الخميس، 16 يوليو 2015

حول زيارة خالد مشعل إلى السعودية

وفد حماس: خالد مشعل وصالح العاروري
بالإضافة لموسى أبو مرزوق



أولًا: تأتي الزيارة بعد مقاطعة وحصار عربي مفروض على الحركة.

ثانيًا: الزيارة رسميًا لأداء العمرة، ولا يوجد استقبال رسمي، وهذا يدل على أن هنالك حواجز ما زالت موجودة، وأن هنالك سقف لا تستطيع السعودية تجاوزه.

ثالثًا: حماس حرصت على علاقة جيدة مع جميع الأنظمة العربية بما فيه السعودية، وقد أتاح لها ذلك في السابق (على سبيل المثال) أن تجمع التبرعات من جهات شعبية وأخرى شبه رسمية؛ ومن ذلك على سبيل المثال منحة قدمها الملك عبد الله (عندما كان وليًا للعهد) عام 2000م إلى الأسرى في سجون الاحتلال، فقد تم تقديمها من خلال حركة حماس، ووقتها جن جنون السلطة وسعت لدى السلطات السعودية لعدم تكرار الأمر.




رابعًا: أول التضييق على حماس كان بعد عمليات 11/9/2001م، عندما قامت السلطات السعودية بفرض رقابة صارمة وتضييق على جمع التبرعات لكافة الجمعيات الإسلامية، وذلك بضغط أمريكا، وكانت المؤسسات والأفراد المقربين من حماس أحد الضحايا التي أدرجها الأمريكان على اللوائح.

خامسًا: بعد الانقسام عام 2007م تضامن النظام العربي الرسمي (بتشجيع أمريكي) مع السلطة ضد حركة حماس، وقد انعكس ذلك سلبًا في حروب غزة الثلاثة لاحقًا.

سادسًا: الدعم الإيراني لحكومة غزة جاء بعد تلك القطيعة وأنقطع مع الثورة السورية وموقف حماس.
 
سابعًا: اشتدت الهجمة السعودية ضد حركة حماس مع الحملة ضد مرسي وضد الإخوان المسلمين، وبالأخص عامي 2013م و2014م، حيث بدا لأنظمة الثورة المضادة أن الوقت قد حان للقضاء على التيار الإسلامي كله.

ثامنًا: بعد قدوم الملك سلمان للحكم يدور حديث كثير عن تغير في سياسة النظام السعودي، وقد بالغ الكثيرون بوصف هذا التغير على أنه سيكون ثورة في العالم العربي تستعيد أمجاده.
 
هو تغيير ضمن الهامش المسموح به للنظام السعودي في السياسة الخارجية؛ أي أنه يوجد خطوط حمراء أمريكية لن تستطيع السعودية تجاوزها حتى لو أرادت.
 
أما على الصعيد الداخلي فلا توجد مؤشرات على تغيرات نحو الأفضل، ومن يروج للملك سلمان أغلبهم يزعمون أن الصعيد الداخلي السعودي "زي الفل والعسل" ولا داعي لتغييره.

تاسعًا: حماس تسعى لتحسين العلاقات مع كافة الأنظمة العربية التي حاربتها، وحاولت بعد حرب غزة الأولى التصالح مع النظام الأردني، من خلال رئيس الوزراء الأردني وقتها ومدير المخابرات العامة نادر ومحمد الذهبي، وتم عقد جلسات لكن الملك قطع تلك الجهود بطرد رئيس الوزراء ومدير المخابرات.
 
الوضع في السعودية مختلف لأن رأس النظام هو الذي أعطى الموافقة بالتقارب لكنه لن يستطيع قطع الخطوط الحمراء.

عاشرًا: في أحسن الأحوال ستعود العلاقات بين حماس والسعودية إلى ما قبل انتخابات عام 2006م، أما قضية التبرعات والدعم المالي فهذه قرارها النهائي بيد أمريكا (في أغلب دول العالم وليس فقط في السعودية).

حادي عشر: هذا التقارب لن يكون على حساب علاقة السعودية مع السلطة، ولن نشهد تغيرات ثورية مثل رفض مسار التسوية، وإنما ستطرح نفسها السعودية كوسيط سواء بين السلطة وحماس أو بين حماس والغرب.

ثاني عشر: هنالك دوائر في الغرب تدعم التقارب السعودي مع حماس، أملًا في تدجين الحركة وإدخالها بيت الطاعة، لذا لا بد من الحذر في طبيعة التنازلات التي يتم طلبها من الحركة.

ثالث عشر: في مقابل ذلك هنالك جهود سعودية حالية لإعادة المفاوضات بين السلطة والاحتلال الصهيوني، والمعلن منها هو اجتماع أنور عشقي مع دوري جولد، وهذه وحدها تعلمنا بحدود التغيرات التي ممكن أن تطرأ على السياسة الخارجية السعودية.

ليست هناك تعليقات: