الأحد، 5 أبريل 2015

ظاهرة داعش ومهاجمة تاريخنا الإسلامي




البعض يستغل بروز تنظيم داعش ليهاجم تاريخنا الإسلامي ويصفه بالهمجي والإجرامي، ويقوم بانتقاء بعض الحوادث ويقول "تفضل داعش كانت موجودة من تلك الأيام".

وهذا منهج ينقصه العلمية بشكل تام، فأن تأت بلقطة وتقول هذه هي تاريخ أمتنا الإسلامية أو أنها تعبر عنها فهذا اجتزاء سطحي وتعسف لا يقل هشاشة عن الذين يجتزأون المشاهد الجميلة ليقولوا أن هذا هو تاريخنا.

وأتساءل لماذا فقط داعش ظهرت بهذه الهمجية؟ وماذا عن باقي الجماعات الإسلامية والدينية لماذا لم تنحدر إلى هذا المستوى؟

هل كنتم تظنون أن المسلمين الأوائل ستدوم لهم دولة لو كانوا بمثل هذه الوحشية والهمجية؟

وأتساءل أيضًا أيعقل أن عناصر وقادة داعش تأثروا بالتاريخ القديم قبل مئات السنين ولم يتأثروا بتاريخنا المعاصر الدموي، والذي سطرته أنظمة شمولية يسارية وقومجية وليبرالية وكلها معادية للدين؟

هل قرأت إدارة التوحش وهو الكتاب الذي يبني تنظيم داعش عليه إجرامه؟ ألم تلحظ تأثره بالمدارس الثورية الأوروبية والصينية (الماركسية اللينية والماوية والأناركية الفوضوية)؟

أن العنف يميز التراث الإنساني قاطبة، ولا يوجد حضارة لا تخلو من العنف، لذا فالبحث الانتقائي عن أدلة تثبت وجهة نظري سيوصلني إلى أي مكان.

بإمكاني أن أقول أن جذور داعش تعود لحضارة المايا التي كانت تقدم أضاحي بشرية لآلهتها وتقوم بتقطيع جثث الضحايا بنفس الطريقة الاحتفالية القذرة التي تقوم بها داعش، فهل داعش عادت إلى حضارة المايا أم أنه مجرد تصادف تمليه الطبيعة الإنسانية؟

البحث عن عيوب تاريخنا الإسلامي يجب أن يكون بطريقة علمية بعيدًا عن التحيز والانتقاء والأحكام المسبقة، ومجرد زعم داعش أنها تقتدي بفلان أو علان لا يكفي، فالكثيرون يقتدون بابن تيمية (مثلًا) ولم يصلوا إلى ما وصلت إليه داعش ولا قريب ذلك.

ليست هناك تعليقات: