الأحد، 9 نوفمبر 2014

حول قرار عدم تأمين احتفال ذكرى وفاة عرفات في غزة




قرار عدم تأمين داخلية غزة (داخلية حماس) لاحتفال عرفات كارثي بكل معنى الكلمة، وخصوصًا إن كان يعني منع عقده وليس مجرد عدم وجود عناصر من الداخلية في المكان.

وذلك للأسباب التالية:

الأول: ما الذي تغير خلال الأيام القليلة الماضية حتى تغير الداخلية رأيها؟ لماذا الموافقة منذ البداية؟ هذا يمس مرة أخرى بمصداقية حماس.

الثاني: يثبت التهمة بأن حماس وراء التفجيرات التي حصلت، شئنا أم أبينا فهكذا سيفهم عامة الناس والإعلام الموضوع.

الثالث: قرار رواتب موظفي الداخلية ليس عند فتح ولا عند عباس، فهم مجرد عبيد عند الاحتلال، ولا توجد هدية تقدم للاحتلال أكبر من جر غزة إلى فوضى والإلقاء بالساحة الفلسطينية إلى صراع يلهي الناس عن قضية الأقصى.
 
الرابع: القرار سيعقد قضية رواتب موظفي الداخلية ولن يحلها، لأنه يثبت ما تزعمه حركة فتح بأن حماس لم تسلم السلطة لها فعليًا في غزة.

الخامس: حركة حماس وافقت على ترتيبات بالنسبة لموظفي غزة؛ المدنيون يدفع لهم عن طريق الآلية الدولية، وحماس تدفع من ميزانيتها الخاصة للموظفين العسكريين.
فإن كانت قيادة الحركة وافقت على هذا الترتيب فالاحتجاج يجب أن يوجه لهذه القيادة (إن لم يعجب الأمر موظفي الداخلية) وليس إلى حركة فتح.

السادس: فتح تريد أي مشكلة تنفس الغضب الشعبي في القدس والضفة وفلسطين المحتلة عام 1948 ضد الاحتلال الصهيوني وبوادر الانتفاضة القادمة، وهذا القرار ومن قبله حملة لن يحتفلوا، يصب في ما تريده حركة فتح بالضبط، ولا يحسبن أحد أن فتح غاضبة من القرار بل على العكس تمامًا هذا ما تريده بالضبط لا أكثر ولا أقل.

السابع: القرآن نهانا عن سب الآلهة التي يعبدها المشركون، حتى لا يسبوا الله، وشباب حماس جعلوا من الاحتفال (الصنم) قصة وحدوتة وقضية ومبدأ، يا أخي التهي بقضية الأقصى!!
أترك فتح تهز وترقص لتهلك وحدها، مالنا ومالهم، هذا أقل سوءً من أن يتآمروا على القضية الفلسطينية وأفضل من أن يعملوا بالتنسيق الأمني.

مشكلتنا عندما تتحكم العواطف في القرارات السياسية، وهذه أكبر الكوارث، وبدلًا من حل المشاكل نزيدها تعقيدًا!!

أتأمل من قيادة الحركة في غزة أن تتدارك الخطر وأن تسمح بعقد المهرجان ليس حبًا بمهرجي فتح بل حتى نفشل كل ما ذكرت أعلاه، وإلا فإن أكبر مصيبة أن لا ندرك خطورة ما حصل على مشروع المقاومة!

ليست هناك تعليقات: