليس لها واقع ملموس

عباس يزيد من الاستهانة بها ، ويبتز الشعب من وراءها ، افضح مسارة العبثي ، ليميز الله الخبيث من الطيب ، فإن كانت قاعدة فتح تفكر بالعقل ، حتما ستناهضه وإن كانت متخندقة تخندق أعمى ، ستصطف لصفه ، وبهذا تنكشف الحقائق للمواطن العادي ،حماس لا تريد مصادمة مع السلطة ، والمصادمة قادمة ، والوقائع هي من تحكي ، في عز الحكي عن المصالحة السلطة تنكل بحماس في الضفة ، عباس يعمل على تجريد حماس من السلاح ، وإلا اللعب على وتر المصالحة ولا مصالحة على الارض ، حتى ييأس الناس

ومادامت الدنيا مصالح لا غير ، ممكن يقول قائل احكي مع عباس بلغة المصالح ، فالسلطة أيضا في مأزق ، وهنا قد تخسر حماس الكثير ، الحل مناهضة السلطة فهي سبب ما بلغته القضية من تفريط ، وهي من تقيد العمل المقاوم، مادامت حماس لا تريد أن تنزع عنه الغطاء ، فالاوضاع ستزيد بؤسا ، فلا اعمار ولا مصالحة جادة ولا حكومة جادة ولا أي شيئ ، حتى يحكم عباس قضته على القطاع !!

فقط أريد أن أفهم شيئ ، لماذا حماس تهرول للمصالحة ، بينما عباس يظهر كأنه لا تعنيه ، لماذا؟!!!!!! هل حتى تعمر غزة وهي مقبولة لدى الغرب ؟! وها هي تملص الحكومة من مهامها ، لا وقت للمجاملات ، اليوم كشفت السلطة عن وجهها المقيت ومن لا يقرأ ما بين السطور ، سيكرر نفس سينريوهات القديمة ، لكن لن يتعاطف معه أحد ، لأن الاجواء تغيرت والمحيط لا يخدمك