الاثنين، 30 نوفمبر 2015

إدارة العمـل التطـوعي الحلقة الرابعة والأخيرة – تطبيق عملي



نهدف من خلال هذه الحلقة الربط بين الإطار النظري الذي تناولناه في الحلقات السابقة وبين التطبيق العملي، وذلك من خلال مثال وهو تنظيم نشاطات مناصرة لانتفاضة القدس في إحدى الجامعات العربية.

التخطيط:

الهدف العام: هو دعم انتفاضة القدس من خلال النشاطات الطلابية وذلك لمساعدة الشعب الفلسطيني على تحقيق أهدافه المتمثلة بتحرير أرضه من الاحتلال الصهيوني، وذلك عبر تشكيل رأي عام في الدولة لدينا يضغط على الحكومة لكي تستخدم أوراق قوتها نصرة للقضية الفلسطينية.

الهدف الخاص بمجموعتنا:

تنظيم سلسلة نشاطات تهدف إلى توعية الشعب بالقضية الفلسطينية وآخر تطوراتها من أجل تكوين رأي عام داعم لانتفاضة القدس.

وذلك من خلال:

1) توزيع نشرة شهرية على مدار عام، وطباعة ألف نسخة من كل عدد، تضع المواطن في آخر تطورات انتفاضة القدس، وتشرح أهميتها على مستوى القضية الفلسطينية والأمة الإسلامية.

2) تنظيم وقفة احتجاجية بمعدل مرة كل شهر، وذلك بمشاركة 100 شخص كحد أدنى.


3) التواصل مع شخصيات عامة (ساسة، ممثلين، وزراء، إلخ..) بحيث نحصل على تصريح واحد على الأقل في وسائل الإعلام العامة كل أسبوع، يشير إلى اهتمام هذا الشخص بالقضية الفلسطينية وانتفاضة القدس.

ثم يتم وضع جدول زمني مبدئي من أجل تحقيق الأهداف الخاصة بالمجموعة.

التخطيط لكيفية تمويل النشاطات (جمع تبرعات، التوجه إلى المؤسسات التجارية من أجل رعاية بعض النشاطات، جمع اشتراكات من القائمين على النشاط، إلخ ..).

ما هو الجمهور الذي سيتم استهدافه؟ بما أنها مجموعة طلابية فسيكون من الأسهل التواصل مع طلبة الجامعات واعتبارهم البوابة التي يتم التواصل من خلالها مع المجتمع بشكل عام.

التنظيم:

حيث تتم عملية توزيع المهام على المشاركين، من خلال لجان:

1) لجنة لتنظيم المهرجانات والوقفات الاحتجاجية، وأعضاؤها: محمد وعلي ومحمود، ومهمتها اختيار الوقت والمكان لتنظيم الوقفات، وأخذ التصاريح اللازمة، وتولي الإعلان عنها في الصحافة والانترنت وعلى جدران الجامعة، وتجهيز المواد اللوجستية (سماعات، كراتين، كراسي، إلخ..).

2) اللجنة الثقافية، وأعضاؤها: سليم وسلمان وسعود، ومهمتها إعداد النشرات والمجلات، ابتداءً من جمع المادة وانتهاءً بتصميمها وطباعتها وتوزيعها بحيث تغطي أوسع قدر ممكن من الجمهور المستهدف.

3) لجنة العلاقات العامة، ومسؤولها أبو العبد، ومهمته التواصل مع الأطر الشبابية الأخرى التي تنشط في نفس المجال، وبحث آفاق العمل المشترك، بالإضافة للتواصل مع الشخصيات العامة وحثها على المشاركة بنشاطات المجموعة، والتواصل مع وسائل الإعلام من أجل ضمان أوسع تغطية ممكن للنشاطات.

4) اللجنة المالية، ومهمتها جمع التبرعات أو التمويل لنشاطات المجموعة، وتوزيع المال المتوفر على النشاطات كما هو مخطط له.

5) اللجنة الفنية، ومكونة من مصممين جرافكس، بحيث يكون أحدهما بديل لو تغيب الآخر، وذلك من أجل إنجاز التصاميم والنشرات والإعلانات التي يطلبها أعضاء اللجان الأخرى.


6) رئاسة المجموعة، ومهمة الرئيس التنسيق بين اللجان المختلفة، وتمثيل المجموعة أمام الرأي العام والجهات الرسمية، وحل الإشكاليات التي قد تظهر أمام اللجان ويعجز أعضاؤها عن حلها (مثل عدم القدرة على تمويل نشاط معين)، ومتابعة تنفيذ اللجان للجدول الزمني، وبحث أسباب عدم الالتزام به، وتعديله لو تطلب الأمر.

التوجيه:

في بداية أي نشاط سيواجه العاملون عدة مشاكل، بالإضافة لعدم وضوح الصورة لديهم حول كيفية إنجاز المهام المخطط لها، واكتشاف فجوات بين التخطيط والتطبيق، وهنا يأتي دور الإدارة لمتابعة هذه المشاكل بشكل خاص في البدايات، وقد يتطلب ذلك إعادة النظر في الخطة العامة والجدول الزمني.

بعد أن تنتظم الأمور سيجد القائمون على إدارة المجموعة أن الأعمال التي يتم إنجازها بشكل تلقائي وبدون الحاجة لتدخلهم يزداد شيئًا فشيئًا، ولهذا ينصح في البدايات أن لا يتم التوسع بالنشاطات لأن الضغط على الإدارة سيكون كبيرًا.

يفضل البدء بعدد قليل من النشاطات وعندما تسير الأمور على ما يرام يتم الانتقال لمجموعة جديدة من النشاطات وهكذا حتى تصل المجموعة إلى الحد الأقصى من النشاط.

كما يتوقع في العمل التطوعي أن يتخلى الكثيرون عن مهامهم ويتركوا المجموعة قبل إنجاز العمل، وهنا يأتي دور الإدارة من أجل البحث عن البدائل.

التقييم والتقويم:

قد يكتشف القائمون على إدارة العمل أن تفاعل الجمهور أوسع مما كان يظنون، وأن هنالك عدد متزايد من المتطوعين، وهنا يمكن التفكير بتعديل الخطط مع الأخذ بعين الاعتبار توفر التمويل اللازم لهذا التوسع.

وبما أننا نتكلم عن نشاطات ذات طابع إعلامي فمن الضروري ملاحظة تفاعل الناس مع النشاطات التي ننظمها، فلو وجدنا أعدادًا أكبر تحضر الوقفات الاحتجاجية فربما نعدل الخطط والجدول الزمني بحيث نزيد الوقفات الاحتجاجية على حساب نشاطات أخرى لا تجد التفاعل المطلوب.

ومن الهام جدًا الاستماع لرأي النقاد مهما كان قاسيًا أو حادًا أو هدامًا، من أجل البحث عن عيوب نشاطاتنا والسعي لتصحيحها وتصويبها.

بعد أن ننهي العام الأول من نشاطنا نجتمع لنقرر هل نستمر في العمل لدعم انتفاضة القدس؟ وهل نغير الطرق والوسائل؟ ربما نقرر وقف النشاطات لأن انتفاضة القدس توقفت (مثلًا)، وربما نقرر تغيير النشاطات لأن تفاعل الناس مع مرور الوقت أصبح أقل (بسبب الملل مثلًا).

ربما نغير مهمة مجموعتنا بشكل كامل ونتجه نحو جمع التبرعات، وتمويل مشاريع لدعم الشعب الفلسطيني (على سبيل المثال)، هذه أمور تبحث في نهاية الفترة الزمنية التي حددناها عندما خططنا لمجموعتنا (وكانت سنة في هذا المثال وقد تكون فصلًا دراسيًا وقد تكون شهرًا وما إلى ذلك).

ليست هناك تعليقات: