الخميس، 7 يناير 2016

شخصنة أزمتي الكهرباء والمعابر في غزة




تناقل إعلام حماس ونشطاؤها خبرًا عن معارضة الوزير زياد أبو عمرو لإعفاء كهرباء غزة من ضريبة البلو لأن قادة حماس سيستفيدون من ذلك (على ذمة الخبر)، وانتشرت موجة غضب من الوزير "الذي يكره غزة ويريد إغراقها في الظلام".

وهي ليست أول مرة تأخذ الأمور منحى الشخصنة؛ مثل تحميل شخص السيسي مسؤولية إغلاق معبر رفح، ونشر تقارير مزعومة أن الاحتلال موافق على فتح معبر رفح وأن النظام المصري هو من يعترض، وغير ذلك من قصص مختلفة.

قبل كل شيء يجب أن أوضح أني لست بصدد الدفاع عن زياد أبو عمرو فعلاقاته مع الخارجية الأمريكية معروفة وهو ليس بالشخصية النظيفة، إنما أريد أن أضع ملاحظات على أداء حماس الإعلامي (وكالاتها الإعلامية ونشطائها الإعلاميين).

أولًا: مصدر الخبر هو مقربون من رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وهذا جلي من صيغة الخبر الذي يحرص على تلميع الحمد الله لأنه من ألزم الحكومة على القبول بالإعفاء الضريبي، ولأنه حرص على تشويه خصومه 
وبالأخص وزير المالية شكري بشارة والذي توجد عداوة شخصية بينه وبين الحمد الله.
 
وهذا أسلوب أصبح متكررًا بين المتصارعين داخل فتح أن يسرب بعضهم تقارير تشوه خصومهم الداخليين ويتهمهم بالعمالة للاحتلال، وإعلام حماس يتلقف وينشر.

ثانيًا: المعضلة في إعلام حماس أنه لا يتوجه برسالة واضحة للرأي العام الداخلي والخارجي، حول سبب أزمتي الكهرباء والمعابر في غزة، هل هو صراع مع فتح؟ أم هو أشخاص حاقدين على حماس (أو غزة)؟ أم هو بسبب تمسك حماس بخيار المقاومة؟
 
على سبيل المثال عندما خرجت حملة ‫#‏سلموا_المعبر قبل فترة دافع أنصار عن موقف حماس بأن الثمن لذلك هو سلاح المقاومة واستسلام حماس للاحتلال، فكان رد خصوم حماس يعتمد على أخبار وتقارير كانت تنشر في إعلام حماس (وشهد شاهد من أهلها) أن الاحتلال لا يمانع برفع الحصار عن غزة، وأن حصار غزة هو قرار من النظام المصري ومن محمود عباس.

ألم تقولوا ذلك يا إعلاميي حماس؟ ألم تقولوا أن فلان وعلان يتآمرون على غزة؟ وألم تقولوا أن الاحتلال يوافق عى رفع الحصار عن غزة لكن مصر هي تمانع؟ إذن كيف ستقنعون الراي العام الفلسطيني أن المستهدف هو سلاح المقاومة؟

بالنسبة لي شخصيًا أنا مقتنع وعلى يقين أن حصار غزة وأزمتي المعابر والكهرباء سببه الأول والأخير هو الاحتلال وقراره بخنق غزة حتى تلقي السلاح وترفع الراية البيضاء، وعندي أدلة كثيرة على ذلك، لكن أداء إعلام حماس لا يساعد على إقناع الناس بذلك.

ثالثًا: ما زال إعلام حماس أسير سياسة "فش الخلق"، فهو يريد أي شيء يسيء لعباس أو السلطة أو خصوم الحركة، وينشره بدون تدبر في عواقب ذلك، وبدون أي رسالة إعلامية واضحة المعالم، وبدون هدف يريدون الوصول إليه.

ما لم يتخطى إعلام الحركة هذه المرحلة فسيبقى أداؤه ضعيفًا وقدرته على الاقناع محدودة لا يتجاوز جمهوره ومؤيديه.

ليست هناك تعليقات: