الاثنين، 16 مارس 2015

من هو العلماني في عالمنا العربي؟




من أكبر الأخطاء التي ترتكب اليوم هو إطلاق وصف علماني على كل من لا ينتمي للتيار الإسلامي.

العلمانية أنواع تبدأ من فصل الدين عن الدولة وتنتهي عند الإلحاد، وهي بكل أشكالها كفر لا يجوز اتباعه، واتهام الآخرين بالعلمانية يتضمن تكفيرًا لهم حتى لو لم نقصد ذلك.

والطامة الأكبر عندما نتهم شخص بأنه علماني وهو ليس كذلك، وكأننا حصرنا الدين بالإخوان أو التيار السلفي وغيرها من التيارات الإسلامية.

الكثير ممن يتهمون بالعلمنة أفرادًا وجماعات ليسوا كذلك، وجريمتهم أنه لا يوجد لديهم إطار فكري أيديولوجي يتبنونه، وحتى في بعض الحالات يصفون أنفسهم بالإسلاميين المعتدلين، وبغض النظر عن قصدهم بالمعتدلين، فهذه وحدها تكفي لنفي تهمة العلمنة عنهم.

إذا أردنا أن نطلق العلمانية على كل من لا ينتمي للتيار الإسلامي فوقتها يجب أن لا نصف العلمانية بالكفر، وإذا أردنا التعريف الدقيق للعلمانية وهي فصل الدين عن السياسة فوقتها يجب أن نحذر ونحن نصنف الناس حتى لا نخرجهم عن الملة زورًا وبهتانًا.

ومن المضحكات المبكيات أن الكثير من الإسلاميين (وبالأخص السلفيين بتنويعاتهم) يمارسون العلمانية من حيث لا يدرون، عندما يفصلون السياسة عن الشريعة، وعندما يقولون لا نريد السياسة نريد فقط الشرع.

ومن المضحكات أيضًا أن علمانيًا واضحًا صريحًا، مثل البعثي صدام حسين، يوصف بالشهيد ويرفع إلى مرتبة القديسين، رغم عدائه للدين والتدين ورغم ما أجرم بحق الشعب العراقي (السنة العرب قبل الشيعة والأكراد)، بينما نستكثر وصف المسلم على شخص مسكين لا يرفع لافتة أيديولوجية.

ليست هناك تعليقات: