الأربعاء، 27 يوليو 2016

أحمد منصور وانتقادات ليست في محلها




أعاد أحمد منصور نشر مقال كتبه عام 2012م هاجم فيه محمد مرسي، واعتبر أحد الإخوة أن المقال رد على منتقديه الذين يقولون لماذا لم يحذر من الانقلاب قبل حصوله.

قرأت المقال جيدًا وهو في الحقيقة نقطة على أحمد منصور وليست في صالحه، وملخص المقال انتقاد شديد لمحمد مرسي لأنه ساكت على جو الفوضى في محيط القصر الرئاسي (اعتصامات ومظاهرات) وداخل القصر الرئاسي.

وطالب محمد مرسي وقف هذه "لإهانة" بحق موقع الرئاسة المصرية، وبما معناه أن مرسي فوضوي مهزوز الشخصية ولا يستحق أن يكون في موقع الرئاسة.

واضح من قراءة المقال أن أحمد منصور في تلك اللحظة وقبل الانقلاب ببضعة أشهر لم يكن يشعر بأن هنالك انقلابًا على الطريق لسببين:

الأول: يتكلم على اعتبار أن الفوضى سببها لامبالاة مرسي وعدم إصداره الأوامر، بينما الحقيقة التي بتنا نعرفها جميعًا اليوم أن مرسي لم يكن يستطيع تنفيذ أيًا من أوامره وأن موظفي الدولة بكافة مستوياتهم كانوا حريصين على مخالفة الأوامر من أجل إفشال مرسي.
 

وإعادة نشره المقال معناه أنه لحتى اللحظة لم يستوعب ما كان يحصل!!

الثاني: أن مهاجمة شخص مرسي ووصفه بضعيف الشخصية كان محور الحملة الإعلامية للانقلابيين، وترداد منصور لكلامهم ومشاركتهم الهجوم معناه أحد أمرين: إما أنه كان يجهل أنها حملة مقصودة ضمن مخطط انقلابي أكبر، أو أنه كان شريكًا للانقلابيين.

لا يعني كلامي مطلقًا أن الإخوان ومرسي لم يخطئوا بل أخطأوا لأنهم لم يأخذوا خطوات لمواجهة الانقلاب لكن أحمد منصور يخطئ التشخيص بشكل فادح.

أحمد منصور ينتقد عدم وقف الفوضى لكن كان الأجدر به أن يقول يا مرسي هنالك من يتعمد إفشالك ويجب أن تواجهه وتقف بوجهه، هذا لو كانت قراءته للمشهد سليمة.

أحمد منصور يعتبر المشكلة شخصية: محمد مرسي ومحمد بديع وفلان وعلان، قم بتغييرهم وسيصلح كل شيء بعدها، هكذا كالسحر.

وهذه مأساتنا منذ عصر الانقلابات في الخمسينات كل انقلاب يذم من قبله دون أن يتعلم من أخطائه، والإخوان أخطأوا لكن الشطارة أن تقرأ الخطأ بشكل صحيح لا أن تستمر بشخصنة العداء وتصر على تشويه الآخرين.

لو كان أحمد منصور حريصًا فعلًا على الثورة وعلى إصلاح أخطاء الإخوان لماذا لم يقدم للإعلام محمد منتصر والخط الثوري داخل الإخوان؟ لماذا لم ينتقد إفشال ووأد هذه التجربة الثورية في مهدها؟

أم أنه مثل كافة "الأكس - إخوان" يهمه فشل الإخوان حتى يقال أنه على صواب، وبالتالي لا يريد لتجربة ثورية مثل العقاب الثوري وحركة المقاومة الشعبية وتيار محمد منتصر أن يستمر ويزدهر؟

الانتقاد ضروري لكن الكلام العائم والتعميمات الساذجة لا توصلنا إلى أي مكان، بل هي إبر مخدرة وشماعة نعلق عليها فشلنا، من الضروري قراءة المشهد بشكل موضوعي وبتجرد بعيدًا عن التحامل الشخصي وعن الانتقائية وعن التعميمات المختزلة.

ليست هناك تعليقات: