الأحد، 1 فبراير 2015

أمتنا بين خياري تقديس القوة والانبهار بالغرب




تعاني أمتنا من مشكلة حصر الكثيرين لخياراتها بين اثنين:

تقديس القوة وأنه لا خيار لمواجهة الغرب سوى القوة المحضة (بالتحديد القوة العنيفة) ومعاداته على كافة الصعد والمستويات.

الانبهار بالغرب والسعي لاسترضائه لأنه بوابة الرقي والتقدم، ولا فلاح لنا إن لم نسر على الطريق التي رسمها الغرب لنا.

وكلا الخيارين ينبعان من نفس المنطلق وهو الشعور بالدونية.

فإما أن نزعج هذا الغرب الذي تسبب لنا بكل الآلام والمشاكل، ويكفي إزعاجه لأننا لا نستطيع هزيمته أو التعامل معه بندية، ودون الالتفات إلى الأسباب الذاتية لدينا التي انتجت تخلفنا.

وإما أن نطلب رضاه عسى أن يشملنا بعطفه ورعايته ويمن علينا بفتات ما لديه.

الحل يبدأ من ثلاثة خطوات تأسيسية:

الأولى: أن نثق بذواتنا وقدراتنا، فنحن قادرين على أن نكون كما نريد اعتمادًا على أنفسنا.
فالغرب ليس قدرنا لا من ناحية أنه دائم الحرب ضدنا ولا من ناحية أن لا تقدم إلا برضاه.

الثانية: أن نتحرر من صنمية الوسيلة؛ أي تقديس كل جماعة من الناس للوسيلة التي يستخدموها، فمن يقدس القوة لا يرى بديلًا عنها في كل المواقف، ومن يقدس السلمية لا يرى بديلًا عنها في كل المواقف.
لكل مقام مقال ويجب أن ندرك متى نحارب ومتى نهادن، ومتى نصالح ومتى نعادي، ومتى نتوجس ومتى نثق، الوسيلة ليست مقدسة.

الثالثة: أن نحدد أولوياتنا وأهدافنا بناء على ما نحتاجه، لا بناء على رؤية الغرب، ففريق يريد معارضة الغرب بكل شيء، وفريق يريد موافقته في كل شيء.
 
رؤية الغرب لا تعنينا بقدر ما تعنينا احتياجاتنا نحن: السياسية والثقافية والاقتصادية، نحدد ما نريد ثم ننطلق نحوه.

ليست هناك تعليقات: