الخميس، 7 أبريل 2016

قصر السر من النقب المحتل




الصورة النمطية عن البدو في فلسطين المحتلة عام 1948م أنهم يتعاطون مع الاحتلال وتوجد بينهم نسبة كبيرة تخدم في جيش الاحتلال، وذلك رغم أنه وبفضل جهود الحركة الإسلامية قد تراجعت نسبة المجندين البدو في جيش الاحتلال والخونة بشكل كبير جدًا منذ الانتفاضة الأولى.

وأيضًا رصدت خلال متابعتي للمقاومة الشعبية في فلسطين بالعامين الأخيرين وجود فئات متزايدة بين شبان وفتيان النقب ينخرطون في أعمال المقاومة الشعبية من رشق الحجارة وغيرها.
اليوم مر علي اسم قرية قصر السر في صحراء النقب، وهي قرية أسمع بها لأول مرة، حيث رشقت حافلات للمستوطنين مرت بالقرب منها بالحجارة.

والقرية قريبة من ديمونا ومفاعلها الشهير، بل أن الأراضي التي أقيمت عليها ديمونا ومفاعلها النووي تعود للعشيرة التي تسكن قرية قصر السر، وطردهم الاحتلال من أراضيهم في الخمسينات، واسم ديمونا الأصلي هو أم دمنة، وقد حرفه الصهاينة كعادتهم.

الاحتلال لم يكتف بطردهم من أم دمنة بل حاول اقتلاعهم من قصر السر، وصدر قرار من المحكمة العليا عام 1982م بمصادرة أراضي القرية لكن لم يرحلوا وبقوا صامدين حتى اليوم.

لا يستطيعون بناء منازل حجرية أو اسمنتية لأن الاحتلال يهدمها فورًا ويعيشون صامدين في بيوت من صفيح، في تجربة تختزل قوة الحق الفلسطيني في وجه الطغيان الصهيوني.

اسم القرية جاء من مبنى حجري يعود لآخر العهد العثماني (القصر) ونبات السر وهو نبات شوكي ينمو في المكان.

يعجبني في البدو سواء في فلسطين المحتلة عام 1948م أو الضفة الغربية، أنه في الوقت الذي يترك أغلب بدو العالم مضاربهم ويتوجهون للحياة في الحضر، نجدهم هنا على العكس متمسكين بالأرض يرفضون تركها رغم القمع والطرد والملاحقة.

وذلك بدون دعم من جهات سياسية أو إنسانية (إلا ما ندر) مساهمين بمعركة الأرض مع المحتل الصهيوني دون أن يملأوا الدنيا ضجيجًا بالكلام عن "صمودهم" كما يفعل البعض.

ليست هناك تعليقات: