الاثنين، 27 يونيو 2016

نموذج للنسخ واللصق وانعدام المهنية في العمل الإعلامي




انتشر الفيديو المرفق على الصفحات الفلسطينية على أنه إلقاء زجاجات حارقة على سيارات المستوطنين المارة من "طريق رقم 80 في الداخل الفلسطيني" وذلك يوم الأربعاء الماضي.

المشكلة أن المعظم ينسخ ويلصق ولا يشاهد الفيديو! لأن ما يظهر في الفيديو هو شبان ينزلون من السيارة ويلقون زجاجات حارقة على منشأة لا تظهر في الفيديو، ولا يوجد إلقاء زجاجات حارقة على سيارات مارة من الطريق.

بعد الرجوع إلى المصدر الأصلي وهي الصفحات العبرية (فالتصوير كما يبدو لكاميرا مراقبة صهيونية) تبين أنها إلقاء زجاجات  على البرج العسكري رقم 80 قرب مخيم العروب في الخليل كما جاء في الموقع العبري، أما سكان المنطقة فقد أفادوا إلى أن الفيديو يظهر مدخل قرية بيت فجار القريبة من المخيم، وهذه مشكلة في الإعلام العبري أنه أحيانًا كثيرة يخلط بين المناطق الفلسطينية المتجاورة.

طريق باللغة العربية "كبيش" أما البرج العسكري فيستخدمون في العبرية الكلمة الإنجليزية له "بل بوكس" (pillbox)، وهذا يدل على كم هو ضليع بالعبرية من ترجمها أول مرة!

بالنسبة للغتي العبرية فأنا بالكاد "أفك الخط" واستعين بعض الشيء بترجمة جوجل لكن عندما لا أفهم شيئًا لا أخترع كلامًا من عندي، وأول مرة واجهتني كلمة "بل بوكس" عجزت ترجمة الجوجل عنها لأنها بالأصل ليست عبرية، ويومها أمضيت ساعتين حتى فهمت المقصود منها، ومن لا يكون مستعدًا لأن يمضي ساعتين للبحث عن معنى كلمة فسيخرج لنا بالعجائب.

كما يوجد دلائل أخرى في الفيديو تثبت أنه ليس بالداخل المحتل فهذه منطقة جبلية وشارع ضيق نسبيًا وجوانب الشارع مهملة، وكلها مؤشرات تدل على أنه شارع للفلسطينيين في الضفة وليس لمرور المستوطنون ولا في الداخل المحتل.

فضلًا عن اللافتة الحمراء في الخلف وهي توضع عند مداخل المناطق الفلسطيني في الضفة لتحذير المستوطنين من دخولها، لكن من فاته الانتباه للخطأ الأول فبل كل تأكيد لن ينتبه لهذا الأمر.

ربما يعتبر البعض هذا الخطأ بسيطًا وغير مهم لكنه يدل على ضعف شديد في المهنية واهتمام بالغ بالسرعة على حساب النوعية.

ليست هناك تعليقات: