الخميس، 19 مارس 2015

حقيقة الديموقراطية الصهيونية




يتداول الكثير كلامًا يدل على انبهارهم بالتداول السلمي والحضاري للسلطة في الكيان الصهيوني، و"الديموقراطية الصهيونية"، بل ويذهب البعض إلى أن هذا سبب انتصارهم علينا.

يجب بداية الإشارة إلى أن الكيان الصهيوني هو صناعة الغرب الذي أمده بالمال والسلاح منذ احتلال فلسطين عام 1917م، ويكفي أنه كان في الجيش البريطاني الفيلق اليهودي، بالإضافة لحرس المستوطنات الذي أنشأه الصهاينة بالتعاون مع الاحتلال البريطاني.

ومما نقله الغرب إلى الحركة الصهيوني: دولة المؤسسات والانتخابات، فهذه مفاهيم ليست من بنات أفكار الصهيونية بل على العكس الفكر الصهيوني ينتمي للعائلة الفاشية التي لا تؤمن بالانتخابات لكن تأثير الليبرالية البريطانية والأمريكية هو الذي نقل الانتخابات إلى الصهاينة.

بعيدًا عن حقيقة أن الكيان قام على أشلاء شعب بأكمله، وكل ما في الكيان مبرمج لمحاربة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، وبعيدًا عن حقيقة وجود الكثير من العرب مصابين بوسواس قهري يخيفهم من الديموقراطية وكأنها إبليس رجيم، أريد أن أكشف الوجه الآخر للكيان الصهيوني.

أولًا: نتنياهو لديه ملفات فساد طويلة، ابتداء من فضيحة خيانته الزوجية واعترافه بذلك علنًا قبل 15 عام، ومرورًا بعشرات الفضائح المالية والرشاوى، وليس انتهاءً بفضيحة بيع زوجته للزجاج الفارغ الذي يفترض أنه ملك "الدولة"، مع ذلك انتخبوه!
 
ثانيًا: الحاخام أريه درعي سجن بعد إدانته بالاختلاس حيث حكم عليه بالسجن 3 سنوات، ثم تخفيفها إلى النصف بقانون تم سنه خصيصًا من أجله وسمي بقانون درعي.
 
عاد بعد كل ذلك ليقود حزبه (شاس) من جديد وانتخبه الناس بدون أدنى حرج.


ثالثًا: حزب شاس كان يوزع على الناخبين مفاتيح جنة عدن، هكذا بكل وضوح وجرأة كانوا يقولون للناس من ينتخبنا سيدخل الجنة.

رابعًا: يقولون أن الكيان يحاسب قادته الفاسدون، توجد تحقيقات كثيرة تفتح لكن التهم نادرًا ما توجه، وتقريبًا جميع كبار الساسة الذين تم تقديمهم إلى المحاكم وسجنهم هم من الأصول الشرقية باستثناء عومري شارون، والذي جاء حكمه مخففًا (9 شهور بتهمة تلقي رشاوى).

خامسًا: جرائم اغتصاب النساء العاملات في مؤسسات الدولة من قبل كبار المسؤولين، لا يمكن التغاضي عنها أو التغني بأنه يتم محاسبة المسؤولين، فمن تتم محاسبتهم هم الذين تقدم بحقهم شكاوى (وهم نسبة ضئيلة فقط).
 
وحجم الذين حوكموا وحوسبوا يقول لنا أن هنالك ظاهرة وثقافة تبيح ذلك، وليس مجرد أفعال فردية؛ ابتداء من وزير الدفاع اسحق مردخاي الذي اغتصب أحد العاملات في مكتبه، ومرورًا برئيس الدولة موشيه قصاب الذي اغتصب عدة عاملات لديه في المكتب، وليس انتهاء بأكثر من 5 أو 6 قادة بجهاز الشرطة قاموا باغتصاب شرطيات يعملن لديهم.
 
لا يمكن التغني بذلك وأنها شفافية بل هنالك وباء مستشري بحيث لا يمكن الطبطبة عليه.

مظاهرة لليمين تحمل صورة لرابين مع كوفية فلسطينية
أدى هذا النوع من "الشيطنة" إلى اغتيال رابين
سادسًا: الأمور مرت بسلاسة نسبية لأن الذي فاز هو اليمين الصهيوني، لكن لو اليسار فاز لرأينا العجاب، وذلك لأن اليمين يشن حملة تخوين شرسة على اليسار ويتهمه بالولاء للفلسطينيين.
 
وقد سبق أن قتلوا اسحق رابين قبل عشرين عامًا على خلفية حملات التخوين، وازداد اليمين الصهيوني فاشية منذ ذلك الوقت، والفاشيون لا يستطيعون التعايش مع أبناء جلدتهم المخالفين.
 
بل رأينا قفزة في لهجة التخوين والتشكيك بهذه الانتخابات، مثل الشاب الذي قال أنه سيكون يغال عمير الثاني (قاتل رابين) في حال فاز اليسار، أو وصف اليسار بأنهم عملاء لحماس (قديمًا كانوا عملاء للسلطة لكن من أجل المزيد من "الشيطنة" يتم إلصاقهم بحماس).
 
موقع0404 نشر خبر في اليوم التالي للانتخابات أن "نتنياهو فاز رغم أن حماس أعطت التعليمات للفلسطينيين في الداخل المحتل أن يصوتوا بكثافة من أجل إسقاط نتنياهو".
 
من التعليقات التي قرأتها على موقع يديعوت أحرنوت احتفالًا بفوز نتنياهو "تبارك اسمه (الله) لقد انتصرت إسرائيل على أعدائها.
 
باختصار اليمين الصهيوني يهدر دم اليسار بطريقة غير مباشرة، وهو يتقبل اليسار كديكور في الساحة السياسية (مثل النواب العرب) لكن لن يقبل بوصولهم للحكم بدون منغصات، وربما في المستقبل سيمنع ذلك بالقوة.

كان من الضروري توضيح هذه النقاط حتى لا يواصل البعض إبهارنا بتجربة "ديموقراطية مزعومة."

ليست هناك تعليقات: