الجمعة، 23 يناير 2015

أين أخطأ الطفل محمد معتوق؟




الطفل محمد هاني معتوق (15 عام) من بيت حنينا شمال القدس، وهو طالب ثانوية عامة وحافظ للقرآن الكريم، وقام بتنفيذ عمليتي طعن باستخدام المفك في البلدة القديمة بالقدس، الأولى قبل شهرين والثانية قبل حوالي أسبوعين.

اعتقله الاحتلال في اليوم التالي لتنفيذ عمليته الثاني عندما اختطفته قوة خاصة أثناء توجهه إلى الصلاة في المسجد الأقصى.

أين الخطأ الذي أدى لاعتقاله؟

في رأيي أن الطفل كان موفقًا في تكتيكه وهجماته، فهو طالب مدرسة ومن منطقة بعيدة نسبيًا عن البلدة القديمة، وبالتالي خارج "الشبهات الأمنية"، كان يطعن ويذهب بعدها إلى منزله وكأن شيئًا لم يكن.

الخطأ كان في توجهه إلى صلاة الجمعة بالأقصى وحسب ما أرجح أن هذا الخطأ هو الذي كشفه، لماذا؟

لأن بالبلدة القديمة كاميرات مراقبة تصور كل شيء، ولا بد أنها صورته أثناء العمليتين أو خلال مروره متوجهًا لتنفيذهما، ومشكلة الاحتلال أنه لم يكن شخصًا معروفًا لكن أوصافه عرفت.

ربما عرفوا شكل الوجه، أو على الأقل عرفوا طوله وشكل جسمه الخارجي، وذهابه إلى الأقصى في اليوم التالي جعل من الممكن تحديده، حيث توجد برامج حاسوب تقول لهم هذا الشخص بالمواصفات التي تبحثون عنه، وباستخدام الكاميرات تمكنوا من تتبع مسيره وكمنوا له وأمسكوه.

لماذا أنا متأكد أنا كاميرات المراقبة هي التي كشفته؟ لأن الاحتلال لا يتركون شخص متهم بتنفيذ عمليات طعن دون أن يعتقلوه فور التعرف عليه، ولو عرفوه قبل توجهه إلى الأقصى لاعتقلوه من بيته ليلًا ولم ينتظروا إلى اليوم التالي.

هذه من الأخطاء التي يقع بها منفذو العمليات، وهي التردد على مكان تنفيذ العملية في زمن قصير بعد تنفيذها، وليكن معلومًا أن أغلب الأهداف الصهيونية في الضفة والقدس بما فيه الشوارع الالتفافية مرصودة بكاميرات مراقبة وأجهزة رصد مختلفة.

ليست هناك تعليقات: