السبت، 28 مايو 2016

ما يجري في الرقة ... حتى لا يتم تزييف الحقائق




تصور فضائية الجزيرة وغيرها ما يحصل في شمال سوريا وتحديدًا في منطقة الرقة على أنه تمدد كردي في المناطق العربية من أجل إقامة إقليم (أو دولة) كردية، وتردد كلامًا أن الأكراد يريدون طرد العرب وغير ذلك من كلام.

وهذا عرض مشوه للوضع ولا يعطي فكرة حقيقية لما يدور فعلًا.

القوات التي ستهاجم الرقة (ومن قبلها مناطق عدة شمالي سوريا) اسمها قوات سوريا الديموقراطية، الجزء الرئيسي هي مليشيا صالح مسلم الكردية لكن هنالك جزء مليشيا عربية تدعمها أمريكا (شكل من أشكال الصحوات).

أمريكا لا تريد انتصار الثورة السورية ولا تريد نظام الأسد ولقد وجدت في مليشيا صالح مسلم الكردية ضالتها، ولكي يكون لها وجود في المناطق العربية السنية شكلت قوات سوريا الديموقراطية وضمت إليها القوات الموالية لها.

وللعلم جزء من هذه القوات العربية هم أفراد من فصائل هاجمتها جبهة النصرة ودمرتها (مثل جبهة جمال معروف وحركة حزم) والبقية هي قوات عشائرية وغيرهم من المرتزقة.

الخطير في الموضوع أن الجزيرة وأمثالها تثير فتنة عربية كردية، وتريد منا أن نحارب الأكراد بكافة توجهاتهم وقناعاتهم (بمن فيهم المعارضون لصالح مسلم)، وأن نتجاهل عن المخطط الأمريكي لإنشاء مناطق موالية لأمريكا في شمال سوريا.

قوات أمريكية تقاتل مع قوات سوريا الديموقراطية

والصور التي بثتها الجزيرة لقوات خاصة أمريكية برفقة مليشيا صالح مسلم الكردية هي دليل على هدف أمريكا الحقيقي من دعم هذه المليشيا، بينما نحن ننشغل في مناكفات عنصرية بين الأكراد والعرب لا تمت للإسلام بصلة.

وفي الوقت الذي بدأت هذه المليشيا هجومها على شمال الرقة قامت قوات داعش بمهاجمة معاقل الثوار في مارع وإعزاز وهي المناطق الوحيدة الباقية تحت سيطرة الثوار، ويبدو لي أن داعش تخطط لتسليم الرقة بدون دفاع حقيقي واحتلال إعزاز ومارع.
 
وبعدها تأتي قوت سوريا الديموقراطية وتطرد داعش من إعزاز ومارع وتشكل منطقة متواصلة على طول الحدود التركية السورية، ثم يأتي السذج ويقولون يجب أن ندعم داعش في وجه الأكراد الملاحدة!!

ما أريد أن أوصله هو الآتي:

1- يجب محاربة الفتنة العربية الكردية فهذه فتنة تديرها أمريكا، وتؤججها أحزاب عنصرية مثل مليشيا صالح مسلم وفضائيات عربية مثل الجزيرة، وبدلًا من أن نحارب الأسد وروسيا ومخططات أمريكا ننشغل ببعضنا البعض.

2- أخطاء جبهة النصرة (ومن سكت عن أخطائها من فصائل إسلامية) ندفع ثمنها اليوم، بتوسيع دائرة العداء للثورة السورية من خلال قوات سوريا الديموقراطية.

3- اتهام الجيش الحر بأنها صحوات ومجموعة عملاء لأمريكا تبين كذبها، فصحوات اليوم معروفون وواضحون أي قوات سوريا الديموقراطية، بينما الجيش الحر يحارب من قبل داعش والنصرة والنظام السوري وعملاء أمريكا!!

4- العصبية الساذجة التي تدفع البعض لمناصرة داعش بحجة أنها تقاتل النظام السوري أو المليشيا الكردية أوردتنا المهالك، ويجب أن ندرك ان داعش هي الفيروس الذي اخترق جسد الثورة السورية، ولن ينصلح حال الثورة إلا باقتلاع داعش.

5- المخطط الأمريكي خبيث وقذر ومواجهاته قد يكون أكبر من قدرة ثوار سوريا حاليًا، لكن المطلوب التفكير بأفكار خلاقة لإفشاله وذلك غير ممكن ما دامت فصائل الثورة السورية ضعيفة ومشتتة وتتصارع فيما بينها.

ليست هناك تعليقات: