السبت، 20 أغسطس 2016

المبالغة في وصف دور غولن بالمحاولة الانقلابية




الإعلام التركي والإعلام العربي المنبهر بتجربة أردوغان يحاولون إقناعنا بأن فتح الله غولن هو سبب كل الشرور في الدنيا.

لست خبيرًا في الشأن التركي لكن المبالغة بتصوير دور غولن في الانقلاب وما قبل الانقلاب لا يمكن إخفاؤها.

صحيح أن دوره كان مركزيًا في المحاولة الانقلابية لكن المبالغة أصبحت لا تحتمل، فقط بقي أن يقولوا أن غولن هو السبب في الوقيعة بين الشعب الفلسطيني و"إسرائيل الشقيقة."

تمامًا مثل المبالغة بدور محمد دحلان ووصفه بأكبر من حجمه الحقيقي.

والسؤال الذي نسأله هل يعقل أن عشرات الآلاف الذين اعتقلوا من المسؤولين في الجيش والدولة جميعهم من جماعة غولن؟ هل هم وحدهم من دبر ونفذ وخطط؟ هذا رقم كبير جدًا لمؤامرة من جماعة واحدة حتى لو كانت منظمة استخباراتية اخطبوطية كبيرة.

كما أسأل كيف تمكنت جماعة غولن من التغلغل للدولة وأجهزتها بهذه السهولة ونحن نعلم أن الجيش والقضاء مؤسستان مغلقتان وتحكمهما عقلية علمانية متشددة، تغربل كل من يدخل إليهما، ولماذا لم يقم أردوغان بتغلغل مماثل؟

اعتقد جازمًا أنه لولا وجود تحالف أو تواطؤ من علمانيي الجيش والقضاء لما استطاع غولن من اختراق هذه المؤسسات.

وأين ذهبت الدولة العميقة؟ وأين ذهب العلمانيون المتواجدون داخل الجيش والقضاء؟ هل فجأة أصبحوا بلا حول ولا قوة؟ وهل انقلبوا 180 درجة واصبحوا حمائم ومحبين لأردوغان؟

ولو تكلمنا عن التفاصيل فسنجد قصصًا لا تحترم العقل، مثل بعض الروايات التي تقول بما معناه أن محاولات الانقلابية السابقة على أردوغان (مثل الأرغيناكون) كانت مؤامرة من جماعة غولن من أجل توريط العسكر في محاولة انقلابية وإزاحتهم عن الطريق.

أو شهادة أحد أعضاء المنظمة السابقين الذي تكلم عن تآمرهم في الألعاب الرياضية، وكيف كانوا يتحكمون بنتائج المباريات ويتلاعبون بها، ومن يعترض يحيكوا له مؤامرة من أجل سجنه.

في النهاية: هنالك فرق بين من يقول أن غولن مسؤول عن كل ما مرت به تريكا من أخطاء ومشاكل، وحتى أخطاء أردوغان يريدون تحميلها على أكتاف جولن، وبين أن نقول أنه يمثل منظمة أخطبوطية اشتركت بمخطط أمريكي وبالتحالف (أو التواطؤ) مع العلمانيين والدولة العميقة.

ليست هناك تعليقات: