الجمعة، 9 سبتمبر 2016

ما بعد رحيل محمود عباس


لا شك أنه محمود عباس سيرحل عاجلًا أم آجلًا، فالرجل تجاوز الثمانين من عمره والاحتلال بدأ يبحث عن بدائل عنه.

فإما أن يرحمنا الله ويأخذه، وإما يتخذ القرار الصائب الوحيد في حياته ويستقيل، وإما أن تتم إقالته.

ليس مهمًا كيف سيرحل ولا حتى متى سيرحل بقدر ما هو مهم ما الذي سنفعله بعد رحيله، هل سنسلم بالمخططات الصهيونية لمرحلة ما بعد عباس؟ أم سنعمل على إفشالها؟

بعد رحيل عباس ستكون هنالك لحظة تاريخية تكون فيها السلطة بأضعف حالتها، إلى أن تنتهي ترتيبات التوريث ويقوي البديل قبضته، وهذه اللحظة قد تكون بضع ساعات وقد تكون بضعة أيام.

إن لم يقتنص الشعب الفلسطيني وقيادة التنظيمات هذه اللحظة التاريخية وبالسرعة الكافية، فسنلتصق مع مشروع أسوأ من مشروع عباس بغض النظر عن تفاصيله.

الأمر مثل الساعة الأولى للانقلاب في تركيا، فلولا خروج أردوغان على الفضائيات، ولولا أن المواطنين ألقوا بأجسادهم أمام المدرعات الانقلابية لنجح الانقلاب وانتهى كل شيء.



والأمر أيضًا مثل اليوم التالي لمجزرة رابعة في مصر فقد اجتاحت المظاهرات الغاضبة مصر من جنوبها إلى شمالها، وكانت فرصة تاريخية أمام الإخوان ليشعلوها مقاومة شعبية مسلحة تطيح بالانقلاب لكن التردد باتخاذ القرار السريع والمناسب أطاح بكل شيء، وأصبح السيسي أقوى من قبل رغم كل أخطائه وكوارثه، ولا أمل على المدى القريب برحيله.

لذلك المطلوب فلسطينيًا العمل على رفض أي بديل يأتي مكان عباس، وبما أن الانتخابات غير ممكنة فلسنا بحاجة لدولة وهمية يتحكم بها الاحتلال، نريد قيادة مقاومة (مثل القيادة الموحدة في الانتفاضة الأولى أو إطار شبيه بالقوى الوطنية والإسلامية).

لا يكفي رفض خليفة عباس بالكلام بل يجب رفضه بالأفعال ودفعه للرحيل بالقوة لو لزم الأمر وبدون تأخر.

1) بما أن عملية اتخاذ القرار في حماس بطيئة فهي تحتاج من اليوم لأن ترتب الأمور لمرحلة عباس وعدم التأخر لحظة عن تنفيذها بعد رحيله.

2) على الفصائل الفلسطينية أن تكون على قدر المسؤولية وأن تكون شريكًا بالإطاحة بخليفة عباس، بدلًا من الحيادية السلبية التي لم يستفد منها الاحتلال، وأن تترفع عن محاولة تسجيل إنجازات فصائلية ضيقة. 

3) على المجتمع الفلسطيني الإدراك أن الاحتلال يتمدد بببطء في الضفة الغربية، ويسعى مرحليًا لتهجير 300 ألف فلسطيني من المناطق ج، مما يعني زيادة معدلات البطالة والفقر في مناطق أ و ب، لأن سكان مناطق ج يعمل أغلبهم في الزراعة وتربية المواشي.

وبفقدانهم أراضيهم ومواشيهم سيأتون بلا عمل ولا دخل وسيزداد الوضع صعوبة.
وهذا التهجير الهادئ يتم منذ سنوات طويلة وإن لم تصدقوني أذهبوا إلى البلدة القديمة في الخليل وأنظروا كيف نجح الاحتلال بتهجير أكثر من 80% من سكانها خلال عشرين عامًا.

ما أريد الوصول إليه أن هنالك كارثة تنتظر أهل الضفة فيما لو مر مشروع وراثة عباس، فالموضوع لا يخص الفصائل والتنظيمات بل يمس حياتكم.
فإن سكتم على بديل عباس فأنتم توقعون على قرار موتكم البطيء.

ليست هناك تعليقات: