الأحد، 24 أبريل 2016

وكالة معا: غزة الحمساوية والضفة الفتحاوية




تلعب وكالة معا والتي يديرها ناصر اللحام صاحب الارتباطات القوية بمخابرات السلطة، دورًا خبيثًا في مخطط تصفية ومحاربة المقاومة في الضفة الغربية وذلك وفق المخطط الصهيوني (الضفة - فتحستان).

وقد رأينا قبل يومين تقريرًا للوكالة يتعمد تشويه المقاومة والشهيد عبد الحميد أبو سرور، حيث حرصت مراسلة الوكالة على إيصال عدد من الرسائل المتناقضة لكنها تحمل هدف واحد؛ تشويه انتفاضة القدس ومقاومتها.
حرصت المراسلة على التشكيك بصلة الشهيد في العملية أصلًا، وأنه ربما ليس هو المنفذ، بالإضافة إلى حرصها على التأكيد أنه ليس من حماس.

لكن الأسوأ والأحقر هو طرحها سؤال "لماذا نفذ الشهيد العملية" بإيحاء تكرر كثيرًا لدى أبواق السلطة أن العقلاء والمستقرون نفسيًا لا ينفذون عمليات ضد الاحتلال، وطرحت السؤال على أكثر من شخص في التقرير.
 
ورغم أن كلام والدته كان حاسمًا وبليغًا بأن كل إنسان يختار الطريقة الذي يقاوم بها الاحتلال، إلا أن المراسلة حرصت في نهاية التقرير على التأكيد أن "ضغوط الاحتلال جعلته لم يتحمل وينفذ العملية"، أي بكلام آخر أخرجته عن صوابه وتهور، وبالمناسبة هذا نفس كلام محمود عباس وإعلام الأجهزة الأمنية.

وهنا تبرز المفارقة الكبرى بين هجوم ناصر اللحام على انتفاضة القدس وعمليات الطعن، ووصفها بالموت المجاني وأنها جاءت في غير وقتها، وحرص وكالته الإخبارية وإعلام السلطة على نفي وجود مقاومة في الضفة، والتشكيك بوجود القسام والجناح العسكري لحماس في الضفة.

وبين مدح اللحام لحماس في غزة خلال الحرب الأخيرة والإشادة بكتائب القسام في غزة وبأبي عبيدة الذي قلما تجد منبرًا فتحاويًا لا يمدحه ولا يثني عليه، فما هو سر هذا التناقض العجيب بين الإشادة بمقاومة حماس في غزة، والتشكيك بالمقاومة في الضفة من خلال: نفي العقلانية عنها ونفي علاقتها بحماس.

التناقض ليس بريئًا مطلقًا بل هو استمرار لمخطط الاحتلال بتقسيم: الضفة هي فتحستان وغزة هي حماستان، والهدف النهائي هو تحييد المقاومة عن ساحة الضفة الغربية، وهنا يأتي الدور الخبيث والخطير لوكالة معًا والإعلام الذي يسمي نفسه محايدًا.

فمدح القسام وأبو عبيدة خلال الحرب الأخيرة كان إجباريًا لأن الرأي العام لم يكن يتقبل أي انتقاد لهم، لكنه أيضًا ضرورة من أجل اللعبة الخبيثة فاللحام يريد أن يكتسب شرعية من خلال مدحه للمقاومة في غزة، ثم يأتي بمظهر "المنتقد الحريص" لانتفاضة القدس.

تحت مسمى الحرص والانتقاد تم تمرير الكثير من المفاهيم الخاطئة والخبيثة، مستخدمًا كلامًا يبدو في ظاهره منطقيًا، فهو حريص على "حياة المقاومين والأطفال"، ولا وجود للقسام في الضفة ودليله أنه لا يوجد أبو عبيدة ولا صواريخ، وكلها "عمليات متواضعة لا تليق بالقسام."

ما يريده اللحام وأشباهه هو أن نصل إلى نتيجة مفادها أن الضفة هي ميدان فتحاوي ليس فقط كتنظيم وإنما أيضًا كأسلوب للمقاومة، فالمقاومة المسلحة لا تصلح للضفة والقسام ليس مكانه الضفة، فقط في غزة نجد "الرجال" ونجد القسام ونجد المقاومة، وهذا النفخ في مقاومة غزة من جهات معادية للمقاومة هدفه إبعاد الشبهة عن هذه الجهات وليست "كلمة حق" تخرج من أفواههم.

ليست هناك تعليقات: