الاثنين، 6 يوليو 2015

دعوة لمراجعة فكرة الإفطارات الجماعية


فوضى في إفطار الإسكندارية بمصر

الهدف من الإفطارات الجماعية كان ينحصر بأمرين: الوصول إلى الفقراء وتوفير الطعام الجيد لهم بكرامة، أو التآلف والتعارف بين مجموعات مختلفة من الناس (سواء زملاء عمل أو رواد مسجد الخ.)

من متابعتي لفضائح عدة إفطارات جماعية في أكثر من بلد، حيث التدافع الهمجي من أجل الحصول على الطعام، كأن المشاركين لم يروا طعامًا مطبوخًا منذ عقود، وما يلازم ذلك من تدافع وربما شتائم، أصبحت الإفطارات الجماعية بحاجة لمراجعة وإلغاء.

أغلب من يتدافعون ليسوا فقراء ولا محتاجين وإنما تحركهم غريزة "أبو بلاش كثر منه"، كأن الحصول على شيء مجاني هو غنيمة يباح سفك الكرامة من أجلها.

كما أن تحول رمضان عند أكثر الناس إلى شهر الطعام والوجبات الفاخرة، أدى لإيمان راسخ لدى أكثر الناس أن صيامهم لا يصح إلا بوجبة طعام دسمة وفي موعد الأذان دون تأخير ولو لخمس دقائق، وإلا فصيامه ناقص وعليه الإعادة.

وهذا يفسر الفجع الذي يصيب الناس وقت الإفطارات الجماعية وإهدار الكرامة الإنسانية لدى التدافع من أجل الحصول على لقمة هم ليسوا بأمس الحاجة إليها، بل تجد بعضهم "يسرق" أكثر من وجبة ليأخذها إلى البيت على اعتبار أنها غنيمة، وغالبًا ما ينتهي بها إلى سلة القمامة لأن أهل البيت يكونون قد أكلوا وشبعوا، بينما هو لن يستطيع تناول أكثر من وجبة.

نرى التكايا والجمعيات الخيرية توزع الطعام على الفقراء في رمضان وغير رمضان، بدون تدافع وبدون إهدار للكرامة الإنسانية، ونرى إفطارات جماعية تنظم لفئة محدودة من الناس (نفس المؤسسة أو من الأقارب وغير ذلك) وكله باحترام وأدب ومحبة وألفة.

أما الإفطارات الجماعية العامة فقد ثبت أنها تثير غرائز حيوانية لدى الكثير من الناس وضررها أكبر من نفعها (هذا إن كان لها نفع من الأصل)، ويجب أن تتوقف هذه العادة التي أريد لها أن تكون محضر خير فإذا هي تؤدي عكس الرسالة المطلوبة.

فوضى في إفطار جماعي بالمسجد الأقصى:

ليست هناك تعليقات: