الأربعاء، 22 يوليو 2015

حول غزوة شاطئ تل أبيب





يروى أن لصًا سرق بقرة من فلاح مسكين، حاول الفلاح استرجاع البقرة بكافة الطرق لكن فشل، ثم قال للص اعطني من حليبها وسأسامحك بها.

فقال اللص لن أعطيك شيئًا، وبعد طول نقاش وأخذ ورد، سمح اللص لصاحب البقرة بأن يشتري من حليبها، فصاح الفلاح "الآن انتصرت وبدأت مسيرة استرداد البقرة."

هذا حالنا مع الآلاف الذين غزو شواطئ يافا والزفة الإعلامية التي تصف ذلك بأنه انتصار وفتح مبين، كيف انتصار وأنت دخلت بإذن الصهاينة وضمن شروطهم؟ كيف انتصار وثمن ذلك محاربة المقاومة في الضفة؟

لا أريد أن أتكلم عن الساقطين أخلاقيًا ووطنيًا ودينيًا ممن شكروا نتنياهو أو لاحقوا العاهرات أو شربوا الخمور، بل أتكلم عن مجرد الزيارة في ظل الاحتلال، والكل يبحث عن مبرر "وطني".

تريدون وصف الزيارة بتغيير الجو أو أن الناس تعيش في كبت أو ... ما شئتم لكن لا تزعموا الوطنية، فما دمنا نلعب تحت سقف الاحتلال فلا شيء وطني، وما دام هنالك من انتقد عمليات المقاومة الأخيرة بحجة أنها تمنع التصاريح فلا شيء مبشر.

يجب على نخبنا السياسية والإعلامية والفكرية أن ترتقي لمستوى القضية الفلسطينية، فلا يعقل أن يقتصر النقاش على مقارنة الأسعار أو الدجاجة أم 9 شيكل عند رامي ليفي، أو عن نظافة ونظام الزوار، أو حتى عن الآثار الاقتصادية لهذه الزيارات.

الاحتلال سمح للزيارات وعنده هدف أعلى من الهدف الاقتصادي، وللعلم 300 ألف زائر فلسطيني من الضفة قوتهم الشرائية لا تتجاوز 30 ألف سائح أوروبي والذين يشكلون أقل من 1% من السياح القادمين إلى الكيان.

حكومة الاحتلال خطتها تقوم على منح "تسهيلات" اقتصادية محدودة للفلسطينيين، مقابل استمرار برنامجها الاستيطاني الذي يهدف مرحليًا إلى ضم ثلثي مساحة الضفة إلى الكيان الصهيوني بشكل تام.

والثلث الذي سيبقى للفلسطينيين ليس قطعة واحدة بل جزر متناثرة هنا وهناك، وهذا يعني أن هنالك مخططًا بعيد المدى لبلعها وضمها للكيان (ولمرضى النفوس أقول لهم لن تحصلوا على الهوية الزرقاء فالاحتلال يريد ضم الأردن وإلقاء السكان في القمامة).

بكلام آخر: "استجموا اليوم في يافا لأن غدًا سنطردكم من بيوتكم"، هذه مخططات الاحتلال، بينما نحن نلوك الحديث بأمور ثانوية ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية، ويتآمر بعضنا على المقاومة التي وحدها تفهم المعادلة الصحيحة.

ليست هناك تعليقات: