الأحد، 14 أغسطس 2016

ما وراء المخاوف الفتحاوية من الانتخابات البلدية؟


تصريحات المسؤولين الفتحاويين وكلامهم عن الخوف من الانتخابات البلدية فيها مبالغة مقصودة من جانبهم فلا تقعوا بالفخ.

بداية لا بد من التأكيد أن قرار حماس بالمشاركة في الانتخابات قد أربك فتح ولم يكن بالحسبان لكن لا يعني هذا أن فتح بلا أمل أو أنها تفكر جديًا بإلغاء الانتخابات.

فما زال لديها أوراق للعب بها وعلى رأس الورقة الأمنية واعتقال المرشحين والتضييق عليهم، وهم قد بدأوا لعبها بالتعاون مع الاحتلال.

التصريحات الفتحاوية المذعورة تعمل على عدة مستويات:

أولًا: حركة فتح ليست تنظيمًا مؤسساتيًا بل تعمل وفق نظام "الفزعة"، أي لا يتحرك أبناؤها إلا عندما يشعرون بخطر وأزمة كبيرة، فالتصريحات تأتي لتقول لهم أن هنالك أزمة ولا وقت للكسل ولا وقت للخلافات الداخلية.

خطاب مأزوم ليجمع الحركة حول هدف الفوز بالانتخابات، واستخدام الفزاعة الحمساوية لتحريك شعور "المسؤولية" لديهم.

ثانيًا: عدم رفع سقف الآمال عاليًا بحيث لو فازت فتح ليقولوا أن حماس لم تستطع هزيمة فتح رغم كل الإمكانيات والتوقعات بفوزها (وهذا غير صحيح لكن خطاب الأزمة يريد إقناع الناس بأنه صحيح).

وإن هزمت فتح ليقولوا كنا نتوقع هزيمة أكبر واستطعنا امتصاص الصدمة.

ثالثًا: هنالك مزايدات داخلية وبالأخص من تيار دحلان على محمود عباس ويريدون تصويره وكأنه وضع الحركة في وضع حرج.

رابعًا: إرباك أبناء حماس وإشعارهم أن الانتخابات ربما لن تتم، أو أن فتح مهزومة بكل تأكيد، وبكلتا الحالتين لا داعي للعمل.

ومن متابعتي ومعرفتي الوثيقة بالسلطة وحركة فتح، فلا يوجد تأجيل للانتخابات وكل ما يقال بالإعلام مجرد كلام لا رصيد له، وفتح مأزومة من الانتخابات لكنها ليست بالحجم الكبير فهنالك تعمد بالمبالغة بالتصريحات كما أسلفت.

ليست هناك تعليقات: