السبت، 15 أكتوبر 2016

النظام السعودي وفقدان الأمل


 قرأت قبل سنوات في موقع للافتاء سؤالًا لأحد الشباب ملخصه أنه كان يريد الزواج من فتاة إلا أنها تزوجت غيره، لكنه بقي متعلقًا بها وكان يتتبع أخبارها، وكلما سمع عن مشكلة بينها وبين زوجها تفاءل خيرًا، بأنها قد تترك زوجها ويخلو لهذا الشاب الجو.

ملخص الإجابة عليه كان أن ينسى أمر هذه الفتاة وليجد له هدفًا آخر في حياته.

أتذكر هذه القصة عندما أسمع تفاؤل الكثير من الإسلاميين (وبالأخص المحسوبين على الإخوان) بحدوث شقاق بائن بينونة كبرى بين السعودية ومصر، وأن يترك النظام السعودي السيسي وأن يتحالف مع الإخوان.

ومثل الفتوى السابقة أنصح أؤلاء المتأملين خيرًا من النظام السعودي أن ينسوا أمره، لا أقول أنه يجب مقاطعته أو محاربته، لكن تعليق الآمال عليه بأن يقود مسار التغيير أو يكون جزءًا من تحالف الثورات العربية أو أن يتحالف مع الحركات الإسلامية هو وهم كبير لا يجب أن نقع فيه.

خلافات النظام السعودي مع مصر أو أمريكا هي خلافات الأسرة الواحدة، ولا يمكن أن تقود للطلاق بالسهولة التي يتخيلها البعض، وفي الوضع السعودي بالتحديد الطلاق مستحيل الحصول استحالة قطعية؛ وذلك لأن:

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2016

"ما بدنا نصير زي سوريا"


محمد قاد سيارته إلى العمل في الصباح، ساق بهدوء والتزم بقوانين السير، وصل بسلام وأمان.

علي استيقظ متأخرًا قاد سيارته بسرعة جنونية اصطدم بعامود كهرباء وأصيب بشلل وأصاب آخرين معه.

سعيد منذ الحادث أقسم على نفسه أن لا يركب سيارة في حياته حتى لا يتكرر معه ما حصل مع علي، فالسيارات تؤدي لحوادث مرورية.

سعيد أصبح يذهب لعمله يوميًا مشيًا على الأقدام، وليس مهمًا إن وصل متأخرًا، المهم أن لا يكون مثل علي.
في يوم من الأيام وهو متوجه لعمله مشيًا على الأقدام ضربته سيارة مسرعة وتوفي.

السيارة وسيلة كي ننتقل من مكان إلى آخر وليست شر مطلق ولا خير مطلق، إن أحسنت استخدامها كانت خيرًا وإن أسأت استخدامها كانت شرًا.

وكذلك الثورات هي وسيلة لمحاربة العصابات التي تخطف بلداننا، والأخطاء التي حصلت في سوريا ليست أنهم حملوا السلاح في وجه الأسد، بل هي أخطاء كان من الممكن تلافيها، وعلى رأسها أن العقلاء ترددوا في استخدام السلاح، مما أتاح المجال للسفهاء (داعش والقاعدة) للدخول على خط الثورة وتخريبها.

يجب التعلم من أخطاء الثورة السورية وغيرها من الثورات، والتعلم لا يكون بالقياس السطحي والساذج.

وفي النهاية فإن رفض حمل السلاح ضد السيسي لن يقود إلى مصير أفضل من الشعب السوري، فبشار الأسد يخرب سوريا بطائراته وبراميله المتفجرة، والسيسي يخرب مصر بطرق شتى لا تخفى على العين.

وفي النهاية لن يفر الشعب المصري من دفع الثمن، لكن هنالك فرق أن تدفع الثمن وأنت ساكت أو متذمر، وبين أن تدفع الثمن وأنت تحاول التغيير، على الأقل سيكون هنالك أمل بمستقبل أفضل.


الاثنين، 3 أكتوبر 2016

حوال قرار المحكمة العليا بإلغاء الانتخابات في غزة


  
بالنسبة لقرار المحكمة العليا بإلغاء الانتخابات في غزة وإجراؤها في الضفة أريد الكلام عن الموضوع في ثلاثة محاور:

الأول: ماذا بعد؟

إما أن تبدأ السلطة بالترتيب لانتخابات جديدة مع الحرص على إخافة مرشحي وقوائم حماس أو مقاطعة حماس للانتخابات، بحيث تبقى البلديات "نظيفة" من أي وجود حمساوي.

أو ستماطل بإجرائها وتتذرع بالظروف إلى أن ينسى الناس الأمر.

مع العلم أن هنالك قضايا أخرى في المحكمة حول الانتخابات لم يتم البت فيها حتى الآن.

الثاني: موقف حماس

يجب أن تتجنب الحركة التعامل بردة الفعل فهذا ليس أول تلاعب للسلطة بالقوانين لصالح مزاجها.

الهدف من القرار هو تكريس معادلة خطيرة جدًا وهي أن "الضفة لحركة فتح وغزة لحركة حماس".

وبالتالي فمقاطعة حماس للانتخابات هي تأكيد لهذه المعادلة، يعني أن حماس قبلت أنه لا يحق لها الوجود بالضفة.

مشاركة حماس في الانتخابات ليست مجاملة لفتح حتى تقاطعها إن أخطأت فتح، بل هي إصرار على عودة حماس لجميع مناحي الحياة في الضفة.

وإن كانوا يريدون من حماس البقاء خارج العمل الشعبي والمجتمعي في الضفة فيجب على حماس الإصرار على دخولها.

برأيي يجب على حماس أن تدخل الانتخابات (إن أجريت) حتى لو لم تستطع إلا ترشيح قائمة واحدة، حتى تكسر المعادلة التي يريد الاحتلال والسلطة تكريسها، أي تحويل الضفة إلى مزرعة لمحمود عباس يتقاسمها مع المستوطنين.

طبعًا من البديهي القول أنه يجب على حماس والجميع رفض هذا القرار جملة وتفصيلًا، لكن المشاركة أمر آخر.

وأنا شبه متأكد أنه لو قررت حماس المشاركة فسوف تتراجع السلطة عن إجراء الانتخابات بشكل نهائي وستؤجل إجراءها إلى أجل غير مسمى.

الثالث: موقف السلطة

محمود عباس رفض إجراء المصالحة واشترط الانتخابات أولًا ثم المصالحة ثانيًا، والآن يأتي ويقول المصالحة أولًا والانتخابات ثانية.

المحكمة أجلت الانتخابات بحجة عدم مشاركة القدس والآن هي تقررها بدون مشاركة القدس ولا قطاع غزة.


ببساطة السلطة وحركة فتح يؤكدان أن من يقودهما هم صبيان بكل معنى الكلمة.

الأحد، 2 أكتوبر 2016

ما بين سعد زغلول ومحمود عباس


قبل أيام شاهدت برنامجًا وثائقيًا على الجزيرة ولفت نظري موقف سعد زغلول من اغتيال قائد الجيش المصري في السودان (وكان بريطانيًا).

حيث ندد بالاغتيال واعتبر الرصاص موجهة له لكن ذلك لم يشفع له عند الإنجليزي الذين قرروا طرد الجيش المصري من السودان وجعله احتلالًا بريطانيًا صافيًا.

ومن معلومات سابقة تراكمت لدي عن سعد زغلول خرجت بانطباع أنه كان نسخة من محمود عباس في محاربة الاحتلال بالطرق الانبطاحية والحرص على إظهار المظلومية وإحراج المحتلين من خلال الصمت والمواقف الإنهزامية.

الفارق أن سعد زغلول (ومن مثله) كانوا يعتبرون أبطالًا وطنيين، أما محمود عباس (ومن مثله) يشتمهم الناس ليل نهار.

تطور لافت للنظر خلال مئة عام، ربما بعد مئة عام أخرى نرى أمثال سعد زغلول ومحمود عباس في مكانهم الطبيعي (مكب النفايات)، الله كريم!*

*القصد أن هنالك تقدم رغم كل شيء لكنه بطيء وبحاجة لدراسة أخطاء الماضي لكي يكون التغيير أكثر سلاسة.