الخميس، 9 يوليو 2015

أين تقف المقاومة في الذكرى الأولى لحرب العصف المأكول؟


صواريخ المقاومة أثناء انطلاقها


عندما انتهت حرب غزة الأولى (الفرقان) كان الإنجاز الأهم للمقاومة أنها صمدت ولم تسمح للاحتلال بالقضاء عليها، ويومها سخر الكثيرون من هذا الإنجاز وشبهوه بتبريرات الأنظمة العربية عام 1967م لهزيمتها.

إلا أن حربي غزة الثانية (حجارة السجيل) والثالثة (العصف المأكول) كانتا بمثابة الإثبات أن بقاء المقاومة وحفاظها على نفسها في الحرب الأولى كان له ما بعده، وكان مقدمة لانتصارات أخرى أكثر وضوحًا ورسوخًا على الأرض.

ولئن كانت إنجازات المقاومة في الحرب الثانية تتمحور حول التخفيف من الحصار وإعادة الاعتبار معنويًا لخيار المقاومة ليس فقط في غزة بل في الضفة أيضًا التي يمكن رصد البدايات الأولى لعودتها إلى المقاومة مع حرب غزة الثانية.

فإن إنجازات المقاومة في الحرب الثالثة أكثر وضوحًا بحيث أن العدو الذي طالما كابر وتبجح بالحربين الأولى والثانية أنه "اشترى هدوء" المستوطنات، وضرب حماس "ضربات قاصمة ستحتاج لسنوات كي تصحو منها"، لم يعد بإمكانه إنكار تفوق المقاومة هذه المرة.

فلم نجد بعد الحرب الأخيرة أي صهيوني يتكلم بجدية عن انتصار بل وجدناهم يتكلمون إما عن تعادل أو هزيمة، لكن في المقابل يتساءل الكثيرون ماذا حققنا (فلسطينيًا) من الحرب؟ أين هي إنجازات الحرب؟ وما الذي أنجزته المقاومة على مختلف الصعد وما هي نقاط الضعف التي يجب استدراكها؟ وهل التكلفة الباهظة التي دفعناها توازي الإنجازات التي تم تحقيقها؟

أولًا: حرب المعلومات والاستخبارات

يمكن القول أن ميدان الحرب المعلوماتية والاستخباراتية شهدت تقاربًا في مستوى الأداء بين المقاومة والاحتلال، بحيث أن الاحتلال فشل بمعرفة مخططات المقاومة وفشل بمعرفة أماكن تخزين السلاح أو قادة الحركة (باستثناء حادثة اغتيال العطار ورفاقه)، وفي المقابل تمكنت المقاومة من تحقيق اختراقات مخابراتية هامة.
 
الفشل الأكبر على المستويين الاستراتيجي والتكتيكي كان بالتعامل مع الأنفاق الهجومية للمقاومة، فرغم معرفة الاحتلال المسبقة بوجود هذه الأنفاق واكتشافهم بعضها قبيل الحرب، إلا أنهم لم يجهزوا أنفسهم للتعامل معها بشكل فعال.

كما شهدنا إخفاقات تكتيكية مثل تفجير موقع صوفا من خلال نفق في اليوم الأول للحرب، فقد كانوا يشكّون بوجوده مسبقًا وقصفوا في 7/7 الأنفاق عند منطقة مطار غزة القريبة من موقع صوفا واستشهد ستة من كتائب القسام في القصف، ورغم ذلك وبعد أقل من 36 ساعة تم تفجير الموقع العسكري.

وتمكن القسام من دخول مواقع عسكرية وتنفيذ عمليات، والانسحاب بدون خسائر في بعض تلك العمليات، وبعضها نجحت رغم وجود شكوك مسبقة لدى الاحتلال عن إمكانية حدوثها.

كما تمكن القسام من اختراق موجات الاتصالات لجيش الاحتلال، كما تمكن من اختراق بث الفضائيات الصهيونية وبث رسائل حرب نفسية إلى الصهاينة، واخترق شبكات الاتصالات الخليوية وكان يبث من خلالها رسائل sms، وهي وسائل حرب نفسية كان استخدامها في الحروب السابقة مقتصرًا على الصهاينة.

وربما من أوضح أوجه التفوق الاستخباراتي للقسام عندما أعلن نيته قصف تل أبيب في ساعة محددة، ورغم أن المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ محصورة وضيقة، ورغم غارات الاحتلال المكثفة قبل وأثناء الإطلاق وطائرات الاستطلاع، إلا أن الصواريخ انطلقت في موعدها ووصلت أهدافها، مما يضع علامة تساؤل كبيرة على قدرة وكفاءة أجهزة الرصد وجمع المعلومات الصهيونية.

ثانيًا: الحرب النفسية

لقد كان لطول الحرب وفشل الاحتلال بالدخول البري إلى قطاع غزة واستمرار سقوط الصواريخ، أثره البالغ على نفسية المجتمع الصهيوني، الذي يثق بقدرة جيشه على سحق أي قوة تحاربه، وبلغت ذروة الحرب النفسية في المرحلة الأخيرة من الحرب، بعد محاولة اغتيال محمد الضيف، عندما قررت كتائب القسام "تهجير" سكان مستوطنات الجنوب.

وقتها تم إنذارهم أنه سيتم قصفهم وبالفعل استجابوا للتهديد وخرجوا بشكل جماعي، وهذا له أثره النفسي البالغ على العقلية الصهيوني المتعجرفة الواثقة من نفسها، فقد بات "تنظيم إرهابي" قادرًا على التحكم بحياتهم والإملاء عليهم ما هو مسموح لهم وما هو غير مسموح.

ولعب أبو عبيدة الناطق باسم القسام دورًا محوريًا في الحرب النفسية، وخاصة بعد إعلانه عن أسر الجندي شاؤول أرون، وبالأخص من ناحية رفع معنويات أنصار المقاومة والشعب الفلسطيني بشكل عام.

وفي المقابل كان للقصف الصهيوني الواسع النطاق والعمل على تهجير أكثر من نصف مليون فلسطيني من المناطق الحدودية (بالأخص شمال القطاع وحي الشجاعية)، وتكدسهم في مراكز إيواء وفي الطرقات وعند أقاربهم، عاملًا ضاغطًا على المقاومة، وهذا كان أحد أهم أسباب قبول وقف إطلاق النار بدون تحقيق كافة مطالب المقاومة.

ثالثًا: المعارك الميدانية

تكشف لنا الأرقام وجود قفزة بأداء المقاومة عندما نقارنها بالحروب التي سبقت، وفي نفس الوقت ما زالت الفجوة هائلة بالمقارنة مع ما يمتلكه الاحتلال من إمكانيات وقدرات.

على صعيد صواريخ وقذائف المقاومة:

الحرب الأولى: 1500 صاروخ وقذيفة مدفعية
الحرب الثانية: 2300
الحرب الثالثة: 4600

على صعيد القتلى:

الحرب الأولى: 1440 شهيد، 15 صهيوني قتيل. بمعدل 96 شهيد مقابل كل قتيل صهيوني.
الحرب الثانية: 162 شهيد، 5 صهاينة قتلى. بمعدل 32 شهيد مقابل كل قتيل صهيوني.
الحرب الثالثة: 2147 شهيد، 74 صهيوني قتيل.  بمعدل 29 شهيد مقابل كل قتيل صهيوني.

هنالك حوالي 11 ألف مصاب فلسطيني مقابل أكثر من 1600 مصاب صهيوني (من بينهم 322 جندي أصيبوا بإعاقات)، ولأول مرة تتمكن المقاومة من أسر جنود صهاينة والتقديرات تتكلم عن ثلاثة إلى أربعة أسرى (اثنان منهم على الأقل أحياء)، وفي المقابل أخذ الاحتلال عشرات الأسرى من المدنيين أطلق سراح غالبيتهم بعد أيام من اعتقالهم.

من أهم الإنجازات الميدانية للمقاومة في الحرب الثالثة: وضع خطط دفاعية استطاعت إفشال الحرب البرية ووأدها في مهدها، وتجلى ذلك في معركة الشجاعية والتي هزمت بها قوات النخبة (لواء جولاني).

بينما في الحرب الأولى تمكن الاحتلال من التوغل بريًا واستطاع أن يفصل مدينة غزة عن وسط القطاع عند مستوطنة نتساريم (سابقًا) ودخل إلى حي الرمال وتوغل فيها، بالإضافة لاستباحته المناطق الحدودية، أما الحرب الثانية فلم يكن هنالك نوايا لحرب برية فضلًا عن العمر القصير للحرب والذي لم يتجاوز الأيام الثمانية.

ومن الإنجازات أيضًا استخدام الأنفاق الهجومية من أجل الوصول إلى قوات الاحتلال وتكبيدها خسائر وراء خطوط الجبهة، وهذا أهم تطبيق للدروس المستفادة من الحروب السابقة، لأن الاحتلال كان يعتمد على القصف عن بعد والاعتماد بشكل كبير على الطيران، مما يبقي قواته في أمان نسبي، فكانت الأنفاق هي الحل من أجل استنزاف الجيش في أماكنه الآمنة.

كما فشلت القبة الحديدية بالتصدي لصواريخ المقاومة، حيث تتسم إحصائيات جيش الاحتلال بالمراوغة وعدم الوضوح، وكلام دعائي (غير صحيح) عن التصدي لـ90% من الصواريخ المتجهة إلى المدن والمستوطنات، وسقوط البقية في أماكن مفتوحة، وأقرب التقديرات الواقعية لفعالية هذه الصواريخ هي قدرتها على إسقاط ما بين 5% إلى 15% (على الأكثر) من صواريخ المقاومة.

وهنا لا بد من إدراك حجم الفجوة الكبيرة في العدد والعدة بين المقاومة وجيش الاحتلال.

من ناحية تعداد القوات العسكرية فيتموضع لواء غزة التابع لجيش الاحتلال في المناطق الحدودية للقطاع في الوضع العادي وتعداده حوالي 20 ألف جندي، وخلال الحرب تم الزج بحوالي 40 ألف جندي آخرين للمشاركة في الحرب، من بينهم ألوية النخبة مثل جولاني وجفعاتي، ومن لواء الناحال وسلاح الهندسة وغيرهم.

في المقابل من الصعب تحديد عدد مقاتلي المقاومة الفلسطينية، إلا أن التقديرات تدور حول أرقام تتراوح بين 20 ألف إلى 30 ألف مقاتل تستطيع المقاومة تجنيدهم وقت الحاجة، وطبعًا لا مقارنة بنوعية التسليح أو نوعية التدريب بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية.

وحتى مقارنة بالحروب السابقة فقد أطلقت قوات الاحتلال قذائف وصواريخ في حرب غزة الثالثة أربعة أضعاف ما أطلقته في الحرب الأولى، رغم أن الحرب الثالثة كانت أطول من الأولى بمقدار الضعف فقط، مما يعني أن الوجبة اليومية التي كانت تطلق على غزة في الحرب الثالثة كانت أضعاف الوجبة اليومية في الحرب الأولى.

استخدم جيش الاحتلال في الحرب (بحسب إحصائيات الجيش) 2.5 مليون رصاصة من بين 4.8 مليون رصاصة تسلمتها الوحدات المحاربة، وأطلقت حوالي 49 ألف قذيفة دبابة ومدفعية (بدون حساب صواريخ الطيران) وهي تمثل 60% من إجمالي الذخيرة التي قدمت للوحدات البرية المشاركة في الحرب.

وبلغ إجمالي الذخائر التي ألقاها الاحتلال على قطاع غزة حتى 21/8/2014 (بعد 46 يومًا من الحرب) أكثر من 20 ألف طن متفجرات، وهي توازي ست قنابل نووية.

وفي المقابل فإن إجمالي ما أطلقته المقاومة طوال الحرب من صواريخ وقذائف بلغ 4600، ونتكلم عن أكبرها حجمًا صاروخ فجر5 وشحنته المتفجرة 90 كيلوغرام، وصاروخ M75 وشحنته المتفجرة 70 كيلوغرام، بينما قذائف الهاون 120شحنتها المتفجرة 15 كيلوغرام.

وعلى وجه التقدير فإن حجم ما أطلقته المقاومة من صواريخ وقذائف يتراوح بين 90 و160 طن متفجرات، وهذا لا شيء مقارنة بـ 20 ألف طن متفجرات ألقاها جيش الاحتلال، أي نتكلم عن ما يتراوح بين 100 و200 ضعف، وبالتالي فمن الطبيعي أن نرى هذا التباين في الخسائر البشرية والمادية.

على مستوى الخسائر المادية فتبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة (البنية التحتية ومنازل المواطنين) حوالي 7 مليار دولار، أما تكلفة الخسائر الاقتصادية فهي أكبر بكثير كما يصعب تحديدها خاصة وأن الحصار له دور في مضاعفتها، وعند الكلام عن خسائر المقاومة المادية فيستحيل الوصول لرقم تقريبي، فالمقاومة لا تفصح عن شيء (لأسباب معروفة) والاحتلال يبالغ بأرقامه بما يجعلها غير واقعية.

وفي المقابل فإن خسائر الاحتلال المباشرة في الممتلكات والبنية التحتية يمكن تقديرها بحوالي نصف مليار دولار، وتراوحت تكلفة الحرب على جيش الاحتلال بين ثلاثة وأربعة مليارات دولار، فيما تتباين تقديرات الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة والبعض يقدرها بحوالي 4 مليار دولار، ولدينا على سبيل المثال خسائر قطاع السياحة أثناء الحرب 650 مليون دولار.

رابعًا: سياسيًا

بدأت الحرب وحماس محاصرة من جهة مصر والأنفاق دمر أغلبها، وعلاقتها مع إيران وحزب الله فاترة، والكثير من الأنظمة العربية كانت تدعم الاحتلال سرًا وجهرًا، وهذا ما شجع الكثير من الأطراف على أن الحرب قد تكون الأداة المناسبة لتطويع حماس وكسر شوكتها.

وفي المقابل تعاملت حماس على أساس أن الحرب وجودية، وقررت الصمود حتى النهاية مهما بلغ الثمن، وأسفرت الحرب عن عدة آثار سياسية:

أولًا: دفعت المجتمع الصهيوني نحو اليمين بشكل أكبر من السابق، وذلك بسبب شعور المجتمع الصهيوني بالهزيمة والرغبة بالثأر وأن الحل هو "استكمال القضاء على حماس" مهما كان الثمن.

ثانيًا: تضرر المكانة الدولية للكيان الصهيوني خاصة على الصعيد الشعبي، واكتساب حملة مقاطعة إسرائيل زخمًا إضافيًا بعد الحرب، وزاد من ذلك فوز اليمين بانتخابات الكنيست وتشكيل حكومة نتنياهو الجديدة.

ثالثًا: عودة الدور الفاعل لخيار المقاومة على الصعيد الفلسطيني وكان الأثر أوضح في القدس والضفة الغربية، وشهدنا انتفاضة القدس أواخر العام الماضي، وعودة الزخم للمقاومة الشعبية، وزيادة ملحوظة بالعمليات الفردية (الطعن والدهس)، وما نراه هذه الأيام من عودة خجولة للعمليات المسلحة.

كل هذا حصل رغم رفض وممانعة السلطة الفلسطينية، ورغم القبضة الأمنية المزدوجة للاحتلال والسلطة، والحملة المسعورة التي تشنها السلطة في الضفة ضد نشطاء حماس تشهد على ذلك.

رابعًا: اضطرت السلطة لاتخاذ خطوات من أجل مجاراة الوضع الجديد مثل تجميد المفاوضات والانضمام لمحكمة الجنايات الدولية، مما أدى لانهيار خيار التسوية السلمية مع الاحتلال.

ورغم ذلك ما زالت السلطة تتمسك بتحالفها الاستراتيجي مع الاحتلال الصهيوني، وقد يبدو الأمر عديم القيمة لكن على المستوى البعيد فنتكلم عن انهيار مشروع المساومة لصالح مشروع المقاومة الذي يتعزز يومًا بعد يوم.

خامسًا: من الآثار التي ظهرت مؤخرًا وصول النظام العربي الرسمي (وبعض الجهات الدولية مثل الاتحاد الأوروبي) إلى قناعة بأن القضاء على المقاومة عمومًا وحماس خصوصًا أمر غير ممكن، وأنه من الضروري التعايش مع الأمر الواقع.

لكن ما زال الاحتلال الصهيوني وأمريكا يرفضان التعايش مع الأمر الواقع، وخاصة أن الاحتلال يعتبر أنه لا يوجد بديل غير القضاء على حماس ما دامت حماس تتبنى خيار المقاومة.

خامسًا: اتفاقية وقف إطلاق النار

تميز تطبيق بنود اتفاقية وقف إطلاق النار بالبطء الشديد، ففي حين تم تنفيذ بنود مثل تقليص المنطقة العازلة على الحدود وتوسيع منطقة الصيد البحري بشكل سريع، فبنود مثل زيادة البضائع المسموح دخولها عبر المعابر مع الاحتلال احتاجت وقتًا أكبر، وبنود مثل دخول مواد إعادة البناء وفتح معبر رفح فلم نر فيها انفراجًا إلا في الشهر الأخير.

وتبقى قضية الميناء وقضية حكومة الوحدة ورواتب موظفي غزة أمورًا عالقة، ولا أرى أي حل لها في الأفق المنظور، حيث يلعب الاحتلال لعبة خبيثة حيث يبث في الإعلام إشارات تدل على مرونته وتقبله لمطالب حماس، وعلى أرض الواقع يحرك عملاءه في السلطة والنظام المصري لوضع العراقيل أمام تحقيق أي إنجازات.

سادسًا: مستقبل المقاومة والقضية الفلسطينية

يمكن القول أن المقاومة استطاعت أن تحمي نفسها، وأن تصدر الحرب إلى خارج حدود قطاع غزة، وبدلًا من أن يفكر الاحتلال بتدمير المقاومة أصبح همه هو حماية نفسه من هذه المقاومة.

أما إزالة آثار الدمار والخراب في غزة فيمكن القول أنه يمكن رؤية نتائجها خلال الفترة القريبة القادمة، بعد الإنفراجات الأخيرة.

وهنالك الأثر الإيجابي للحرب على القضية الفلسطينية بشكل عام من خلال إعطائها دفعة للمقاومة في الضفة والقدس، وحتى داخل المناطق المحتلة عام 1948م، وأيضًا من خلال تعزيز حملة مقاطعة إسرائيل.

ولعل أهم عبرة من تقييم العام الماضي هي أن إنجازات المقاومة بنيت على أرضية هشة، يمكن ضياعها بكل سهولة في حال لم يتم البناء عليها واستثمارها، ومثال على ذلك حرص الاحتلال من خلال السلطة الفلسطينية على محاولة خنق حماس في قضية موظفي حكومتها السابقة.

وبناءً على فرق القوة الهائل بين المقاومة وجيش الاحتلال، وعدم إيجاد حلول لتحييد طيران الاحتلال أو جسر الفجوة في قوة النيران بين الطرفين، فلا يجوز الرهان على ما ينجزه ويطوره القسام اليوم في غزة، لأن الحمل أكبر منه بكثير.

يجب العمل على تطوير حالة المقاومة في الضفة والقدس ونقلها إلى فلسطين المحتلة عام 1948م، ويجب العمل على دمج فلسطينيي الشتات بشكل أكثر فاعلية في العمل المقاوم.

ويجب البناء على حملات المقاطعة الدولية وتطويرها للضغط على حكومات الغرب من أجل حصار الكيان الصهيوني سياسيًا واقتصاديًا.

وفي المقابل يجب الانتباه إلى الخطوات التي يقوم بها الاحتلال، فمن الناحية الميدانية سيعمل على إيجاد حلول لتقليص خطر الأنفاق الهجومية وتطوير منظومة القبة الحديدية.

ومن الناحية السياسية فسيحاول تدجين حماس وترويضها من خلال التلويح بإنجازات بسيطة مثل الميناء مقابل تنازلات وتسويات (مثل اشتراط وقف تسلح المقاومة)، كما يسعى الاحتلال بالتعاون مع السلطة من أجل خنق المقاومة في الضفة وتشويه صورتها العامة وإظهار حماس وكأنها تسير في طريق التسوية.

فتجاهل هذه الأخطار والمخططات سيضع كل ما أنجزته المقاومة في مهب الريح.

ليست هناك تعليقات: