الثلاثاء، 31 مايو 2016

مش كل مرة بتسلم الجرة: كيف أمسكوا بمنفذي عملية طعن؟




الاحتلال أعلن أمس عن اعتقال ثلاثة فتيان من جبل المكبر نفذوا عملية طعن أصيبت بها مستوطنتان، ورغم أنهم تمكنوا من الانسحاب سالمين إلا أن الاحتلال استطاع الوصول إليهم بسبب بعض الأخطاء التي ارتكبوها.

الفتيان نسقوا لعمليتهم من المحادثات الشخصية على الفيسبوك والواتساب وتمكنوا من تنفيذ عمليتهم بدون أن ينتبه لهم الاحتلال، وهذا متوقع باستخدامهم كلامًا غير مباشر ووجود مئات الآلاف من الفلسطينيين يستخدمون المواقع الاجتماعية يوميًا يجعل من الصعب الوصول إلى مخططي العمليات.

بعد نجاح عمليتهم بدأوا يخططون للعملية الثانية وهنا الخطأ القاتل فاستخدموا نفس الوسائل وقد غرّهم إفلاتهم من الرقابة المرة الأولى، ففي المرة الأولى كانوا مجرد فتيان من بين مئات الآلاف على الفيسبوك، أما بعد العملية أصبح جميع فتيان وشبان جبل المكبر تحت الرقابة.

والاحتلال يستطيع غربلة أصحاب الاهتمامات السياسية والمقاومة بسهولة، وأن يخرج بقائمة "للمشتبهين" تكون من بضع عشرات أو مئات، ومراقبتهم أسهل من مراقبة مئات الآلاف.

فهكذا استطاع الوصول إليهم واعتقالهم ورغم ذلك فتمكن فتيان لا يتجاوز عمرهم 17 عامًا من تنفيذ عملية بهذا الاتقان هو إنجاز كبير لكن في العمل المقاوم أي خطا بسيط يكون قاتلًا.

وأخيرًا لا بد من التنويه أن هذه المعلومات التي أفرج عنها الاحتلال وهو لا يفصح عن كل ما لديه من معلومات استخباراتية، حتى لا ينتبه لها المقاومون وبالتالي فهنالك بالتأكيد ثغرات أخرى ساعدت الاحتلال بالوصول إليهم.

السبت، 28 مايو 2016

لهذه الأسباب اتمنى أن لا تنفذ حماس أحكام الإعدام




بداية لنتفق على أن المدانين بجرائم قتل في غزة والذين أنهوا إجراءات التقاضي المختلفة وحصلوا على كافة الفرص، وعددهم ثلاثة عشر، يستحقون الإعدام وأن إعدامهم سيساهم بردع المجرمين وتخفيض نسبة الجريمة في قطاع غزة.

إلا أن الملابسات التي دفعت قضية تنفيذ حكم الإعدام فيهم إلى الواجهة تجعلنا نقول أنه يجدر بحركة حماس أن تتريث وأن لا تنفذ أحكام الإعدام للأسباب هذه:

أولًا: لا يوجد طارئ يستوجب خطوات قد تثير الجدل؛ فمعدلات الجريمة في قطاع غزة قليلة مقارنة بغيرها من مناطق العالم، ولا يوجد زيادات كبيرة في عددها مقارنة مع الأعوام السابقة، وهذا يمكن إثباته بالأرقام كما سأوضح بعد قليل.

المستجد والطارئ هو وجود رأي عام يضغط باتجاه تنفيذ أحكام الإعدام بعد بضعة جرائم قتل حصلت مؤخرًا، وهذا الرأي العام والاهتمام الإعلامي موجود فقط في غزة رغم أن مستوى الجرائم نفسها في الضفة الغربية.

فقد حصلت قبل أيام حادثة قتل رجل لوالده في باقة الحطب على خلفية نزاع على قطعة أرض، وجريمة قتل رجل لأخيه في بيت لحم أيضًا على خلفية قطعة أرض، وهنالك عدة جرائم ارتكبتها عصابة في طوباس في الأعوام الأخيرة والسلطة تماطل بمحاكمة القتلة، ويوم أمس قتل شاب من السيلة الحارثية على خلفية ثأر وتطور الحادث إلى حرق منازل واشتباكات بين العائلات.

الفارق بين الضفة وغزة أن جرائم القتل في الضفة تظهر في صفحة الأخبار المحلية، بينما في غزة فتحتل العناوين واصبحت شأنًا سياسيًا يتكلم به الجميع وتسلط عليه الأضواء.

ما يجري في الرقة ... حتى لا يتم تزييف الحقائق




تصور فضائية الجزيرة وغيرها ما يحصل في شمال سوريا وتحديدًا في منطقة الرقة على أنه تمدد كردي في المناطق العربية من أجل إقامة إقليم (أو دولة) كردية، وتردد كلامًا أن الأكراد يريدون طرد العرب وغير ذلك من كلام.

وهذا عرض مشوه للوضع ولا يعطي فكرة حقيقية لما يدور فعلًا.

القوات التي ستهاجم الرقة (ومن قبلها مناطق عدة شمالي سوريا) اسمها قوات سوريا الديموقراطية، الجزء الرئيسي هي مليشيا صالح مسلم الكردية لكن هنالك جزء مليشيا عربية تدعمها أمريكا (شكل من أشكال الصحوات).

أمريكا لا تريد انتصار الثورة السورية ولا تريد نظام الأسد ولقد وجدت في مليشيا صالح مسلم الكردية ضالتها، ولكي يكون لها وجود في المناطق العربية السنية شكلت قوات سوريا الديموقراطية وضمت إليها القوات الموالية لها.

وللعلم جزء من هذه القوات العربية هم أفراد من فصائل هاجمتها جبهة النصرة ودمرتها (مثل جبهة جمال معروف وحركة حزم) والبقية هي قوات عشائرية وغيرهم من المرتزقة.

الخطير في الموضوع أن الجزيرة وأمثالها تثير فتنة عربية كردية، وتريد منا أن نحارب الأكراد بكافة توجهاتهم وقناعاتهم (بمن فيهم المعارضون لصالح مسلم)، وأن نتجاهل عن المخطط الأمريكي لإنشاء مناطق موالية لأمريكا في شمال سوريا.

قوات أمريكية تقاتل مع قوات سوريا الديموقراطية

والصور التي بثتها الجزيرة لقوات خاصة أمريكية برفقة مليشيا صالح مسلم الكردية هي دليل على هدف أمريكا الحقيقي من دعم هذه المليشيا، بينما نحن ننشغل في مناكفات عنصرية بين الأكراد والعرب لا تمت للإسلام بصلة.

وفي الوقت الذي بدأت هذه المليشيا هجومها على شمال الرقة قامت قوات داعش بمهاجمة معاقل الثوار في مارع وإعزاز وهي المناطق الوحيدة الباقية تحت سيطرة الثوار، ويبدو لي أن داعش تخطط لتسليم الرقة بدون دفاع حقيقي واحتلال إعزاز ومارع.

الجمعة، 27 مايو 2016

زيارة الصهاينة إلى تونس والتجاوزات الخطيرة




بثت الجزيرة اليوم تقريرًا عن حج اليهود إلى جزيرة جربة في تونس ومن بينهم مستوطنون صهاينة أجرت لقاء مع أحدهم وهو حاخام.

وإن كان من المسلمات أنه لا مشكلة لنا مع اليهود من غير الصهاينة وأن استقبالهم في تونس لا مشكلة فيه، إلا أنه من المحظور استقبال الصهاينة.

يجب أن يدرك اليهودي الصهيوني الذي يعيش في فلسطين أن أمامه خيارين: إما أن يكون مستوطنًا وتحرم عليه الدول العربية أو يخرج من فلسطين ووقتها أهلًا وسهلًا به في أي دولة عربية.

أدرك أن حركة النهضة ما زالت تخشى من الانقلاب عليها ولا تريد الإقدام على خطوات تؤلب الغرب عليها، لكن مشاركة عبد الفتاح مورو باستقبال اليهود في جربا ووجود صهاينة بينهم هي أخطاء لا يمكن تبريرها.

أردوغان ورث علاقات مع الكيان الصهيوني من النظام العلماني، لم يجرؤ على قطعها لكنه حجمها وقدم خدمات للقضية الفلسطينية ضمن المتاح له، وفي تونس لا نريد تحجيم العلاقة مع الكيان الصهيوني لكن على الأقل لا توسعوها ولا تفتحوا لهم أبوابًا لم تكن مفتوحة من قبل!!

لا معنى لكل المهرجانات والنشاطات في تونس الداعمة للقضية الفلسطينية إذا كانت مجرد كلام، بينما الأقوال تدعم فيها ما تسمى "دولة إسرائيل"، لأن هذا يطلق عليه التجارة بالقضية الفلسطينية، والحمد لله التجار كثر!!

أقل ما فيها بيان توضيحي من حركة النهضة تضع حدًا فاصلًا يميز بين المستوطن الغاصب واليهودي الذي يعيش خارج فلسطين، وأن الأول معتدٍ غير مرحب به والثاني لا مشكلة لنا معه.

الأربعاء، 25 مايو 2016

إحراق معسكر عوفريت : أفعال بسيطة لكن نتائج قوية




صورة لحريق معسكر عوفريت (25/5/2016)

للمرة الثالثة (على الأقل) خلال هذا الشهر مهاجمة معسكر عوفريت في القدس بزجاجات حارقة وإشعال حريق فيه، والليلة هي المرة الثانية التي تقع فيه إصابات بجنود داخل المعسكر خلال هذا الشهر.

معسكر عوفريت هو قاعدة عسكرية هامة تابعة للمنطقة الوسطى لجيش الاحتلال، تتمركز فيه قوة للتجسس الإلكتروني واعتراض الاتصالات اللاسلكية من الوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية أمان.

وحسب التقديرات يصل نطاق تجسس هذه القاعدة شرقًا إلى الأردن والعراق وربما أبعد من ذلك، كما يوجد فيها وحدات تابعة لقوات الاحتياط.

من الصعب تقدير الأضرار المادية التي وقعت في هذه الهجمات نظرًا للسرية حول هذه المنشآت، لكن تكرار الهجمات يشكل استنزافًا لجيش الاحتلال وبأدوات بسيطة؛ فتجهيز زجاجات حارقة وإلقائها يحتاج لمهارات أساسية بسيطة يملكها أغلب شبان الانتفاضة والتكلفة لن تخرج عن نطاق 10 شيكل - 100 شيكل (2 دولار - 25 دولار).

وهذا يذكرنا بمعسكر الرام الذي كان هدفًا لهجمات شبان الرام خلال السنوات الأخيرة، مما دفع جيش الاحتلال لإفراغ الجزء الأكبر منه وكان هنالك كلام عن الخروج منه نهائيًا العام الماضي، لكن لأسباب سياسية قررت حكومة الاحتلال إبقاء قوة رمزية داخله، فهم لا يريدون "مكافأة المقاومة" من خلال الانسحاب من المعسكر.

على الهامش للإخوة الصحفيين:
معسكر عوفريت في العيسوية بالقدس، معسكر عوفر في بيتونيا غرب رام الله، مستوطنة عوفرا شرق رام الله في سلواد، ومستوطنة عوفريم غرب رام الله على أراضي قرية عابود.
حتى لا يكون هنالك خلط عند النشر وصياغة الأخبار.

الثلاثاء، 24 مايو 2016

حول إدارة الحركات الإسلامية للصراع مع خصومها




لكل حركة إسلامية أعداء (الغرب والكيان الصهيوني وأنظمة الثورات المضادة وداعش الخ)، لكن لكل عدو أهدافه ورؤيته للصراع مع الإسلاميين.

هنالك من يريد استئصال هذه الحركة بغض النظر عن أي تنازلات تقدمها، فهذا لا جدوى من محاولات استرضائه أو الكلام معه.

هنالك من ينازعك على مصالح وامتيازات فيمكن الكلام معه عن حلول وسط.

هنالك من يكتفي منك بتطمينات كلامية وهنالك من قد يتفق معك في مواقف ويحاربك في مواقف أخرى.

في النهاية يجب عليك أن تقيم عدوك بالطريقة الصحيحة حتى تتعامل معه بالطريقة الصحيحة، أما مقولة "كلهم أعداء مثل بعض"، أو مقولة "حاربوا الناس بالحب"، فهذه لا تصلح للعمل السياسي.

الجمعة، 20 مايو 2016

ما الخطأ الذي ارتكبه يعلون ليطرده نتنياهو؟


قام موشيه يعلون وزير الدفاع الصهيوني بتقديم استقالته اليوم واعتزل الحياة السياسية، وذلك بعد أن قرر نتنياهو تعيين ليبرمان مكانه وزيرًا للدفاع.

الكثير من الناس متفائلون بتولي ليبرمان الأهوج لوزارة الدفاع كونه لا يفقه بالقضايا الأمنية، لكن بالنسبة لي خسارة الصهاينة ليعلون هي أكبر وأهم.

يعلون أراه أكثر القادة الصهاينة إدراكًا لمصلحة الكيان الصهيوني، واستغل خبرته في قمع انتفاضة الأقصى وتعلم من أخطاء دولة الاحتلال في انتفاضة الأقصى وطبقها في انتفاضة القدس، ورغم أنه لم ينجح بإخماد انتفاضة القدس لكنه نجح بمحاصرتها وتحجيمها.

كانت أهم الأخطاء التي ارتكبها الاحتلال في انتفاضة الأقصى: ضرب السلطة وتدمير أجهزتها الأمنية، والعقوبات الجماعية على الفلسطينيين، فقد خدمت هذه الأخطاء المقاومة وساعدتها كثيرًا.

لذلك حرص يعلون (وقيادة جيش الاحتلال وجهاز الشاباك) على تفادي هذه الأخطاء، فقاموا بالتنسيق مع السلطة بشكل تام وحافظوا عليها من الانهيار، كما حرصوا على تجنب العقاب الجماعي (إلى حد ما) مع تشديد العقوبات بحق المقاومين.

كما وجهوا ضربات استباقية دورية ومتواصلة ضد المقاومة (وبالأخص حماس) حتى يقطعوا عليها الطريق.

خطأ يعلون هو أنه عمل بخبث ودهاء، وقادة اليمين الحاكم في الكيان الصهيوني يريدون ضربات استعراضية ويريدون ضرب السلطة فهم يظنون أنه لا فرق بين السلطة وحماس، ويريدون عقوبات جماعية (غريزة الانتقام الأعمى).

باختصار يعلون كان "ضحية" المزايدات داخل الكيان الصهيوني، وذهابه قد يعني قرارات متهورة من جانب حكومة الاحتلال قد تؤدي لتفجير الانتفاضة.

يمكن القول أن سقوط يعلون هو أحد إنجازات انتفاضة القدس، فقد استطاعت التخلص من خصم قوي وخبيث وماكر، والدور الآن على المقاومة الفلسطينية فحصول عدة عمليات قوية توقع قتلى في صفوف المستوطنين قد تخرج نتنياهو وحكومته عن طورهم وتدفعهم لتكرار أخطاء انتفاضة الأقصى.