الأربعاء، 8 أبريل 2015

حول الاعتقالات في صفوف داعش في غزة



بغض النظر عن حجم الاعتقالات التي شنتها حماس في صفوف الدواعش بغزة، ومدى المبالغة الإعلامية فيها، إلا أنه يجب التأكيد على الآتي:

1) لا مجال للحوار مع من جاء يقتلك، وكل من يقول "الحل ليس أمنيًا بل من خلال الحوار" إنما هو يبرر لهم جرائمهم، فهل تتحاور مع السارق؟ أم تتحاور مع القاتل؟ أم مع تاجر المخدرات؟
ممكن أن تحاوره وتصلحه وهو في السجن لكن فكرة أن تعطيه أفضلية وتقول لنحاوره أولًا فهذا يمده في غيه ويشرعن الجريمة.

2) لا استبعد أن داعش تخطط لعمل صادم في غزة واغتيالات في صفوف حماس، فهي تحاول اختراق التنظيمات الفلسطينية، وهنالك الكثير ممن فتنوا بهذه الأفكار المجنونة، وقد تستطيع تجنيد من يقوم بذلك.

3) الأهم من المحاربة الأمنية ومناقشة (حوار) الدواعش، هي المفاصلة الفكرية ولحد اللحظة حماس (والإخوان عمومًا) مقصرة في المفاصلة الفكرية مع داعش والقاعدة، وهذا أتاح للتنظيم اختراق صفوف حماس وتجنيد الاتباع من بين صفوف الحركة.

كلام مثل "إخواننا وقد بغوا علينا" أو رد خالد مشعل على تهجمات الظواهري ذات مرة بالقول "ليس من المروؤة أن أتكلم على رجل تطارده أمريكا"، له مفعوله العسكي والقوم لا يفهمون شيء اسمه حسن الخلق، بل على العكس يستدلون بهذا الكلام ليخترقوا صفوف الحركة.

يجب الخروج من كذبة أن الخلاف بين حماس والإخوان وبين القاعدة وداعش هو اختلاف بالاجتهادات، فهؤلاء هم فكر ضال مضل لا يقل سوءًا ولا خطرًا عن فكر حزب البعث العلماني الاشتراكي أو الفكر الصهيوني، وما لم تقلها حماس والإخوان بصراحة ووضوح لاتباعهم فستبقى عرضة للاختراق وستبقى الفقاعات الداعشية تفعل مفعولها.

والساكت عن الحق شيطان أخرس.

ليست هناك تعليقات: